صفاء قره محمد ـ بيروت

نائب لبناني لـ «اليوم»: إصرار عون على مبدأ «هو أو لا أحد» يعرقل الانتخابات الرئاسية

أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب جان أوغاسبيان "اننا اليوم أمام عجز كلي عن انجاز الاستحقاق الرئاسي، في ظل رفض رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الاعتراف بأن لا أمل لديه بتبوء هذا الموقع"، معتبراً ان "الشغور سيبقى في سدة الرئاسة، الا اذا كان هنالك نية لدى "حزب الله" بإجراء الانتخابات الرئاسية". وقال: "اصرار العماد عون على مبدأ "هو أو لا أحد"، لا يفتح المجال لإجراء انتخابات رئاسية". وأوضح في حوار خاص لـ"اليوم" ان "هناك مخاوف كبيرة من وجود مخطط إجرامي يهدف الى تفريغ المنطقة من "مسيحييها" وهذا خير دليل على ما نشهده اليوم بشكل واضح في العراق". ورأى أن "حصانة لبنان بحماية ميثاقيته داخل لبنان وبالعودة إلى المؤسسات".وشدد على أن كلام خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز الأخير "يؤكد انه رجل مسؤول يعي مخاطر المرحلة ويحذر كل الناس لأن البلاد ذاهبة نحو الأسوأ، ولذا هو يتخوف من ان تشهد المنطقة في الفترة المقبلة حروبا جديدة تحت عناوين كثيرة".هنا نص الحوار: كيف تقرأ ما حدث من معارك في عرسال؟ـ المنطقة بأسرها تشهد معارك كونية، منها معركة مصالح إستراتجية كبرى بين الولايات المتحدة الأميركية والغرب من جهة ورورسيا ودول البريكس من جهة ثانية، كما ان هناك صراعا من جهة، ومفاوضات سلام حول السلاح النووي وانعكاس ذلك على الأجندة الإيرانية، إضافة الى الصراع السني ـ الشيعي، وهناك صراع مصالح إستراتجية بين ايران من جهة ودول الخليج من جهة ثانية، وصراع ما بين التطرف والارهاب والاعتدال، وكل هذه الصراعات تتداخل اليوم، فيما بينها تحت مظلة ما يسمى بالربيع العربي الذي أدى الى حروب أهلية ودمار وتهجير. هناك أيضاً مشروع غير معلن ولكن ينفذ وهو تفريغ الشرق الاوسط من مسيحييه، فلبنان جزء من هذا الشرق، وله امتداد على هذه الدول العربية وتلك الدول لها امتداد على الداخل اللبناني لذا فإن هذه الصراعات تنعكس على بعضها البعض وتداخلت مع الخلافات اللبنانية ـ اللبنانية حول مسائل عديدة منها مفهوم لبنان الكيان والوطن ومفهوم الوطنية الميثاقية واتفاق الطائف. ما يحدث اليوم هو صورة من احد البانورامات الموجودة في المنطقة وامتداد النفوذ ورقعة تمركز التنظيمات المتطرفة منها داعش، لذا اعتبر ان المرحلة ما بعد توسع داعش داخل العراق واحتلال جزء كبير منه والسيطرة على بعض موارد النفط في العراق وسوريا، هي التي ادخلت المنطقة بحقبة جديدة، ولذا ستعمد لتصدير هذه الثورة مثلما بدأت إيران في الماضي بتصدير ثورتها على الدول العربية، واليوم هنالك ثورة بإطار وعقيدة وفكر مغاير ولكن سوف تعتمد الأسلوب ذاته. بعد مرور ما يزيد عن الشهرين على شغور موقع الرئاسة في لبنان، كيف تقرأ تطورات المرحلة المقبلة رئاسياً؟، وهل باعتقادك أن أمد الشغور سيطول أكثر من ذلك، بحسب ما يتردد؟