هيثم حبيب – القطيف

التشكيلية ديانا عصام: الفنان لا يقرر الانتهاء من لوحته بل هي من تعلن ولادتها

كثير من الفنانين يشكون من إعاقة وظيفتهم لهوايتهم الفنية،  إلا ان التشكيلية ديانا عصام استغلت ريشتها وألوانها لعلاج المرضى نفسيا لتنعكس النتيجة فيما بعد لشفاء في الجسد، فيما اكدت في حوارها لـ"الجسر الثقافي" أن الالوان على اللوحات تجر الفنان لتأليف مواضيع لوحاته، فيما ينتهي العمل بها عندما تعلن اللوحة أنها ولدت وأبصرت النور.الفنانة ديانا عصام كيف تعرف نفسها؟ ومتى اكتشفت ميول التعمق في الألوان والفن التشكيلي؟ قد أعرف نفسي بمجموعة ألوان هادئة ودافئة يحتويها جسمي البشري، ما يجعلها لغتي لترجمة التعابير التي ترد في ذاتي، وكان اكتشاف عشقي للالوان منذ المرحلة الابتدائية حيث بدأت اتعلق بمادة التربية الفنية، وزاد اهتمامي بهذه المادة مع تقدم المرحلة العمرية، حيث أصبحت أكثر من مجرد درس بالنسبة لي، جعلتني ازيد من اطلاعي لعالم الفن من خلال المجلات المطبوعة لعدم توفر برامج التواصل الاجتماعي في حينها، فيما تطورت امكانياتي الفكرية والتقنية ما بعد الثانوية، من خلال تقديم لوحات فنية منها من أبصر النور، ومنها من لم يخرج من عالمي الى الآن.حدثينا عن مشاركاتك الفنية، ومتى كانت أول مشاركة (كمعرض شخصي ومعارض جماعية)؟بدأت مشاركاتي الفنية منذ المرحلة المتوسطة والثانوية من خلال معارض المدرسة، وبعدها شاركت ضمن فعاليات يوم المرأة العالمي 2007 مع مجموعة من الفنانات الواعدات وفيه ابصرت لوحاتي لأول مره النور، وبعدها تعددت مشاركاتي الداخلية بالقطيف وسيهات وصفوى والدمام الخبر والأحساء وينبع، وذلك ضمن معارض جماعية ومراسم حرة مباشره ومهرجانات ومسابقات المحافل الخيرية والحملات التوعوية، وأيضا مشاركاتي بملتقيات تشكيلية دولية في مقدمتها الملتقى السعودي اليمني الثاني (آب) باليمن السعيد وكان في عام 2009م، ومشاركة في دولة الامارات العربية، كما شاركت ايضا في تركيا ومصر وكان ختام مشاركاتي لعام 2013 بملتقى الفنانين الشباب (معنا نبدع) بجمعية الثقافة والفنون بالدمام.كيف تصفين الفائدة من مشاركتك في العديد من المعارض الجماعية؟ وأين تجدين نفسك بشكل أكبر في المعرض الشخصي أو المشترك؟ يكتسب الفنان الكثير من العلم والمعرفة عند المشاركة أو زيارة ﻷي معرض، وخاصة إذا كان فنانا أو دارسا أو مهتما بذلك الفن أو المادة المقدمة بالمعرض، وتزداد من خلال تطور تطور الفن وتقنياته المقدمة والتغير في أنواع المعروضات من فترة الى أخرى، وهو ما يعطي الفنان إشباعا لبصيرته بمختلف أنواع الفنون والألوان، كما تلعب المشاركات الدولية دورا مهما في التعرف على أساليب الفن من خلال الثقافات المختلفة بما تحتويه، ورغم ذلك اجد نفسي بمعرضي الشخصي الذي يحمل اسمي وأسلوبي وفني المتعمق في عالم الألوان. ما جديد الفنانة ديانا عصام؟