حوار : محمد برناوي

أطالب بأن يعطى اللاعب ما يغنيه وليس ما يطغيه

أسهم في صقل محيسن الجمعان واحمد الفريدي ومحسن العيسى وغيرهم، وما زال يواصل اكتشاف وصقل العديد من النجوم الواعدة في كرة القدم، ذلك هو نجم الكرة السابق في الأنصار والنصر ومدرب البراعم في نادي الأنصار حاليا عبدالحميد عمر أيوب، الشهير بـ»سيكا». التقينا به وقلبنا صفحات تاريخية، وقدمنا الجزء الاول من حواره للميدان، واليوم نقدم لكم ما تبقى من حديثه الشيق.. إليكم تفاصيله: وأين ذهبت بعد هجر الكرة؟ هل ابتعدت تماما أم ما زلت في ميادينها؟- بعد ترك اللعب، اتجهت للتدريب بمساعدة من رئيس نادي النصر الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود - عليه رحمة الله -، وما زلت مدربا حتى الان في نادي الانصار، أدرب فئة البراعم، والحمد لله، كنت ممن أسسوا اول أكاديمية تدريبية، وأشرفنا في ذلك الوقت على عدد من نجوم الكرة امثال محيسن الجمعان، والذي يعد من باكورة انتاجنا لملاعب كرة القدم، اضافة إلى خالد الصبياني، وهاشم المروعي، ناصر المرشد، وغازي ابودبيس ومحمد ابودبيس، أما في المدينة المنورة، فدربت لاعب الاهلي حاليا محسن العيسى، ولاعب الاتحاد حاليا احمد الفريدي، والدولي السابق مالك معاذ، ولاعب منتخب الامارات عمر عبدالرحمن «عموري»، ولاعب الرياض السابق صالح النجراني، وهاشم سرور، وضياء هارون. يعني عملت مدربا بعد الاعتزال للبراعم ثم الأشبال ثم الشباب في نادي النصر، ثم عملت مدربا لنادي الرياض بالرياض، ولنادي الأنصار بعد ذلك، وللجيش السعودي وللقوات البرية ولمديرية سلاح الحدود بالرياض.أنت ما زلت مدربا لكرة القدم رغم كبر سنك، فكيف تقضي يومك بين الأسرة والتدريب؟- بصراحة أنا أعطي أكثر من نصف وقتي في اليوم للرياضة حتى الان، وما تبقى، يقسم بين قراءة الشعر والاهتمام بالأسرة والابناء، ومعاودة الاصحاب والأصدقاء، والتدريب مع البراعم من 6 سنوات وحتى13 سنة شاق جدا، لكن عشقنا لهذا العمل أكبر من ذلك، يعني يوميا انا استيقظ صباحا وأؤدي صلاة الفجر في جماعة، ثم اذهب بالابناء إلى مدارسهم، ومن ثم العودة مرة ثانية للبيت ونيل قسط من الراحة، وبعد ذلك أقضى شؤون المنزل حتى الظهر، وأعيدالأبناء إلى المنزل ثانية، وفي المساء اذهب للتدريب بين نادي صحي وتدريب كرة القدم، وبعد العودة، أتابع لوقت يسير بعض البرامج الرياضية، وقبل النوم يكون للشعر كتابة وقراءة قسط من الوقت وأنام بعد ذلك مبكرا. بعد ما سمعت من خلال حديثك الشيق ما قلته عن الوفاء والعشق والمحبة، هل لك أن تحدثنا عن الفرق بين لاعب زمانكم ولاعبي اليوم؟ -الفرق يا أخي الكريم، شاسع جدا، ففي زماننا كنا نسعى جاهدين للتسجيل في كشوفات النادي حتى نظفر بذلك، وعندما تلعب لفريق، تقدم الغالي والنفيس ويكون ولائك وحبك وانتمائك لذلك الفريق، كنا نساعد النادي في شراء الادوات من احذية وغيرها، ثم ان لاعبي زماننا أفضل تكوينا وأقوى جسمانيا؛ لذلك فهم يعوضون الفنيات بالقوة الجسمانية، وكان لديهم ولاء كبير لشعارات فرقهم، يلعبون بجدية ولديهم شغف كبير بكرة القدم، ويحظون بدعم المشجعين كثيرا، أما اليوم، فأصبح لاعب كرة القدم