حمد الدبيخي

موسم مختلف‏

أعتقد وفق التغيرات والاستعدادات والتعاقدات المحلية والأجنبية، فإن الموسم الذي سينطلق غداً عبر مباراة السوبر بين بطل الدوري النصر وبطل الكأس الشباب سيكون موسما مختلفا ومميزا ومثيرا، ولمعرفة ملامح بطل الدوري قبل بداية الموسم عليكم متابعة الفريق الذي لم يخسر في الدور الاول.  كلما كانت مساحة التنافس متسعة للخمس الفرق المرشحة لتحقيق اللقب (النصر والهلال والاتحاد والأهلي والشباب)، كانت المحصلة الفنية والجماهيرية والإعلامية أفضل، وكلما ضاقت مساحة المنافسة على اللقب بين اثنين منهما كما كان الحال في الموسم الماضي، كلما كانت مساحة التنافس بالقاع اكبر، وهذا ليس في صالح المسابقة فنيا وجماهيريا وإعلاميا. وفق القيمة المالية التي قيم بها الدوري ووفق ما تصرفه الأندية على فرقها من خلال الاستعدادات والتعاقدات، فإن المقبول والطبيعي ان تكون هناك مباريات قمة في العطاء ومتعة في المشاهدة، وهذ لا يتوقف على المباريات التي يكون طرفاها او احدهما من الفرق المرشحة لتحقيق لقب الدوري، بل تشمل أيضاً المباريات التنافسية بين الفرق التي ترغب في البقاء، فلا بد ان تكون للفرق التي هي خارج البحث عن لقب الدوري مشاركة في رفع المستوى الفني والجماهيري والإعلامي.  في الجانب الآخر، فإن العدل والمساواة شرط أساسي لخلق منافسة قوية، وبالتالي فإن لجنة الحكام تشترك بطريقة مباشرة ومؤثرة في جعل المسابقة والمباريات ذات طابع تنافسي مثير، ولذا فإن من اهم واجبات لجنة الحكام ان تكون دقيقة وحرية عند تكليف حكامها وفق قوة وحساسية المباريات، فالمجال ليس للتجربة او تقديم وجه او وجوه جديدة بقدر تحقيق النجاح لها ولحكامها، وان لا ترتكب الأخطاء الذي وقعت فيها الموسم الماضي فالبدايات مهمة جدا.  كلما كانت البداية جيدة للحكام كان ذلك دافعا كبيرا لكي تبتعد اللجنة بنفسها وبحكامها عن الضغوط الإعلامية والجماهيرية، وتعطي دوافع معنوية للحكام حتى انتهاء الموسم، وذلك لن يتحقق الا من خلال عملية الاختيار وفق الأفضل والمناسب لكل مباراة، فالحكام مختلفون وأكثر ما يعرف الحكام والتفريق بينهم هي لجنة الحكام، وهي أهل للثقة فعليها العمل على ان لا تفقد تلك الثقة.  الفرق الخمسة المرشحة لتحقيق لقب الدوري تضع نفسها تحت الضغوط، وهذا وضع طبيعي جداً، فالنصر عليه ان يحافظ على اللقب الذي حققه الموسم الماضي بتفوق كبير، والهلال الذي اخفق في الموسم الماضي دون ان يحقق اي بطولة عليه ان يعود لمنصات التتويج، ولن تقبل جماهيره تكرار ما حدث الموسم الماضي، وهو يبدأ الموسم بمقابلة آسيوية ستحدد مدى تأثره إيجابيا او سلبيا خلال الموسم. الأهلي اكثر الخمسة بحاجة الى تحقيق لقب الدوري، فيكف يعقل ان يكون الاهلي كبيرا وهو عاجز لسنوات طوال من الحصول عليه؟ هناك فرق لا تمتلك ما يمتلكه الاهلي ماليا وجماهيريا وحققت ما عجز الاهلي عن تحقيقه.  غامر بخطوة كبيرة اعتمد فيها على صناعة فريق يعتمد عليه لسنوات من خلال الزج بوجوه شابه اثبتت تفوقها واكتسبت خبرات، وهو احد الفرق التي من الصعب ان تخسر بين جماهيرها وستكون مواجهة فريق العين الإماراتي والتأهل على حسابه خطوة كبيرة نحو الدوري.  مع عودة الامير خالد بن سعد لكرسي الرئاسة لنادي الشباب، فإن هدف تحقيق لقب الدوري سيكون تحديا للأمير، مما يجعله يقدم كل ما يستطيع من اجل كسب الدوري، والفريق مميز ويمتلك إمكانيات كبيرة ولديه القدرة على كسب الدوري والمنافسة عليه.  أعتقد ان تكون هناك زيادة للأندية ولن يكون هناك هبوط هذا الموسم وفق آلية تعتمد على ان تكون هناك مباريات بين من سيكون في المركزين الآخرين وأصحاب المركزين الثالث والرابع من دوري ركاء، ومن سيكون ضمن الفرق المضافة ليصبح عدد الأندية ستة عشر فريقا.  النصر والشباب هما من حقق البطولات الموسم الماضي، يعني أندية العاصمة تتفوق، فهل يكون هذا الموسم عاصميا؟