ـ من المؤسف أن بعض القيادات السياسية الموجودة في موقع القرار في مسألة انتخاب الرئيس العتيد، لا تريد قراءة ما يحدث في المنطقة، على الرغم من أن الكل بات يدرك ان هناك مخاوف كبيرة من وجود مخطط إجرامي في غاية الخطورة يهدف الى تفريغ المنطقة من "مسيحييها" وهذا خير دليل على ما نشهده اليوم بشكل واضح في العراق ولبنان. فلا يمكننا أن نستغني عن "الكيانية الميثاقية" التي تحمي كل الجماعات، ولحمايتها في لبنان يتوجب وجود مؤسسات فاعلة وقوية وقادرة على مواجهة المخاطر التي تهدد المنطقة، وخصوصاً مخاطر المرحلة على المستوى الداخلي اللبناني. اننا اليوم أمام عجز كلي عن انجاز الاستحقاق الرئاسي، في ظل رفض العماد ميشال عون الاعتراف بأن لا أمل لديه بتبوء هذا الموقع، بالرغم من حجمه التمثيلي، كما ان ليس هناك اي استعداد من عون للدخول في تفاهمات مع فريق 14 آذار، أو داخل فريق 8 آذار، للتفاهم على مرشح قادر يشكل مساحة لجمع اللبنانيين وقادر على اعادة التوازنات السياسية الداخلية بين الفرقاء السياسيين وبين الطوائف. الشغور سيبقى في سدة الرئاسة، لانه اذا كان هنالك نية لدى "حزب الله" بإجراء الانتخابات الرئاسية، لكانت لديه الرغبة في التواصل مع 14 آذار او مع رئيس مجلس النواب نبيه بري او جهة ثالثة للدخول في تفاهمات حول شخصية تجمع كل الأطراف. من الذي يعرقل وصول رئيس جديد الى القصر الجمهوري في بعبدا؟، وماذا عن طموح وجهود الجنرال ميشال عون في هذا الإطار؟ـ إصرار العماد عون على مبدأ "هو أو لا أحد"، لا يفتح المجال لإجراء انتخابات رئاسية، إلا في حالة واحدة اذا كان لـ"حزب الله" مصلحة بإنجازه، في ظل غياب الضوابط العربية او اي مشروع تفاهم عربي حول لبنان، فلبنان ليس على سلم أولويات الغرب، كما وتبلغنا رسمياً من سفارات الدول الكبرى أن لا أحد يريد أن يتدخل بالشأن اللبناني وبمسألة انتخاب رئيس والأمر متروك للبنانيين. نحن كقوى 14 آذار، لدينا مرشح واحد وهو رئيس حزب "القوات" اللبنانية سمير جعجع، الذي سبق وأعلن أن لديه استعدادا للتفاوض على خيار آخر، فيما يأتي العماد عون في المقلب الآخر، رافضاً أي مبدأ للتفاوض على مرشح آخر. لذا يجب أن نرى ما هي اعتبارات "حزب الله" واذا كان يريد إنجاز هذا الاستحقاق، وعما اذا كان لا يزال يؤمن بلبنان الذي نعرفه نحن أي "الميثاق الوطني والطائف". على وقع المبادرة التي طرحها الرئيس سعد الحريري، والتي هي بمثابة "خارطة طريق" للخروج من الأزمة التي يتخبط بها لها ولعل ركنيها الأساسيين "الرئاسة" وانسحاب "حزب الله" من سوريا، لم لم يكتب لها النجاح؟ـ بسبب رفض قوى 8 آذار لها. هناك مسألة ليست بأيدينا وهي انخراط "حزب الله" في سوريا ولكن المسألة التي بإمكاننا التحكم بها هي انتخاب رئيس جديد للجمهورية. لذا على ميشال عون أن يقتنع أن لا خيار له سوى المساعدة بإنجاز هذا الاستحقاق، فهو ناخب أساسي وبإمكانه أن يتفاوض على طرح الأسماء المرشحين. انجاز الاستحقاق الرئاسي مرتبط بمدى مصلحة "حزب الله" الإستراتجية لإنجاز الانتخابات الرئاسية، وخارج هذا الإطار لن تحصل الانتخابات وبالتالي خارطة طريق الرئيس الحريري تؤكد استعدادنا للبحث والتفاوض على مرشح آخر. ما السبب المباشر للحملة التي شنتها أبواق قوى 8 آذار على هذه المبادرة، وما هو تقييمك للمبادرة التي طرحها عون في هذا الإطار؟ ـ لا يريدون انتخابات رئاسية ويسعون لإبقاء الوضع على حاله، لأن مصلحة "حزب الله" ليست الوضع اللبناني على الرغم من حرصه على الاستقرار السياسي. لا نعلم ان كان هناك رهان عند العماد ميشال عون لكسب الوقت، الى حين توافر اتفاق تسوية اقليمية ـ شاملة تنسحب على الداخل اللبناني، الا ان المعطيات لا تؤكد ذلك، خصوصاً بعد ما يحصل في العراق. أما بشأن مبادرة عون فلا نعلم، ماذا يريد الجنرال أحياناً يريد نظاما رئاسيا وانتخابات من الشعب على مرحلتين، وأحياناً أخرى يريد انتخابات نيابية قبل الرئاسية، ومرة يريد إجراءها على قانون الستين، وأحياناً على القانون الارثوذكسي، الا أنها مبادرات بالهواء.  