عبدالعزيز اليوسف

عقول تنازلية.. !

الحذر.. والتفكير.. والتحليل هي أدوات حقيقية لصد كثير من المضامين الموجهة للنيل منّا، أو التأثير علينا من قبل بعض وسائل الإعلام الغربية .. غدت تفترش كل المسامع، والآذان، وتغلف العقول بحكايات متنوعة.. تمكث بين مد الغرابة، وجزْر الأكاذيب.. فيتلقى أحدنا ما يتلقى بتنازل عقله فيشوب ذهنه كل شائبة.. كثيرٌ منا لا يعرف كيف يمكن أن يسمع ما يطرح، ولا كيف يتلقى ما يقال في مثل تلك الوسائل.. فتختل داخله كثير من المفاهيم، وترتبك الرؤى حوله فيمسي ويصبح منبهرا بشيء لا يعرفه، ومتعلقا بأمر يجهله.. وبعدها يبدأ الخروج من وعيه. التلقي الواقعي والأمثل هو أن يذهب الفرد إلى أقصى جهة في الإعلام ثم يذهب إلى أدنى جهة ويتقاطع معها في المنتصف.. فيكون أخذ من جهة وجهة أخرى فقد تتوازن حينها الرؤية، ويكون الحكم على الأقل مقبولا إلى حد ما.حينها تتأرجح العقول بين الشبهات، والمتشابهات، والتهكمات والتشكيكات في بعض الحقائق، أو كثير من القيم .. ونحن نرى نشاط الموضة المستمر، وسهولة التقليد لدى الكثير.. المشكلة مع غثاء مضامين تلك الوسائل، ويكثر التشتت سيطغى الجدل الباطني في حوزة الأنا المتضخمة عند شخص ما.. فيصبح عقله تنازليا ليكون الشخص نفسه هو من يستهدف ذاته فيضحي بعقله ورشده ومبادئه بعد أن يفقد صوابه.. لذلك تجد البعض يتنازل عن عقله ليخدم رغبة داخله، أو يتبع تقليعة أو صرعة ما، ويوجه نفسه نحو التناقض والتخاصم شعر بذلك أو لم يشعر.. فالتنطع هو رداء الجهل، والتفيقه هو إزار المختل، ورفع النفس عداء لها.. وتبقى عقول البعض بين مستقبل يفهم، وفاهم يستقبل، وبين متلقٍ يتوهم، وواهم يتلقى. لوسائل الإعلام جهات خمس، وأبعاد ثلاثة.. يمتد فيها الأقصى إلى مسافات بعيدة تصعب على المتلقي البسيط فهمها بسبب جهله بكيفية سير الإعلام وحقيقته.. وهناك الأدنى الذي تختلف الصورة فيما كانت عليه في أقصى الحدث.. وفي وسط تلك الجهات المحفوفة بتلك الأبعاد المتعددة يضع أحدنا نفسه فيسمع ويتلقى الكثير من المعلومات والمشاهد التي تقحمه داخلها قبل أن يستوعب ماهيتها، وقيمتها، والتفريق بين صدقها وكذبها. التلقي الواقعي والأمثل هو أن يذهب الفرد إلى أقصى جهة في الإعلام ثم يذهب إلى أدنى جهة ويتقاطع معها في المنتصف.. فيكون أخذ من جهة وجهة أخرى فقد تتوازن حينها الرؤية، ويكون الحكم على الأقل مقبولا إلى حد ما.. والقصد أن يسمع لأطروحات كثيرة لكي يقرر ويحكم.ختام القول: تأثير وسائل الإعلام هو تأثير صارخ يلهب بعض العقول فتغريه بالخروج من ذاته أو عقله.. لذا تجد أن دروب الشهرة بأي طريقة، والتميز بأي أسلوب.. تلك الدروب صارت أكثر وضوحا لدى المفتونين بها.