كلمة اليوم

خادم الحرمين الشريفين وتحذيره العقلاني من الإرهاب

تحذير قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ أثناء تسلمه لأوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الاسلامية والعربية والصديقة مؤخرا، من تمدد ظاهرة الارهاب الخبيثة واحتمال وصولها الى الدول الأوروبية والأمريكية لا يصدر من فراغ، بل له علاقة مباشرة وجذرية بما يحدث في كثير من الأمصار والأقطار من تمدد خيوط تلك الظاهرة وانتشارها الأخطبوطي، بما يحتم على المجتمع الدولي بأسره اتخاذ الخطوات العاجلة والكفيلة بايقاف زحف تلك الظاهرة والحد من تسلطها على الأفراد والمجتمعات، ولا شك أن تحذيره - يحفظه الله - من مساوئ وشرور تلك الظاهرة الشيطانية، يستند الى ما يجري على أرض الواقع في كثير من الأقطار والأمصار، حيث يسعى أصحاب تلك الظاهرة لمد نفوذهم الى داخل مجتمعاتها، متذرعين بمبادئ وتعاليم العقيدة الاسلامية السمحة وهي منهم ومن أعمالهم الدنيئة بريئة؛ لأنها في الأصل تحارب عوامل التطرف والغلو والقتل والتدمير والتخريب التي يركب موجتها أولئك الأشرار.ان تحذيره - يحفظه الله - لمحاربة تلك الظاهرة وتقليم أظافر أصحابها يصب في قنوات المصالح البشرية العليا في كل مكان على سطح هذه المعمورة، فتلك الظاهرة الخبيثة ليست موجهة في حقيقة الأمر الى دولة بعينها أو جماعة بعينها ولكنها موجهة الى البشر أجمعين في محاولة جنونية وطائشة لقيام الدولة الاسلامية المزعومة على أنقاض أرواح الآمنين وهدم دورهم وتخريب منجزاتهم الحضارية، والسعي لافساد الأرض تحت ذريعة الادعاء بتمسك أولئك السادرين في غيهم بتعاليم العقيدة الاسلامية ومبادئها السمحة، وعدالة تشريعاتها التي تنهى عن المنكر وتأمر بالمعروف وتحرم قتل النفوس البريئة بغير حق وتدعو الى عمارة الأرض واصلاحها وبنائها، وازاء ذلك جاءت دعوته الصادقة - يحفظه الله - بأهمية توحيد الجهود وتضافر الهمم لكبح جماح تلك الظاهرة وايقافها عند حدودها.ولا شك أن أولئك الساعين لتخريب الأرض وافسادها لا علاقة لهم بالانسانية ولا علاقة لهم بمبادئ الدين الاسلامي، ولا علاقة لهم بأي عرف أو منطق أو عقل، وهمهم الوحيد هو قتل البشر وترويعهم ومد نفوذهم في كل مكان تمريرا لأفكارهم الضالة والمضللة، وغسل أدمغة الشباب بأوهام شريرة لدفعهم الى أحضان تلك الظاهرة الخبيثة وتعليمهم كيف يمارسون القساوة والخشونة والعنف بما يخالف العقيدة الاسلامية والسنة الشريفة، ويخالف كل الأديان والقيم والأنظمة والقوانين والأعراف، واذا أهمل أصحاب تلك الظاهرة كما قال - يحفظه الله - فان خطرهم الداهم قد يصل الى أبعد من الحدود الحالية مهددا الدول الأوروبية والأمريكية بعواقب وخيمة لا تحمد عقباها.وازاء ذلك فان تحذيره - يحفظه الله - يجيء في وقته المناسب حتى تتنبه دول العالم لمخاطر آفة الارهاب، ومخططاتها الاجرامية التي تستهدف زرع بذور فتنتها في كل مكان، فالمواجهة السريعة لأفاعيل أصحاب تلك الظاهرة الشريرة أضحت مطلبا دوليا لا بد من ترجمته على أرض الواقع من خلال تضافر كافة الجهود لاحتواء الارهاب ومحاصرته في كل مكان، فأصحابه لا يعرفون معنى للانسانية ويجهلون أبسط قواعد الاسلام وتعاليمه الربانية التي لا تجيز التطرف ولا الغلو ولا التكفير، ولا العبث بأرواح البشر ومقدراتهم وحياتهم الآمنة واستقرارهم المنشود وصناعة مستقبلهم الأفضل والأمثل، فزعماء العالم كما ناشد خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - مطالبون بمباشرة توجهاتهم لمكافحة الارهاب، فالخطر كبير للغاية ولا يمكن الاستهانة بحجمه ومساحته التي بدأت تنتشر على الأرض كانتشار ألسنة النيران في الهشيم.