وليد السليم

المشكلة بوصفها فرصة متنكرة!

المشكلات جزء طبيعي في الحياة الخاصة وفي العمل، ولكن كيف يمكننا الاستفادة من الفرص التي تنشأ في أتون المشكلة وتولد في مواقف الأزمات والفشل؟ هل من طريق يمكن أن يساعدنا في تحويل ما يبدو أنه كارثة إلى فرصة للنمو والقوة؟من المهم بادئ ذي بدء أن نقتنع بمبدأ أن المشكلة ليست موقفاً مغلقاً بل مفتوحاً على الألم والفرصة معا وهذه حقيقة.ومن هذا المنطلق تبدو ضرورة مراجعة منظورنا وردود أفعالنا تجاه المشكلات في حياتنا هذه المراجعات التي ينبغي أن نسلط بدقة الضوء عليها، فكثيراً ما تكون ردود أفعالنا تجاه المشكلات مبالغاً فيها من ناحية التوتر الزائد وكأن المشكلات جمل اعتراضية أو استثناء في حياتنا، وفي ذات الوقت كثيراً أيضاً ما نتعامل مع المشكلات في العمل أو الحياة الخاصة بطريقتنا الواحدة في التفكير أو ضمن عاداتنا في التعامل مع المشكلات والأزمات التي تمر بنا، وهنا يبرز السؤال: هل فكرنا يوماً في طريقة تفكيرنا وهل جربنا تغييرها؟، ثمة سؤال آخر وهو: لماذا نستقطب ونوجه مشكلاتنا وأزماتنا دائماً أو غالباً ناحية الألم والأخطار فقط؟ أليس ذلك خطأ ذهنيا بالغ السوء؟.المشكلة/ الأزمة هي واقع إنساني شئنا أم أبينا والاعتراف بهذا الواقع هو جزء من الحل ويدفعنا نفسياً في مواقف المشكلات ويخفض من درجة التوتر الزائد وعدم التوازن فالمرور بمشكلة هو يقيناً من الأمور المعتادة والمتوقعة في حياتنا.(المشكلات.. فرص متنكرة) كم هو جميل هذا الوصف، ولكي نضع ههنا النقاط على الحروف فلا بد أن نعي أن الأزمات والمشكلات في حياتنا هي مواقف مفتوحة على العديد من الاحتمالات والفرص، أمر آخر مثير للانتباه هو أن حجم الفرص في مواقف المشكلات يتناسب طردياً مع حجم المشكلة فكلما زاد حجم المشكلة زاد حجم الفرصة المتاحة لنا.ومن جميل الاستدلال أن كلمة أزمة في اللغة الصينية تتكون من رمزين الرمز الأول يعني الأخطار والرمز الثاني يعني الفرصة، فليتنا نسعى جميعاً لتغيير منظورنا الدائم وتركيزنا المعتاد على الأخطار فقط فهذا منظور حدي وغير واقعي في إدارتنا ومعالجتنا لأزماتنا.(لا يوجد شيء اسمه فشل، إنما هناك نتائج فقط، وأنت دائماً تحقق نتيجة، وإذا لم تكن النتيجة هي ما ترجوه فبإمكانك أن تغير من أفعالك فقط وستحقق نتائج جيدة).عبارة في غاية الأهمية ولا شك، ففرق كبير وبون شاسع حين نتعامل مع الفشل كنهاية أو كنتيجة وليس هذا فحسب بل نستثمر الفشل بتغيير أفعالنا وتبديل طريقة أدائنا للحصول على نتائج جيدة والوصول إلى النجاح والتفوق.ونصيحة محورية ضمن هذا السياق تقول: (لا تعد إلى النقطة التي كنت عندها قبل حدوث المشكلة، فأنت تستطيع العودة دوماً إلى نقطة أحسن، أو إلى نقطة مختلفة أفضل بكثير).أتعلمون لماذا نعاني من الندرة والعقم في إيجاد الحلول لمشكلاتنا؟ الإجابة عن هذا السؤال ببساطة هي أن الحلول موجودة ومتوافرة في واقعنا المعاش ولكنها غير مدركة والسبب أننا نبحث عنها في الذاكرة وفي الخبرات السابقة لا في البيئة المحيطة ومعطياتها.ففي شكل يتكون من دائرتين مزدوجتين ومتقاربتين يربط بينهما خط مستقيم تسابق المؤلف وصديقه للحصول على أكبر عدد من التفسيرات لهذا الشكل البسيط، الغريب أنهما توقفا عند أربعة تفسيرات بينما حين عرضا هذا الشكل على طفلين وجدا أن الطفلين تفوقا عليهما في عدد التفسيرات المختلفة بسبب أن الأخيرين اندفعا ببساطة إلى النظر حولهما وبحثا في البيئة المحيطة عن حلول وإجابات، هنا يصل المؤلف إلى نتيجة أنه وصديقه رغم كبرهما اكتفيا بالبحث في الذاكرة عن الحلول واعتمدا فقط على الخبرات السابقة وأنهما أهدرا ما حولهما من فرص في البيئة المحيطة وهنا يؤكد المؤلف أن هذه من الإعاقات الرئيسة التي لا بد من تجاوزها.تقول الكاتبة الأمريكية جنيفر إيتون: (يجب النظر إلى البيئة بوصفها مركزاً للفرص التي تمنح أبناءنا الاستكشاف والاطلاع، فتكون بمثابة مصدر للمعلومات والبهجة والسرور، وتجعل للحياة معنى) وهذه لفتة تربوية غاية في الروعة لها ارتباط وثيق بالموضوع ذاته.ما سبق هو تطواف سريع ومنتقى بتصرف بسيط مع العديد من التعليقات المدمجة والتساؤلات البينية حول ومع الكتاب الصغير في حجمه الكبير في فائدته ومضمونه (تحويل المشكلات إلى فرص) للمؤلف (محمد شلبي) الباحث المتخصص في التطوير وإدارة الابتكار بمنظمات الأعمال.كل عام أنتم بخير،،