أ.د. فريال الهاجري

الأمن الوظيفي !!

الأمن والأمان في اللغة مصدران بمعنى الطمأنينة وعدم الخوف، فالشعور بالأمنُ لا يتمثل في اطمئنان الإنسان على نفسه وماله فقط. فهناك الأمن الفكري والأمن النفسي والأمن الاجتماعي والأمن الاقتصادي متى لمسها الإنسان شعر بالسعادة. والأمن الوظيفي في غاية الأهمية، لأنه مصدر رزق الإنسان وعليه تتوقف حياته الكريمة ، وتحفظ كرامته، ويشعر بإنسانيته. والسؤال كيف يمكن تحقيق الأمن الوظيفي؟ شاع في الآونة الأخيرة حملة توطين الوظائف وكان لها آثار إيجابية وآثار سلبية لا يسعني المجال للحديث عنها الآن، وكانت حلولا وقتية لا تحقق الشعور بالأمن الوظيفي للمواطن في القطاع الخاص. إذ إنها لا تقوم على أسس متينة مضمونة ومؤمنة؛ اليوم صاحب العمل يرغب في وغداً لظهور قريب أو حبيب أو تغيير في الأنظمة الحكومية يستغني عني، أو اليوم أنا أرغب بالعمل ولكن غداً قد أتركه لانه يقلقني ويصحينى من نومي وكم هو عزيز علي. وما بين هذا وذاك لا بد أن يكون هناك قانون يحمي الطرفين ألا وهو عقد العمل المجبر لصاحب العمل من قبل الجهة المعنية على توقيعه مع الموظف ليحمي حق الطرفين لمدة سنتين كحد أدنى وخمس سنوات كحد أقصى في حال أخل أحدهما بالشروط يتحمل العقوبة بعد انتهاء فترة التجربة المتعارف عليها بثلاثة أشهر - مقترح أتقدم به لوزارة العمل، وهيئة حقوق الإنسان التي تفتح أبوابها لاستقبال الشكاوى. وقد نخفف عنها جزءا من همها ومعاناتها مع الناس ومشاكلهم بتنفيذ هذا النظام ألا وهو عقد العمل الالزامي. فهناك الكثير من الموظفين في القطاع الخاص «رجالا ونساء» عملوا في قطاعات خاصة لعدة أشهر دون أجر بحجة أنه لا يوجد دخل، وعندما طالبوا بحقهم أوقفوا عن العمل والقضية مازالت قائمة صاحبة العمل تظهر في لقاءات تلفزيونية وحفاوة لم تجد من يردعها أو يأخذ منها حق الضعفاء حدث واقعي لقريب لي مازلت أترقب نتائجه، لكن ما العقوبة المترتبة على الإخلال بشروط عقد العمل؟ وأن يلزم الطرف الأول بدفع القيمة المادية لرواتب الموظف المتبقية من سنوات الخدمة المتفق عليها في العقد في حال استغناء صاحب العمل. ويحرم الموظف من العمل في أي قطاع خاص آخر في حال تركه للوظيفة؛ إذا لا يحق لأي جهة أخرى توظيفه ما لم يكن لديه إخلاء طرف من الجهة التي عمل بها حتى انقضاء فترة العقد المتفق عليها. سبحان الله كم هو جميل الشعور بالأمان في الوطن والعمل والمنزل لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): {من أصبح آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيذت له الدنيا بما فيها}.