نورة بنت سعد الاحمري

بلاش

كل يوم والجرائد السعودية تخرج علينا بتقارير اقتصادية.فمن ضمن التقارير الاقتصادية الأخيرة، أن الاقتصاديين حذروا من استمرارية تزايد تحويلات الأجانب والتي جاءت إثر سطوة الوافدين على الكثير من المهن، مما انعكس سلبا على برنامج السعودة وعلى أمن الاقتصاد الوطني.وتشير المؤشرات الاقتصادية الى ارتفاع تحويلات الأجانب إلى نحو 99 مليار ريال خلال عام 2013، وكشفت مؤشرات اقتصادية ان تحويلات الأجانب ستظل تمثل المصدر الرئيسي للتدفقات المالية الى خارج المملكة من الحسابات غير المنظورة، كما أن العدد الإجمالي للعاملين الأجانب سيزداد رغم التدابير الرامية الى زيادة أعداد السعوديين في القطاع الخاص وسترتفع تحويلاتهم الى 105 مليارات في هذا العام.هذا ما كان يهمني إيضاحه من الخبر، وهو لغة الأرقام.أولا لدي سؤال كبير جدا وجدا الى هذه القنوات الاقتصادية التي تعد التقارير، والسؤال أو الاستفهام، هل المطلوب أن يكون الوافد في البلد لدينا يعمل ويكد دون أن يتم تحويل المال منه الى بلاده؟هل أتى العامل أو السائق أو المهندس أو الفني أو السباك أو النجار أو الصباغ أو الدكتور أو حتى الخبير في أي مجال من أجل أن يعمل في بلادنا ولا يأخذ مقابلا ماديا مثلا؟أم انه أتى من أجل المادة في الأصل ومن أجل أن يقوم بخدمة نحن في حاجة لها في هذه البلاد؟لماذا ينظر الى هذه التحويلات أنها ليست من حقهم وأنها لابد أن تكون في قنوات البلد من قبل الوافد أو المقيم؟بالرغم انه يتم صرف الجزء من ارقام المعاشات داخل البلد وفي الاقتصاد المحلي من شراء أكل ومستلزمات ودفع ايجارات والأهم الفواتير من كهرباء وتلفونات وخلافه.والنقطة التي دوما ما تغفلها مثل هذه التقارير والأخبار من ناحية المبالغ المحولة، هي عدم ذكرهم ان كل عملية تحويل يقوم بها المقيم من خلال البنوك يتم دفع ما بين 16 ريالا الى 30 ريالا على حسب سياسة البنك.ولو فرضنا أن 16 ريالا نضربها في 8 ملايين كما يقولون فان الناتج 128000000 مليونا، هل هذا الرقم بسيط وهو يصب في الاقتصاد الداخلي من أجور هؤلاء المقيمين؟ثم لو تم عمل مسح حقيقي للأموال الكبيرة المحولة والتي تتجاوز 50000 ريال فسوف نجدها لدى شركات كارامكو وغيرها من شركات القطاع الخاص.قبل أن تخرج مثل هذه التقارير لا بد أن يعي الاقتصادي أن هؤلاء العمال وهذه الكوادر نحن من أتى بهم والمال مقابل الخدمة.بلاش تأجيج في المواطن بفكرة أن هذا الوافد في بلادنا يقوم بسرقتنا من خلال التحويل لان مثل هذه الأرقام في عقلية مواطن عادي وبسيط تعني السرقة للبلد، وقد يتصور البعض أنها لشخص واحد.لابد أن ندرك الفروق الفردية بين البشر.8 ملايين مقيم ليسوا هنا للترف إنما للكد من أجل أنفسهم وبلادهم.وكل ما أرجوه ممن يعد التقارير أن يراعي أن الشيء مقابل الشيء، وانه بدلا من أن يخرج علينا بأرقام لا تعنينا أبدا، أن يخرج علينا بإستراتيجية حقيقية تصب في خدمة البلد من أجل تعليم المواطن ثقافة العمل المهني الذي من أجله تحول كل هذه الأرقام يا محللي الاقتصاد وبس.