بماذا تفسر لقاء رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ـ الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الأخير، وما هو موقفك بما سرب عن أن جنبلاط أبلغ نصرالله رفضه تنصيب عون رئيساً للبلاد؟ـ وليد بك من الاشخاص الذين يتخوفون على مستقبل وضع المنطقة والمسيحيين والاقليات وعلى مستقبل لبنان بشكل عام، وبالتالي كل حركة بقوم فيها اليوم هي ضرورية ومهمة وبهدف ايجاد مخارج وقواسم مشتركة او مساحة للقاء الاطراف الاساسيين في البلد من اجل ايجاد تفاهمات حول انجاز الانتخابات الرئاسية وتطوير وتفعيل المؤسسات القائمة ولكن بالنتيجة ما هي النتائج التي حصدها، لا أحد يعلمها. وسط ما يحصل في المنطقة، وفي الوفت الذي تتنشر فيه الخلايا الارهابية، ما هي حصانة لبنان لمنع تغلغل هذه الخلايا فيه؟ـ حصانة لبنان بحماية ميثاقيته داخل لبنان وبالعودة إلى المؤسسات، فاليوم لا نستطيع الاستغناء عن الكيانية الميثاقية التي تحمي كل الجماعات في لبنان، وبالتالي علينا إلغاء الهيمنة الفئوية والاندفاع نحو المغامرات اللا محسوبة. لذا على كل اللبنانيين الاعتراف بالتعددية الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية.  سقط قائد ميداني بارز لـ"حزب الله" في العراق، بماذا تفسر هذا، وهل أننا أمام فصول معركة جديدة يقودها الحزب في العراق بعد سوريا؟ ـ من الواضح ان هنالك اجندة ايرانية في المنطقة و"حزب الله" هو فصيل أساسي في المنظومة السياسية والعسكرية والعقائدية الايرانية، لذا لا استغرب هذه الامور، ولكن لا معلومات لدي، اذا كان موجودا في العراق أم لا؟، ولكن لا داعي للاستغراب ان هناك حربا دائرة في سوريا، وجميع الدول العربية تأثرت بها وبثورات الربيع العربي وبالحروب، وهذه الامور ادت الى اهتزازات اقتصادية وسياسية وارتفاع مستوى التطرف والتعبئة المذهبية والشحن الطائفي، والامور قادمة الى مزيد من التطرف والتأزم في ظل عدم وجود رؤية واضحة لمستقبل المنطقة بين دول القرار. أمام ما يحدث في فلسطين، هل تعتقد أن جبهة الجنوب في خطر؟، أم لا بوادر لحرب سيخوضها "حزب الله" ضد إسرائيل؟ـ لا اعتقد ان هنالك رغبة عند حزب الله لفتح معركة في الجنوب مع اسرائيل، لأن اهتماماته في مكان آخر وايضاً "الاسرائيلي" لا مصلحة له بفتح أي معركة في هذه المرحلة، وهو لا يدري كيفية الخروج المأزق في غزة؟. وجه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، دعوة الى قادة الدول الاسلامية لتحمل مسؤولياتهم والوقوف في وجه الارهاب، كيف تقرأ هذه الدعوة؟ وهل تؤسس لمرحلة جديدة في مواجهة الارهاب؟ـ انه رجل مسؤول يعي مخاطر المرحلة ويحذر كل الناس لان البلاد ذاهبة نحو الأسوأ، ولذا هو يتخوف من ان تشهد المنطقة في الفترة المقبلة حروبا جديدة تحت عناوين كثيرة ضد التكفيريين أو بين التكفيريين انفسهم او حروبا على السلطة في بعض الدول العربية وهذه الامور كلها تأخذ الدول والجماعات الى مزيد من التطرف، وهذا ما يضعف العالم العربي ويريح اسرائيل.