محمد البكر

«لا» لعسكرة الشوارع

لعل القرار الذي تم تطبيقه على موظفي الجوازات في المنافذ الجوية، والقاضي باستبدال ملابسهم العسكرية باللباس المدني، لعله يكون بداية للتقليل من الظهور العسكري في الكثير من الأماكن العامة، وخاصة الترفيهية منها. فعلى سبيل المثال، فإن من يقصد المتنزهات أو الحدائق أو الشواطئ؛ فإنه يقصدها بحثا عن الراحة والهدوء النفسي. ورغم أن تواجد رجال الأمن في مثل هذه الأماكن مهم ومبعث أمان للمتنزهين، وخاصة من العائلات، إلا أن ظهورهم بالزي العسكري وبسياراتهم الرسمية مع تشغيل إشارات التنبيه بإضاءتها القوية والملفتة، ووضع نقاط تفتيش على الشباب، كل ذلك يحول تلك الأماكن من أماكن ترفية إلى أماكن أمنية محصنة. ماذا لو أننا خصصنا سيارات مدنية سرية في تلك الأماكن، تراقب ولا تتدخل إلا عندما يحتاج الأمر لتدخلهم!؟ هذه الفكرة ستصيب عصفورين بحجر واحد، فمن ناحية سنمنح المنتزه بل والمدينة بأسرها مساحة أكثر من الترفيه، ومن ناحية ثانية سيخشى كل من تسول له نفسه لتجاوز حدوده، القيام بذلك؛ خشية أن تكون أي سيارة عابرة هي سيارة أمنية، قد تضبطه وتتخذ بحقه الإجراء المناسب. كلما قللنا الظهور الأمني؛ منحنا الجميع مزيدا من الراحة والأمان. ولكم تحياتي