صفاء قره محمد - بيروت

خارطة طريق تيار «المستقبل» المسار الوحيد لحماية استقرار لبنان

تتمسك قوى 8 آذار بالفراغ "الرئاسي وترفع شعار "التعطيل" في مؤسسات الدولة في السرّ، أما في العلن فتظهر تعاوناً واسعاً وتفاهماً لا يوصل الا الى باب مسدود عاجلاً أم آجلاً، من جانبه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري طرح "خارطة طريق" لتخرج لبنان من المأزق الذي يمر به، الا ان مفتاحها "انتخاب رئيس جديد للجمهورية" لم يعجب قوى 8 آذار إضافة الى بنودها التي تضمن حماية "لبنان أولاً"، لهذا لم تكن "المبادرة الحريرية" على "خاطر" قوى التعطيل لأنها لا تخدم مصالحهم الشخصية والإقليمية، لهذا بادرت أبواق 8 آذار لمحاربة الخارطة تحت أسباب ومسميات بعيدة كل البعد عن مضمونها ذات الأهداف النبيلة، ولعل ما أزعج قوى "الممانعة" هو قطع الرئيس الحريري الطريق على حلم رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون من الوصول الى قصر بعبدا. الطريق مقطوعة وشدد عضو كتلة "القوات" اللبنانية النائب فادي كرم في حديث خاص لـ"اليوم" على ان "كل المبادرات التي تطلقها قوى 14 آذار وخصوصاً مبادرة الرئيس سعد الحريري هي لتقوية الدولة والمؤسسات وللحفاظ على الدستور اللبناني ولإعطاء الدولة دورها ولإبعاد دور المؤسسات عن الفراغ"، قائلاً: "لذلك ترى قوى 8 آذار نفسها مضطرة كي تهاجم هذه المبادرات والخيارات التي أطلقتها قوى 14 آذار وتيار "المستقبل"، لأن أهداف 8 آذار هي الوصول الى الفراغ وما خلفه وضرب المفهوم الديموقراطي وإلحاق لبنان بالمشروع الايراني الفارسي ولهذا السبب من الطبيعي والمتوقع ان تهاجم 8 آذار هكذا مبادرات"، موضحاً ان "8 آذار تغلب دائماً مصالحها الشخصية والاقليمية على مصالح الوطن". وكرر التأكيد ان "قوى 14 آذار وتيار "المستقبل" اكدوا ان رئيس حزب "القوات" اللبنانية سمير جعجع مرشح 14 آذار، وكان الرئيس سعد الحريري واضحاً في كلمته الأخيرة بان جعجع مستعد لفتح الطريق الى الحلول للوصول الى انتخاب رئيس جديد". وحول ان مبادرة الرئيس الحريري قطعت الطريق على وصول رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الى الرئاسة، اكد كرم ان "الطريق مقطوعة أصلاً، فهو لم يجد من يؤيده ولم يتجرأ لان يترشح لانه بات يعلم ان لا حظوظ له كي يصل الى سدة الرئاسة، ومن هذا المنطق يعطّل عون عملية الانتخاب الرئاسية لفرض واقع جديد وشروط جديدة علها تمكنه من اعادة فتح المجال امامه". ولفت الى ان "الرئيس الحريري اكد المؤكد وهو أن قوى 14 آذار كلها تحاول طرح المبادرات للوصول لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لإيمان 14 آذار بأنه لا يمكن حل الامور الا بالبدء بانتخاب رئيس جمهورية"، خاتماً: "جميع المبادرات تصب في مصلحة انتخابات رئاسة الجمهورية". مخاطبة العقل ورأى عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش في حديث خاص لـ"اليوم" في كلام الرئيس الحريري "المسار الوحيد والمنطقي الذي يمكن أن يؤدي الى استقرار على المدى المنظور بالنسبة إلى لبنان وإخراج لبنان من لعبة التجاذب الأمني والإقليمي ولو بشكل جزئي"، موضحاً ان "الرئيس الحريري وضع الخطوط الرئيسة وهي اولوية انتخاب رئيس جمهورية لأسباب متعددة وجزء منها يتعلق باطمئنان المسيحيين واستقرار لبنان ووجود رأس للدولة ومن بعدها تأتي