فاطمة آل تيسان

العيد ودراما الموت!

جاء هذا العيد محملا بالموت والدمار، فواجع تقتل فيك نبض الفرح بالعيد، شعوب عربية تمد يدها لبعضها معزية لا مهنئة، بعضهم مات بأيدي اخوانهم وآخرون بيد المغتصب الصهيوني، "العراق، سوريا، غزة" كانت برك الدم في يوم العيد، والصور التي زادتنا وجعا وحزنا وحسرة أننا لا نستطيع فعل شيء سوى المزيد من الخيبات التي نحتفظ بالكثير منها، حتى ان في دواخلنا ما يصيح غاضبا، كفى فلم نعد نطيق أكثر!جربوا يا من جندتم أنفسكم لرصد هذه المآسي وتصديرها إلينا، أن تحرفوا اتجاهها قليلا، دعوها تذهب الى مكاتب الساسة قد تثير فيهم حمية، شفقة ورحمة لرؤية تلك الاجساد الغضة وقد ازهقت أرواحها وحشية العدو، التي لا تؤثر فيها مشاهد الجثث المتناثرة بالعشرات بفعل أسلحته، التي يحركها حقده الدفين على الإنسانية وعطشه الدائم للدم. صور أطفال غزة لم تزدنا إلا وجعا وحسرة وتذكيرا بانكساراتنا، وهذا ارثنا من الماضي، الذي لا ينفك يعيد صوره تتراءى لنا في مستقبل يلفه الظلام والارهاب. نتوجس من القادم في ظل هذا السواد الذي حط ولم يغادر، وما ان نسعد بخمود النار في بقعة ما في عالمنا، حتى تشتعل من جديد، فالرماد لم يبرد، تحته حمم تتلظى، تنتظر ابسط مثير لتنهض، ليكون وقودها الابرياء الذين يدفعون ثمن أخطاء الغير وجشعهم، فالحروب لا تقوم الا للكسب اما للثأر والكرامة فهذا عهد وانقضى. لذلك، فالأرواح التي تزهق لا يلقى بال لها، بل موتها متوقع، وعليها ان تبادر بأن تكون فداء للوطن ولتلك الزمرة التي تعد نفسها لن تتسيد على ترابه. ويبدو أنه قدر الأبرياء في هذا العام أن يكونوا جسرا لعبور جحافل المحررين والمجاهدين الوهميين، الذين لا يحسنون شيئا، سوى الاحتماء بالأجساد العارية التي تتلقف البارود، بهدوء المتيقن بأن الموت في حضرة الوطن شهادة.