عبدالله البكر

قسم النظافة وحملات التنظيف

تعاني مدننا الكبيرة وصحارينا وشواطئنا والأماكن العامة والمتنزهات السلوك غير المنضبط لفئة عريضة من المجتمع، ويتمثل هذا السلوك في القاء النفايات من أوراق ومناديل وورق وعلب فارغة وأكياس بلاستيكية، والإخلال بمقومات النظافة العامة، وهذا السلوك يضر بصحة المواطنين والمقيمين ويزيد تكلفة الصحة، كما أنه يحرم المواطنين الآخرين من الاستمتاع ببيئة نظيفة. كما أنه يفسد التمتع برحلات البر والشواطئ والمتنزهات، وهو -إلى جانب هذا- منظر غير حضاري، يثير الاشمئزاز. وتقيم في بلادنا جاليات من الدول المتقدمة ولا بد أنها تكيل النقد لنا ولسلوكنا غير الملتزم بضوابط الصحة والذوق، ما يكسبنا سمعة لا نحسد عليها.   وتمارس هذا السلوك فئة من المجتمع تتصف بنقص الوعي وعدم الشعور بالمسؤولية، بل اسمحوا لي أن أقول: بل يتصفون بالتخلف.أما الحل -من وجهة نظري- فيما أسميه (قسم النظافة، وحملات التنظيف)وعند مراقبتي إياهم وجدتهم من مختلف الأعمار فمنهم المسن ومنهم من هو في منتصف العمر، ومنهم من هو الصغير من فئة الشباب والأطفال. كما أن بعضهم من حملة الشهادات الجامعية، كما أن كثيرا ممن يمارسون هذا السلوك من الوافدين خاصة الجنسيات العربية للأسف، وكذلك الآسيوية، مثل: الهند وسريلانكا وبنقلاديش والفلبين. وينبغي القول: إن هذا النوع من السلوك يجب أن يحظى بدراسة اجتماعية خاصة، يجند لها عدد من الباحثين الذين يجب أن يحددوا الأسباب والقناعات التي تدفع الناس لمثل هذا السلوك، ويحددوا نسب من يمارسونه من الفئات المختلفة في المجتمع، ويصفوا العلاج الفعال لمثل هذه الظاهرة المزعجة.ومن وجهة نظري كمتأثر بالظاهرة وليس كباحث فهي تعود لجملة أسباب، أولها: اعتقاد البعض أن القاء الفضلات في الطرق والأماكن العامة سلوك مقبول وليس به أي نقيصة، أي أن السبب الجهل بأن هذا السلوك سلوك سيئ. وثاني هذه الأسباب: أن ممارس هذا السلوك يفتقر إلى الذوق، لأن المدرسة التي تعلم بها لم تغرس فيه مفاهيم الذوق والأخلاق الراقية. والسبب الثالث: أن هذا الشخص يمارس هذا السلوك خروجا على المجتمع، لأن المجتمع لم يوفر له مطالبه الأساسية. والسبب الرابع «ويخص العمالة الوافدة»: يعود الأمر فيه إلى أنهم في بلدانهم لا تعنيهم النظافة كثيرا، لأنهم مشغولون بلقمة العيش عن التعليم والثقافة. وبعض الوافدين يمارس هذه العادة حقدا على المجتمع، لأنه يرى نفسه يكدح وتطبق عليه أنظمة صارمة، والمواطنون أو فئة منهم يعيشون مستوى من الرفاهية لا يستطيع الوصول له، كما يظن أنه لا تطبق عليهم أي أنظمة. وهناك سبب أخير لهذه الظاهرة يتمثل في: ضعف الرقابة من قبل البلديات وعدم تطبيق عقوبة صارمة في حالات الإخلال بمقومات النظافة العامة.أما الحل -من وجهة نظري- فيما أسميه (قسم النظافة، وحملات التنظيف)، إذ ينبغي أن تقوم المدارس سنويا بجعل الطلاب يحلفون قسم المحافظة على النظافة وعدم القاء فضلاتهم في الطرق والأماكن العامة والشواطئ والمتنزهات، وتعويدهم أثناء الدراسة على القائها في سلات المهملات، وتربيتهم على السلوك المنضبط. ويمكن للدوائر الحكومية والشركات أن تطلب من موظفيها سعوديين أو وافدين نفس القسم. كما ينبغي أن تقوم المدارس والدوائر الحكومية والشركات بحملات لتنظيف البر والمتنزهات والشواطئ، وتوزع الأماكن وتكون كل جهة مسؤولة عن مكان محدد لها، كجزء من القيام بمسؤوليتها الاجتماعية. وينبغي أن تقوم البلديات -في كل منطقة- بمراقبة النظافة رقابة شديدة وتطبيق عقوبات وغرامات كبيرة على كل من يخل بالنظافة العامة. كما يجب أن تجند مواطنين مخلصين ونحفزهم ولو تحفيزا معنويا، ليكونوا عونا لها ليبلغوا عن كل مخالف.إن النظافة شيء هام للمجتمع ودليل رقيه، فيجب ألا يبقى وضعها على ما هو عليه من تسيب وإهمال. كما أنه يجب أن يحدث تعاون بين الجميع -الجهات المسؤولة والمواطنون والمقيمون- لتحقيق نظافة بيئتهم، حتى ينعموا ببيئة صحية خالية من الأوبئة والأمراض، بيئة تتصف بالرقي والذوق.