مها البشر - الدمام

انطلقت من المنزل إلى مشروع هندسي حاز 5 جوائز تقديرية

مهندسة سعودية درست فن العمارة الداخلية في كلية العمارة بجامعة الملك فيصل في الدمام، وتخرجت عام 2000م، وأصرت على العمل في مجالها الذي عشقته بكل تفاصيله فعملت من المنزل، ثم ضمن  فريق عمل في مكتب هندسي، حتى اكتسبت الخبرة التي تحتاجها لخوض غمار مشروعها الخاص. هي المهندسة  آﻻء عبدالرحمن حريري، متزوجة من المهندس الرائع حسام دشاش، ولديها ابنتان جميلتان يزينان حياتها هما لجين ولارا بخرجي.كيف كانت بداياتك؟ ومتى كان مشروعك الأول؟بداياتي كانت عبر العمل الحر في المنزل مع صديقتي المهندسة رنا الهندي، وقد أسسنا مشروعا أطلقنا عليه اسم  "إيوان"  للتصميم الداخلي عام 2005، واستمر ستة شهور ثم توقفنا بسبب نقص الخبرة الإدارية. وأول مشروع حقيقي قمت به هو مقهي ليوان الحبيب إلى قلبي، الذي قمت بعمل تصميمه في مكتب الرائد للهندسة، وما زلت احتفظ بذكرى كوب "ليوان" الورقي في غرفتي كرمز لأول مشروع ظهر إلى النور من أعمالي.ما أهم المشاريع التي قمت بتصميمها؟قمنا بتصميم عدة مشاريع مع كوكبة من المهندسات والمصممات في مكتبي، واللاتي كن نعم العضوات المساندات، وأبرزها التصميم المعماري لـ "النهدي كير" في جدة وكذلك التصميم الداخلي لمطعم "لينا" في فندق القصيبي الخبر، وعملنا مع أبرز وأعرق شركات التطوير العقاري في المنطقة الشرقية، وعلى رأسهم شركة دار وإعمار والمطورون ومدى والدمام للتعمير.إلى أي مدى ساعدتك دراستك لهذا الفن في تنمية موهبتك؟- ساعدتني الدراسة بالطبع في صقل مهارتي وتهذيب ذوقي ورفع مقاييس الحس الهندسي لدي، وجعلت مني إنسانة تبحث عن الجمال في كل مكان فلا أرضى بالجيد أبداً، وأطمح دوماً للأفضل والأكمل والأقرب للصواب والجمال. ما الذي دفعك لممارسة هذا الفن؟حبي العميق للجمال والتنظيم دفعني لممارسة فن العمارة.من مشجعك الأول؟مشجعي الأول أسرتي الحنونة أمي الحبيبة هند فيلالي ووالدي د. عبدالرحمن حريري أطال الله عمرهما ورزقنا برهما أنا وأخوتي، وزوجي العزيز الذي وقف بجانبي في أصعب الظروف، كما أشكر صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة لدعمهم الدائم لمشروعي.كيف توفقين بين المنزل والعمل؟التوفيق بين المنزل والعمل أمر مجهد، لكن من قال: إن الحياة مكان للراحة، أحاول جاهدة أن أتقن عملي وأعطيه كامل إخلاصي،  وفي وقت تواجدي مع أسرتي أمنحهم كل قلبي وفكري وحبي وأسال ربي أن يوفقني ويعينني دوما؛ لأن أكون متوازنة محققة لأولوياتي في الحياة.ما أهم الجوائز التي حصلتِ عليها؟ وماذا أضافت لك؟حصلنا ولله الحمد والمنَّة خلال مشوار المكتب منذ بداية تأسيسه قبل خمس سنوات على خمس جوائز، وهي جائزة أفضل منشأة واعدة في مجال التصميم بغرفة الشرقية؛ وجائزة الأمير سلمان بالمركز الأول في قطاع رائدات الأعمال؛ جائزة المرأة القيادية في دبي؛ جائزة أفضل شركة تستحق المتابعة من ساقيا للاستثمار؛ والجائزة العالمية لأسرع الشركات الصغيرة  نمواً  في تركيا، والتي كانت برعاية السيد رجب الدين أردوغان.والجوائز أضافت تطوراً مذهلاً للمؤسسة، حيث إن المشاركة وحدها كانت ترفع من مستوى الأداء لأن لجان التقييم تضع مقاييس دقيقة، وكذلك أضافت لي إحساسا بالمسؤولية أكثر في كل مرة نحوز فيها على جائزة، وعززت من ثقة السوق بنا كمنشأة صاعدة.ما أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المهندس المعماري؟يجب على المهندس المعماري أن يكون صبوراً بالدرجة الأولى، محباً للفن وفناناً في التعامل مع الناس ومحباً للسفر والاطلاع على الحضارات.ما أهم الصعاب التي واجهتك في عملك؟الصعاب هي سكر الحياة وليس ملحها في نظري، لأنها هي من دفعتني لأحلم وأعاند من أجل حلمي، وأصر على الفوز والنجاح والتطور والتواجد في السوق.وأبرز الصعاب التي تواجهنا نظرة المجتمع للمرأة الطموحة العاملة، والتي قابلتها بعملي الحرفي الذي أراعي فيه ديني وعرف بلدي وأنوثتي، فلا أنسى أبداً أني امرأة في خضم عملي، ولا أتنازل عن حشمتي وحيائي وأدبي، وخصوصية كوني امرأة تعمل بحس عالٍ يحترم تجنب الخلوة والعمل المسائي (وقت أسرتي) وأتمسك بحجابي الذي أكرمني الله به.  ما الرسالة التي تودين إيصالها عبر هذا الفن؟رسالتي هي أن الهندسة فكر راقٍ قبل أن يكون مجرد قشور جميلة، الهندسة إبداع وإتقان ودراسة لأفضل الحلول، الهندسة علم قديم وفن عريق، الهندسة إنسانية وعطاء، والهندسة حلول لمشاكل البشر.أرغب فعلاً في أن يقدر ويحترم الناس مهنتنا لأنها أساس الحياة الجميلة العملية التي توفر للناس قالبا ينطلقون من خلاله لممارسة حياتهم، فما هي المدينة بلا مهندس؟ من سيخطط البنى التحتية والمدينة والبيوت والمرافق والسيارات والجوالات إنهم المهندسون.ما الذي تحبين إضافته في الختام؟أحب أن أذكر كل إنسان بمسؤوليته أمام الله عن استخدامه للموهبة التي وهبها الله له، فكلنا مسؤول هل أحسنا استخدام ملكاتنا أم فرطنا؟نسأل الله أن يجعلنا ممن استخدمهم في الحق، وكانوا خير عمار للأرض.