يجري التحضير لمشاركات في معارض داخلية ودولية، كما قمت بترشيح نفسي لرئاسة أحد مناصب الفرع الجديد للجمعية السعودية للفنون التشكيلية بالمنطقة الشرقية (جسفت)، وهناك أفكار عديدة بخصوص إقامة معرض شخصي إلا أنها لا تزال تحت الدراسة.ما أثر وظيفتك (التمريض) على شخصيتك وألوانك؟ربما يغيب عن البعض أن التمريض هو علم وفن يهتم بالفرد ككل - جسما وعقلا وروحا - ويعمل على مساعدته للتماثل للشفاء، ومن هذا المنطق ظهرت معظم النظريات التمريضية في منتصف القرن العشرين متأثرة بالتطورات النظرية في العلوم الإنسانية، خاصة علم النفس والتربية وعلم الاجتماع، حيث يعتبر الفن أو الرسم أحد طرق العلاج للترويح عن النفس والتعبير بما يحيط الشخص من ضغوط المهنة أو الحياة، وعند ربطنا عملية التمريض باستخدام الالوان سنصل إلى الكثير لكونها تخفف التوتر وتزود المريض بالطاقة، بل تخفف من الألم والمشاكل الجسمانية.ولا يعتبر العلاج بالألوان علما جديدا فهو موجود منذ العصور القديمة بالشرق الاقصى (الهند والصين)، والشرق الاوسط (بلاد الرافدين، ومصر، والإغريق) وعلى اثر ذلك شاركت في عدة حملات ومنها أوقف السكر بالقطيف، وحملة سرطان الثدي – الشرقية وردية، وزراعة الاعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام.كيف تختار الفنانة ديانا عصام مواضيع لوحاتها؟يختار كل فنان الخامة المناسبة له لإنجاز عمله (تشكيلا او نحتا او تقنيات مختلفة من الالوان والخامات) وعادة تترك الالوان أو اللون الواحد على مساحة اللوحة اثرا في الرسام تجره لتأليف الموضوع وتلوينه، بالنسبة لي يأتي اختياري للموضوع من نسج الاحساس بالواقع ولكن بأسلوب ديانا، حيث آخذ فرشاتي وقطعة من الفحم وابدأ بالرسم على مساحة البيضاء للوحة إلى أن ارضى عن الخطوط التأسيسية لها، ثم ابدأ بتلوينها متنقلة بالريشة من شكل إلى آخر ومن لون إلى لون، ومع مرور الوقت تصبح اللوحة في طريقها للنهاية،، أريد أن أقول: إنه ليس مهما كيف يبدأ الفنان برسم لوحته،  المهم هو كيف ينتهى منها أو تتخلص هي منه ومن فرشاته وألوانه وضرباته وفرحة مرة وحزنه مرة أخرى، فليس الفنان من يقرر الانتهاء من عمل لوحته، بل هي التي تفر منه قائلة: اتركني لقد ولدت. بمن تأثرت الفنانة ديانا عصام وساهم بتكوين شخصيتها الفنية؟ تأثرت بوالدّي بالدرجة الأولى لما لهما من حب الفن والفنون التشكيلية، وتشجيعهما لي من حيث توفير أدوات الرسم والألوان، والمساندة خلال مشاركاتي بالمعارض من حضور ونقد بناء، وهناك أسماء لمعت في سماء عالمي، ولن انسى فضلهم علي كالفنان القدير (يوسف ابراهيم) من ينبع حيث كان لي معه اول ملتقى تشكيلي دولي باليمن السعيد وتحت توجيهاته تقدمت بفني، كما لا أنسى الفنان القدير "خضر وشاح" من فلسطين، وآخرون لا يسعنى ذكرهم ولكن احمل في قلبي الكثير تجاههم لدعمهم وتشجيعهم، حتى لو كان ذلك بكلمة تشجيع نابعة من الحب والاحترام والتقدير.

 احدى لوحات الفنانة ديانا عصام