سعود السبيعي - الرياض

مختصون: «الاستثمارات الصناعية» لا تلغي كبرى الشركات السعودية القائمة

اتفق عدد من المختصين الصناعيين في حديثهم لـ «اليوم»، على أن تأسيس الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية كشركة مساهمة سعودية؛ سيسهم في خلق فرص وظيفية كبيرة للشباب، وسيسهم في تقليل الطلب على الصناعات التحويلية من الدول المجاورة، بالإضافة إلى أنها لا تلغي الشركات السعودية المختصة بالمجال القائمة حاليا في السوق المحلي.وقال صالح الحصيني رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والطاقة بمجلس الشورى: إن توجه الحكومة في الخطة الخمسية المقبلة، في الاهتمام بالصناعات التحويلية، يمثل سياسة صناعية حصيفة مبينة على أساس قوانين واضحة، قامت بدراستها المملكة من كافة الجوانب.ولفت إلى أن شركة الصناعات الحديثة برأس مالها الكبير، يدل بما لا يدع مجالا للشك، على أن القرار جاء في توقت مناسب، في ظل التسارع والطلب على الصناعات الأساسية بصورة مستمرة.وأضاف: «سوق المملكة الصناعي كبير جداً، ويحاط باهتمام العديد من الدول المجاورة، وبالتالي هذا الاهتمام يجعل الطلب يتزايد على جل الصناعات التي تحظى بوفرة كبيرة، بالإضافة إلى أن التفكير الآن للأسواق الخارجية بصورة أكبر من الداخلية؛ لأنها الاستثمار الحقيقي».وأوضح رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والطاقة بمجلس الشورى، أن اندماج الشركات الناشئة الصغير إلى الشركة الصناعية الجديدة، حل يعتبر منطقيا من أجل أن تزيد العملية الإنتاجية في الصناعات التحويلية، التي تعتبر تكميلية من كل الشركات المتواجدة حاليا. وبين أن القطاع الخاص يعتبر أكبر المستفيدين من إنشاء هذه الشركة، التي ستنعكس بالفائدة عليها بصورة كبيرة جداً، لأنها تعتبر حاضنة لهم، ومرجعا كبيرا في التعاون المشترك في إنتاج الصناعات.سوق المملكة الصناعي كبير جداً، ويحاط باهتمام العديد من الدول المجاورة، وبالتالي هذا الاهتمام يجعل الطلب يتزايد على جل الصناعات التي تحظى بوفرة كبيرةوقال: «الآن أصبحنا نعيش في منظومة صناعية متكاملة، من خلال إنشاء هذه الشركة التي ستنضم إلى شركات الصناعات الأساسية، التي تقوم على شركات عملاقة، لها باع كبير جداً في إنتاج وتصدير وتغذية مختلف الأسواق المحلية والخارجية من الصناعات المختلفة التي أمضينا سنوات طويلة في إنتاجها».واستعرض الحصيني العديد من المزايا التي من الممكن أن تتيحها شركة الصناعات الحديثة في الأسواق المحلية، من خلال زيادة الفرص الوظيفية وتقليل الطلب من الدول المجاورة، التي لها مجال في الصناعات التحويلية.من جهته، بين سلمان الجشي رئيس اللجنة الصناعية بالغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية، أن تأسيس الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية كشركة مساهمة سعودية، سيساهم بصورة كبيرة في زيادة الإنتاج المحلي من المواد الهامة، والتي نعتمد عليها كثيراً، لافتاً إلى أن الشركة الجديدة من المؤكد أن تخلق صناعات جديدة مختلفة عما تقوم به الشركات الصناعية الحالية، والتي تعتبر من الشركات الكبرى في المملكة ولها باع طويل في الاستثمارات الصناعية.وأضاف: «نبارك على هذه الخطوة التي جاءت في وقتها في ظل التسارع الكبير في العملية الإنتاجية من المواد التي تقوم على اقتصاد المملكة، في المجالات المتنوعة والتي تعتبر من أهم الخطوات التي تحمل في طياتها الكثير من التطور فيما يخص الصناعة في المملكة».