رويترز - جنيف

فرنسا تطالب الغرب بموقف حازم تجاه إيران وطهران تفقد الثقة

تبادلت إيران وفرنسا تصريحات لاذعة أمس الخميس قبل ان تبدأ القوى العالمية التفاوض بشأن تفاصيل اتفاق مؤقت للحد من البرنامج النووي لطهران إذ حذرت فرنسا الغرب وطالبته بالحزم بينما تحسرت إيران على انعدام الثقة.وبدا الجانبان وكأنهما يخفضان سقف توقعات التوصل إلى اتفاق وشيك بعد ان اقتربت الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من الحصول على تنازلات من إيران خلال جولة المفاوضات الاخيرة التي عقدت قبل اسبوعين.وقال دبلوماسيون من الحكومات الست: إن الاتفاق المؤقت بشأن خطوات بناء الثقة في المتناول من أجل نزع فتيل مواجهة مستمرة منذ عشر سنوات وتبديد شبح حرب أوسع نطاقا في الشرق الاوسط بسبب طموحات ايران النووية.لكن قبل ان تبدأ المحادثات امس الخميس تبادلت فرنسا وإيران تصريحات لاذعة.وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: إن الغرب يجب أن يبدي حزما في تعاملاته مع إيران بشأن برنامجها النووي. وكان فابيوس قد عبر عن تحفظاته على مسودة الاتفاق التي ظهرت على السطح في جولة 7-9 نوفمبر.وأضاف فابيوس قائلا للقناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي لدى سؤاله عن إمكانية التوصل لاتفاق: «آمل هذا... لكن هذا الاتفاق لابد أن يقوم على الحزم. لم يتمكن الإيرانيون حتى الآن من قبول موقف الدول الست. آمل أن يقبلوه.»وتجتمع فرنسا وقوى كبرى أخرى مع ممثلين لإيران في جنيف هذا الأسبوع في ثالث جولة من المحادثات على أمل التوصل لاتفاق مبدئي للحد من الأنشطة النووية الإيرانية.واتخدت فرنسا دوما خطا متشددا إزاء البرنامج النووي الإيراني وهو ما قربها من خصوم إيران.وفيما بدا كرد على التصريحات الفرنسية قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي امس الخميس: إن بلاده لن تعلق أنشطة تخصيب اليورانيوم مشيرا إلى أنها تعتبر هذا «خطا أحمر».وأضاف قائلا للصحفيين: «فقدنا ثقتنا... لا نستطيع خوض محادثات جادة لحين استعادة الثقة. لكن هذا لا يعني أننا سنوقف المفاوضات.»وحين سئل عراقجي كيف يمكن استعادة الثقة قال: «حين يشكلون (مجموعة خمسة زائد 1) جبهة واحدة ويلتزمون بكلمة واحدة.»وتسعى الدول الست إلى اتفاق مؤقت توقف إيران بموجبه تخصيب اليورانيوم لدرجة 20 في المئة - ما يقربها من المادة المستخدمة في تصنيع اسلحة نووية- وتسمح بمزيد من عمليات التفتيش من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتمتنع عن تشغيل محطة تعمل بالماء الثقيل في آراك.وقال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي في كلمة  الأربعاء: إن بلاده لن تتراجع «قيد أنملة» عن حقوقها النووية وإنه حدد «خطوطا حمراء» لمبعوثيه في جنيف.ووصف خامنئي إسرائيل بأنها «كلب مسعور» وانتقد فرنسا التي تحفظت علنا على مسودة اتفاق طرحت خلال جولة مفاوضات أجريت من السابع إلى التاسع من نوفمبر   وقال: إن باريس «رضخت للولايات المتحدة وركعت أمام النظام الإسرائيلي.»وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي سافر إلى روسيا الاربعاء لحثها على وضع شروط أكثر صرامة لإيران: إن تصريحات خامنئي تظهر أن إيران لم تتغير.ورفض فابيوس تصريحات خامنئي وقال: إن موقف بلاده لقي قبولا لدى القوى الخمس الأخرى المشاركة في المحادثات وان اتخاذ موقف قوي لا يحمي أمن إسرائيل وحسب بل وأمن المنطقة والعالم بأسره.