شلاش الضبعان

لنقنع المسؤولين بالزهد!

تميزت صحيفتنا بالأمس ونقلت من خلال لقاء صحفي أجراه الأستاذ محمد الثبيتي قصة المقدم المتقاعد سعيد بن جلاله، الذي انتشر له مقطع فيديو قبل فترة يوضح زهده في الدنيا وحرصه على الدعوة، وقد رسخ اللقاء الصورة التي نقلها المقطع، وهذه تعتبر سابقة فمعظم المقاطع الموجودة اليوم الأصل فيها الكذب على الرغم من التحفظ حول قضية تصوير رجل لا يعلم بتصويره!في لقاء المقدم الداعية رجل الأعمال الفيزيائي سعيد بين أنه حائز على المركز الأول مع مرتبة الشرف على الدفعة 72 من خريجي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في تخصص «الفيزياء»، وكان نموذجاً مشرفاً في بعثته، وعندما تقاعد نجح في مجال الأعمال، ومع ذلك ترك ذلك كله وتوجه إلى رعي الأغنام!عزيزي المسؤول! نرفع هذا المقال لسعادتكم راجين فيه من الله ثم منكم النظر بجدية في مشروع الزهد والتقاعد المبكر!ولا ألومه فالأغنام لا تحسد أحداً، ولا تتكلم في عرض أحد، ولا تتفلسف! إن قلت لها يمينا توجهت يمينا وإن قلت لها شمالا توجهت إلى الشمال بكل رضا وسرور!وفي قصة المقدم سعيد أمران لابد من التوقف عندهما:الأمر الأول: هل كان أحد أسباب ترك العمل الحكومي عند الفيزيائي المميز والقارئ الطموح أنه لم يجد ما يساعده على العمل والتميز والإبداع كما هي الشكوى الموجودة؟ وهذا أمر يجب أن يدرس خصوصاً مع توجه الدولة لتحسين بيئة العمل وضخ الملايين من أجل ذلك!والأمر الثاني: أتمنى الاستفادة من قرار المقدم سعيد في القيام بحملة لإقناع بعض مسؤولينا الكرام، بسلوك طريق الزهد والتخلص من أعباء المناصب التي هي تكليف وليست تشريفا كما يرددون.فمن خلال زهدهم المحمود يخففون عن كواهلهم ذنوب الإهمال والتسيّب، ويريحون الوطن والمواطن من تواجدهم الذي أصبح ثقيلاً ومعيقاً، وبذلك يكسبون خيري الدنيا والآخرة!خصوصاً وأنهم ليسوا متميزين لا في الفيزياء ولا الكيمياء ولا غيرها، وبعضهم كحال ذلك الأب الذي عندما راجعت مدرسة ابنه -التي درس فيها هو قبل ذلك- الملفات القديمة وجدت ملفه العتيق من بينها، فأرسلته مع الابن لوالده، ومن الغد جاء الوالد غاضباً مزمجراً: لماذا فضحتموني أمام الولد وأنا الذي كنت أردد على مسامعه لماذا لا تكون متفوقاً مثلي؟!لقد وجد الابن الطماط الأحمر في الشهادات (ولمن لا يعرف الطماط فليسأل والده)!لا أقول إلا عزيزي المسؤول! نرفع هذا المقال لسعادتكم راجين فيه من الله ثم منكم النظر بجدية في مشروع الزهد والتقاعد المبكر! ففي ذلك راحة لنا ولكم وللوطن بأكمله!