وأوضح رئيس اللجنة الصناعة بغرفة الشرقية، أن إطلاق وإنشاء الشركة في هذا الوقت، قرار جاء في توقت مناسب وحيوي، في وقت الجميع يشهد العديد من المشاريع المتنوعة والمختلفة في جميع مناطق المملكة، وقال: تأسيس الشركة العربية للاستثمار الصناعي أبداً لا يلغي تواجد الشركات الكبرى في المملكة، التي لها إرث تاريخي في مجال الصناعات الأساسية، والتي ستصبح مكملة لما كانت عليه الشركات الصناعية الحديثة، مبيناً أن هناك العديد من الفرص الوظيفية التي من الممكن أن توجد وتنعكس على الشباب من خلال خلق الفرص المتنوعة في مختلف المناطق، التي من الممكن أن تتواجد في هذه الشركة.وقال: «هناك العديد من الجامعات والمعاهد التي تخرج لنا الكثير من الشباب المؤهلين والمتخصصين في مختلف الصناعات، التي نحتاجها ونهتم بها كثيراً، والتي ستكون داعمة قوية للشركة الجديدة التي نعول عليها الكثير من الآمال، بأن تزيد من الفرص المتاحة للشباب في العمل في المجال الصناعي».وأعرب المتخصص في شؤون النفط الدكتور عمر الكردي، عن أمله الكبير بأن تكون الشركة السعودية للاستثمار الصناعي دعامة قوية للشركات النامية حاليا في المجال الصناعي، لافتاً إلى أن وجود القرار وإطلاقه في هذه الفترة، يعتبر أمرا أكثر من جيد من أجل استغلال الفرص الكبيرة لزيادة الإنتاج من المواد التحويلية، التي لها فوائد كبيرة تنعكس على إنعاش الاقتصاد المحلي في المقام الأول.وأضاف: «المملكة تزخر بالعديد من الشركات الكبرى في مجال الصناعات بشتى صورها وأنوعها إلا أننا بحاجة ماسة لزيادة الإنتاج من المواد التحويلية، التي تنتج عادة من مواد استهلاكية متواجدة بكميات كبيرة، مثل: المواد الخام النباتية في الأخشاب والقطن، والمطاط والمواد الخام الحيوانية الموجودة في الجلود، والأصواف والمواد المعدنية في الحديد، والنحاس، و(البوكسيت) والذهب، وغيرها». وأوضح الدكتور الكردي أنه يمكن أن تكون بعض الصناعات مواد خام لصناعات أخرى أكثر تطوراً؛ من أجل الاستفادة منها، بالإضافة إلى أنه من مصلحة الأسواق الصناعية تواجد العديد من المشغلين لها من مختلف التوجهات، وبيئات العمل التي تنتج عادة الكثير من الأنواع المستحدثة في الصناعات التي تفيد المملكة على المدى البعيد.يذكر أن مجلس الوزراء وافق على تأسيس الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية كشركة مساهمة سعودية، يبلغ رأسمال الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية 2 مليار ريال سعودي، ويكتتب فيه كل من صندوق الاستثمارات العامة، وشركة الزيت العربية السعودية «أرامكو السعودية»، والشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك».ويعتبر من أهداف الشركة التركيز على استغلال منتجاتها الأساسية، ومنتجات المؤسسات والشركات الاستراتيجية في المملكة؛ لاستثمارها في الصناعات التحويلية والصناعات المساندة على أسس تجارية.كما تركز على الاستثمار في القطاعات الاقتصادية الإستراتيجية؛ لتطوير صناعات تحويلية متعددة في جميع القطاعات الصناعية، وإقامةالصناعات التحويلية المعتمدة على البتروكيماويات، والبلاستيك، والأسمدة وكذلك الصناعات المعتمدة على الحديد والصلب، والألمنيوم والصناعات الأساسية الأخرى المحققة للتنوع الاقتصادي.ومن أهداف الشركة أيضا، تسويق المنتجات الصناعية في السعودية وخارجها، وتملك استثمار الحقوق والامتيازات، وبراءات الاختراع والاستفادة منها.