الأولويات الأخرى لضمان استمرار النظام الديموقراطي من خلال إنتاج مجلس نواب جديد ولكن كل ذلك لا يمكن ان يكون الا من خلال ضمان الامن ومواجهة كل التحركات التي يمكن أن تخل بالامن ان كان في طرابلس او بغيرها وإن كان من المجموعات الارهابية التي تستهدف لبنان الان او من خلال الشغب والمجموعات الفوضوية التي لا تزال تقوم ببعض الاعمال تؤدي الى المزيد من اللااستقرار". ولفت علوش الى ان "مبادرة الرئيس الحريري تعري التعطيل الذي تقوم به قوى 8 آذار لناحية العماد ميشال عون والاطراف المحيطة به، واللقاء المسيحي المرتبط بالنظام السوري و8 آذار، الذي حاول ان يفبرك الاضاليل حول هذه المبادرة، وبالنسبة الى 8 آذار الملتزمة بالتعطيل اصلاً ترى ان هناك تعرية لها، وفضحا لهذا الموقف الذي حاولت ان تغطيه من خلال القول ان الجميع يعطلون". واوضح ان "مبادرة الحريري محاولة لمخاطبة العقل مع 8 آذار، الا انه يبدو انها مسألة صعبة خاصة بالنسبة لمن يطمح لرئاسة الجمهورية، فعندها العقل يتعطل وتبقى شهوة الرئاسة وهناك من يقول في لبنان وقد يكون على حق، ان أمل العماد ميشال عون بدعم تيار المستقبل وان كان ضئيلا هو الذي دفعه في الاستمرار بالترشح واعتبار نفسه المرشح الوحيد، لذلك فإن الوضوح الاعلامي بالنسبة الى مبادرة الرئيس الحريري وهو ان يكون هناك موافقة من 14 آذار ومن قبل المسيحيين في 8 آذار على مرشح توافقي هو ما ينقذ رئاسة الجمهورية، أعطى الاشارة الواضحة العلنية للعماد ميشال عون ان امكانية انتخابه او موافقة تيار المستقبل انفرادياً بين قوى 14 آذار عليه هي مستحيلة، فإما أن يكون سببا لعودة السجال والتطرف من قبل ميشال عون تجاه تيار "المستقبل" او ربما قد يكون اداة للتعقل ودفع القوى المسيحية بأجمعها للذهاب الى مرشح توافقي". حول استمرار ترشح جعجع، قال علوش: "طالما لم يطرح مرشح توافقي توافق عليه قوى 14 آذار والمسيحيون في هذه القوى يبقى سمير جعجع مرشحها الوحيد ومن ضمنها تيار المستقبل، ولكن لا بد من الاشارة الى ان جعجع سبق وقال انه مستعد للانسحاب اذا تم التوصل الى حلول لانقاذ رئاسة الجمهورية". "خارطة طريق" وكان الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري سبق واعلن عن مبادرة جديدة ضمن حفل افطار اقامه تيار "المستقبل" في بيروت والمناطق اللبنانية الاخرى يوم الجمعة قبل الماضي، حيث اطل الحريري عبر شاشة عملاقة، طارحاً ما أسماه "خارطة طريق" لإنقاذ لبنان، تشمل انتخاب رئيس للجمهورية باعتباره أولوية وتشكيل حكومة جديدة للتحضير للانتخابات النيابية المفترض إجراؤها في الخريف المقبل وانسحاب حزب الله من القتال بسوريا وإعداد ما وصفها بخطة وطنية لمواجهة الإرهاب"، داعياً إلى إقامة "سياج أمني وسياسي" يحمي لبنان من "هبوب العواصف المحيطة به". وقال: "ها نحن الآن نعيش دخول جزء كبير من العالم العربي في عين العاصفة، ونشهد على فصل خطير من الانقسامات المذهبية والطائفية"، في إشارة إلى التطورات في قطاع غزة وفي العراق وفي سوريا". أضاف "الموضوعية والصراحة تفرضان علينا الاعتراف بأنه سيكون من الصعوبة بمكان عزل لبنان عزلا تاما عن هذه المخاطر وإقامة سياج أمني وسياسي واقتصادي يحميه من هبوب العواصف المحيطة، خصوصا مع استمرار مشاركة حزب الله في الحرب السورية". لكنه قال إن "المسؤولية الوطنية تلزمنا بعدم الاستسلام".