يحيى الحجيري – جدة

رئيس هيئة المساحة لـ اليـوم: الشرقية آمنة من هزة الخليج الأرضية

طمأن رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب أهالي المنطقة الشرقية انه لا يوجد ما يثير الخوف والقلق من الهزة الأرضية التي سجلتها محطات الشبكة الوطنية بالمملكة والمنتشرة في كافة المناطق، والتي أحس بها سكان الإمارات وخاصة المنطقة الشرقية صباح أمس.وأكد الدكتور زهير نواب خلال حديثه ان قوة الهزة الأرضية التي سجلت بمعدل 5.0 درجة على مقياس ريختر وقعت في عمق بحر الخليج العربي بعمق يقدر بـ  12.5 كيلو متر وذلك شمال رأس الخيمة بـ 90 كيلومترا، وهذا هو مركز الهزة، وإنها لا تشكل أي مخاطر طبيعية على مكامن النفط بالمنطقة الشرقية.هناك كثير من المخاطر الجيولوجية في العالم تؤثر على حياة البشر وممتلكاتهم والزلازل من أكثر مسببات الكوارث؛ لأنها تحدث فجأة ويمكن أن تتسبب في تدمير كبير وخسائر فادحة في الأرواحوقال الدكتور زهير نواب: إن الزلزال الذي رصده المختصون في الهيئة يعد طبيعيا في منطقة الأحزمة الزلزالية، وهي قريبة من النطاق التصدامي بين الصفيحة العربية والصفيحة الإيرانية ولا يوجد أي تأثيرات مستقبلة على هذا النطاق.وبين رئيس هيئة المساحة الجيولوجية ان المنطقة الشرقية جهز لها ما يقارب 30 محطة رصد مخصصة لرصد الهزات الأرضية والتعامل معها وفق احدث القراءات التفصيلية لدى المركز الوطني للزلازل والبراكين، والذي يتخذ من جدة مقراً له، كما ان لدى المركز متابعة آنية ووقتية ويتم تبليغ الجهات ذات الاختصاص بأي متغيرات زلزالية تحدث في منطقة البحر الاحمر والخليج العربي، وكذلك مواقع نشاطات الزلازل بالمملكة للتعامل معها وفق الخطط المعدة لذلك.واشار الدكتور زهير نواب ان هناك كثيرا من المخاطر الجيولوجية في العالم تؤثر على حياة البشر وممتلكاتهم، والزلازل من أكثر مسببات الكوارث؛ لأنها تحدث فجأة ويمكن أن تتسبب في تدمير كبير وخسائر فادحة في الأرواح. تحدث الزلازل في مناطق زلزالية معروفة وهي ما تعرف بالأحزمة الزلزالية لا سيما على طول حدود الصفائح الحركية "التكتونية" للقشرة الأرضية، حيث يوجد العديد من الصدوع النشطة وتحدث بسبب الضغط على الصخور خاصة في القشرة الأرضية، مما يسمح بحدوث الحركات المفاجئة على طول التشققات أو الصدوع، ويؤدي ذلك إلى تحرر الضغط في المنطقة في شكل أنماط عديدة من الموجات السيزمية المرنة التي قد تسفر عن خسائر في الأرواح وأضرار في المنشآت، ومعظم هذه الأضرار تنشأ من الهزات الأرضية التكتونية التي تتركز بشكل أساسي على حواف الصفائح المكونة للقشرة الأرضية، كما أن ثوران الصخور النارية أو البراكين يحدث في العديد من حدود الصفائح. العمري: إلزام جميع الجهات بمواصفات البناء    علي الغانمي، عبدالعزيز إبراهيم - الدمامأوضح رئيس قسم الجيولوجيا والجيوفيزياء بكلية العلوم بجامعة الملك سعود والمشرف على مركز الدراسات الزلزالية رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الأرض البروفيسور عبدالله العمري، أن الزلزال الذي وقع صباح أمس وتحديدا عند الساعة العاشرة على بعد 66 كلم جنوب مدينة كشم على مضيق هرمز وشمال رأس الخيمة، سبق وأن وقع زلزال مشابه له قبل 10 سنوات في نفس المنطقة بدرجة 5.2 درجة تقريبا، مشيرا إلى أن هذا الزلزال سجلته جميع المراصد المحلية والعالمية، مشيرا الى ضرورة تطبيق كود البناء السعودي لأنه مقاوم للزلازل