كلاعب البلايستيشن، يقدم قيمة فنية كبيرة جدا داخل الملعب وبأقل مجهود، معتمدا على فنيات اللعب الجماعي المعتمد على السرعة والمهارة، يفتقد الولاء بالشكل المطلوب؛ لأننا أصبحنا في عالم الاحتراف، ومن يدفع أكثر، يكسب اللاعبين، ولاعبون صغار في السن يستلمون مبالغ خيالية، وانا أطالب بأن يعطى اللاعب ما يغنية وليس ما يطغيه. مشوار كرة القدم دائما حافل بالمواقف العديدة منها السعيدة ومنها ما هو مؤلم، فهل لك أن تذكر لنا اهم موقفين تعرضت لهما خلال مشوارك في عالم المستديرة؟ -هناك طرائف عدة، وربما ينسى الإنسان بعضها أو جلها، لكن أتذكر في احدى المباريات كنا نلعب مباراة في الحي، وصار احتكاك بيني وبين احد الزملاء في الفريق المقابل، وصل حد التماسك بالأيدي، ومن الصدفة أن والدته كانت تزورنا في منزلنا، وعندما ذهب اليهم سألوه عن سبب اثار الضرب عليه، فأجابهم بأنه تخاصم مع شخص يدعى «سيكا». (اسم الشهرة وهم لا يعرفونه)، وما كان من والدتي وأخواتي إلا الدعاء على سيكا بالهلاك، وفجأة حضرت اليهم، وسمعت جزءا من الحوار، فقلت لهم: أتعرفون من هو السيكا؟ وعرفتهم باسم الشهرة، فعادت الوالدة تدعو لي مرة اخرى بدلا من الدعاء علي. أما المواقف المؤلمة، فهي لا تنسى، لكنها قليلة، وأتذكر موقفين في مشوار الكرة لن أنساهما ما حييت، الاول خبر وفاة الأمير عبدالرحمن بن سعود، وموت الوالد والوالدة، والموقف الآخر، هو مرض ناصر الجوهر بشريان القلب، فهو خبر اتعبني كثيرا؛ لانه كان رفيقا للدرب.  وما هو سبب الاختلاف أو التراجع في مستوى كرة القدم، ونزوله من الإمتاع إلى حد الملل، خصوصا في المدينة المنورة؟- أول الاسباب، ان الاهتمام بالبنية التحتية تائه تماما، وهناك فجوة كبيرة جدا بين الجيل والجيل الذي يليه، افتقدنا الاهتمام بالقاعدة حتى نهاية الجيل الذهبي، اليوم يا أخي الكريم، هناك اهمال كبير بالفئات السنية، وان وجد اهتمام فهو اقل من المطلوب، وحتى اللاعبين المستقطبين يأتون من اجل تحقيق هدف الفوز ببطولة، يعني وجودهم لنتائج مؤقتة، كما ضعف التعامل بشكل كبير جدا مع أندية الاحياء لاستقطاب ورعاية المواهب، إلى جانب بعد الاندية عن مناطق السكن، وممانعة الأسرة من ذهاب ابنها إلى الاندية، إلى جانب ضعف تأهيل المدرب الوطني، كما أن الانفاق على كرة القدم في السعودية الان لم يأخذ وضعه الطبيعي في ظل تطور كرة القدم والتي اصبحت صناعة في يومنا هذا. طيب أنت موظف متقاعد، لكن في جري وكد خلف الرياضة، ما هي نصيحتك للكبار امثالك؟ نصيحتي، أقول لهم: « لاتوقفوا»، عليكم بالرياضة البدنية المناسبة؛ لأن في الرياضة الصحوة والقوة والرشاقة وتقليل كثير من أمراض العصر، اذهب إلى حيث تستطيع من الاندية الصحية، فهناك تجد ما تريد، فالرياضة ليس لها حد، وكل عمر له رياضة مناسبة.  وصلنا لنهاية الحوار، ولا بد أن نتوقف، فهل لديك اضافة؟- أشكركم واشكر كل من منحني هذه الفرصة للظهور على المشهد الرياضي مرة أخرى عبر صحيفتكم، بعد أن أدار الزمن ظهره، فأصبحنا من المنسيين في الوسط الرياضي، وأعد الجميع بالاستمرار في اعداد مزيد من نجوم الكرة، كما أسهمت في تأهيل العديد منهم في الفترة السابقة.