والهزات الأرضية. وأكد العمري أن أي زلزال يكون مقداره أكبر من 5 درجات، فإنه يسجل عالميا، إلا أنه وقع في الجزء المائي في داخل الجزيزة، وبالتالي فإن موقع بؤرة الزلزال كان في عمق الخليج العربي، لافتا إلى أن هذا النوع من الزلازل إذا حدث فإنه غالبا لا تكون له تبعيات؛ لأن المياه تعمل على امتصاص الموجات وبالتالي تقلل من سرعتها ومن تأثيرها، وهي قد تصل إلى المنطقة الشرقية وقد لا تصل إطلاقا، وفي حال وصولها فإنها تكون خفيفة؛ نظرا لأن معظم الطاقة قد حصل لها امتصاص وتتشتت داخل البحر. وبين العمري، أن هذا الزلزال يختلف تماما عن الزلزال الذي ضرب جبال زاجروس في إيران، والذي نستطيع وصفه بالعنيف والمدمر؛ نظرا لوقوعه على اليابسة، وخاصة تلك التي تقع في مناطق بركانية فإنها تكون لها توابع تستمر لأكثر من 5 أشهر، أما الزلازل التي تقع في البحر كالزلزال الذي وقع صباح أمس في كشم أو جزيزة موسدام، فإن هذا النوع غالبا يكون تأثير أقل وليست له أي أضرار، وفي الغالب ليست له توابع قوية، وإنما يكون له تابع أو تابعان وتكون توابع بسيطة ولا تخلف أية أضرار سواء على المباني أو على البشر. وشدد العمري على الجهات المعنية ممثلة في وزارة الشؤون البلدية والقروية، بعدم منح أي تصاريح للمنشآت الكبيرة والمباني الحكومية كالمدارس والمستشفيات، أو أي منشأة كبيرة وذات جدوى اقتصادية، إلا بعد أخذها في الاعتبار مواصفات كود البناء السعودي، بخلاف المباني السكنية؛ حيث إن الكود السعودي مقاوم للزلازل والظروف الطبيعية.مختصون يطالبون بإدارة للكوارث في الخليج  اليوم - الدمامدعا مختصون في شؤون الزلازل دول مجلس التعاون الخليجي إلى إنشاء إدارة استراتيجية للكوارث، تتولى الربط مع الجهات ذات العلاقة بحيث لا تكون إدارة تقليدية تابعة للدفاع المدني أو الجامعات.وقالوا: إن المنطقة أفرزت الطاقة الزلزالية؛ كونها تتجمع وتأخذ من ثلاث إلى أربع سنوات ثم ينتج عنها زلزال بقوة خمس درجات، وبعد 10 سنوات ينتج عنها زلزال آخر بقوة 6 إلى 6.5 تدريجياً، ففي كل خمس سنوات وأقل تتعرض المنطقة إلى هزات بدرجة خمس درجات ونصف على مقياس ريختر.وأبانوا أن جودة مباني دول الخليج متوسطة، وليست مطابقة للمواصفات العالمية؛ نظراً لعدم تطبيق كود البناء في جميع دول المجلس، وليست مقاومة للزلازل، مؤكدين أن منطقة الخليج العربي ليست منطقة زلزال، لكن معرضة لتأثيرات؛ كونها أقرب للعاصمة الإيرانية طهران.وتابعوا: "المنطقة جميعها عبارة عن منظومة واحدة، والتوقع لم يحدث صدفة، وإنما كان نتيجة الدراسات الإحصائية العلمية الموجودة منذ سنوات طويلة تشمل مدى تكرار كل زلزال، ونتابع نوعية الزلازل التي من خلالها نحاول أن نتوصل إلى ما يحدث مستقبلاً، حيث لم أحدد المنطقة التي كان سيحدث منها الزلزال؛ نظراً لصعوبة ذلك، وإنما حددت أنها ستقع ضمن الحزام، فمن المعروف في علم الزلازل أنه إذا اصطدمت صفيحتان تحدث الثالثة"، واقترحوا إنشاء مبان تقلل من تأثيرات الزلازل على المنشآت الحكومية والخاصة، كما طالبوا المسؤولين بأخذ الحيطة والحذر، وطالبوا بربط شبكة الرصد الزلزالي في المملكة بشبكات الرصد الزلزالي في الوطن العربي وفي العالم، وإجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالظواهر الزلزالية بالتعاون والتنسيق مع الأفراد والأجهزة الحكومية ذات العلاقة بما في ذلك الجامعات، ومتابعة حالات الرصد الزلزالي التي تحدث أولا بأول.