الوكالات - عواصم

شكوك حول انعقاد «جنيف2» والائتلاف السوري يتمسك برحيل الأسد

تخيم الشكوك على إمكان انعقاد مؤتمر جنيف-2 حول سوريا بحلول نهاية نوفمبر، بعد إعلان «مجموعة أصدقاء سوريا» أنه لا دور للرئيس النظام السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا، الأمر الذي يرفض النظام مجرد البحث فيه، وتمسك المعارضة بحل يؤدي إلى رحيل الأسد. في حين قال الموفد الأممي إن هناك شبه إجماع بأنه لا حل عسكري للأزمة.وأمس قال الموفد الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في عمان إن هناك «شبه اجماع» دولي بأنه ليس هناك حل عسكري للأزمة السورية.وقال الإبراهيمي في تصريحات صحافية بعد إجرائه محادثات حول التحضيرات لمؤتمر جنيف-2 مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة «أجرينا مباحثات هامة وضرورية مع جودة حول الأزمة السورية الخانقة والخطيرة التي تهدد ليس فقط سوريا ومستقبلها وإنما تهدد المنطقة بل إنها في الوقت الحاضر أخطر أزمة تهدد السلم والاستقرار».وأضاف أن «هذه الجولة التي نقوم بها تأتي بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) وأيضا وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية (في مجلس الأمن) الذين أدركوا كما تدرك دول المنطقة وفي مقدمتها الأردن خطورة هذا الوضع»، مشيرًا إلى أنه «يوجد الآن شبه إجماع على أنه ليس لهذه الأزمة حل عسكري بل لا يمكن إنهاء الكابوس الذي يشغل الشعب السوري إلا عن طريق حل سياسي».وتابع الابراهيمي «إننا نسعى باتجاه الحل السياسي ونتطلع إلى تعاون أوثق وأكبر مع دول المنطقة وفي مقدمتها الأردن»، مشيرًا إلى أنه «يريد الاستماع من الملك عبدالله الثاني إلى نصيحته وتوجيهاته بهذا الخصوص».من جانبه، أكد جودة «على ضرورة الحل السياسي الذي يضمن عودة الأمن والأمان لسوريا وشعبها العريق وإنهاء مسلسل العنف والدمار والقتل».وأضاف «لا شك أننا نحن في الأردن من منطلق قربنا الجغرافي وجوارنا لسوريا نتأثر بشكل كبير من حالة عدم الاستقرار الذي تتأثر منه المنطقة بأشملها وكذلك التداعيات الإنسانية للأزمة السورية حيث إن الأردن يستضيف أكثر من 600 ألف لاجئ».وأوضح جودة أن «موقفنا من البداية كان ضرورة تطبيق الحل السياسي وأنه لا حل إلا الحل السياسي لهذه الأزمة»، معربًا عن أمله في أن «يلتئم مؤتمر جنيف-2 ويكون بداية الطريق لحل هذه الأزمة».وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن 540 ألف سوري لجأوا إلى الأردن منذ اندلاع النزاع في بلدهم في 2011.ووصل الإبراهيمي إلى الأردن أمس بعد جولة شملت سلطنة عمان الكويت والعراق.والاثنين، دعا الابراهيمي خلال زيارته بغداد جميع الدول ذات النفوذ إلى المشاركة في جنيف-2.وستشمل جولته أيضا إيران وقطر وتركيا وسوريا، وكان بدأها الأحد في القاهرة حيث التقى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.قال الموفد الأممي إلى سوريا في عمان: «أجرينا مباحثات هامة وضرورية مع جودة حول الأزمة السورية الخانقة والخطيرة التي تهدد ليس فقط سوريا ومستقبلها وإنما تهدد المنطقة بل إنها في الوقت الحاضر أخطر أزمة تهدد السلم والاستقرار».المعارضة وجنيف2وكان البيان الصادر عن دول «مجموعة أصدقاء سوريا» بعد اجتماعها أول امس في لندن محاولة إضافية لاقناع المعارضة بحضور مؤتمر جنيف الذي يفترض أن يتمثل فيه النظام أيضًا، لكن «الأصدقاء» لم يذهبوا إلى حد المطالبة بتنحي الرئيس السوري، بينما جدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفضه أي تسوية «مذلة» وتأكيده ان «لا تفاوض» إلا على مرحلة انتقالية تضمن رحيل الرئيس السوري.وقال رئيس الائتلاف أحمد الجربا في مؤتمر صحافي عقده بعد الاجتماع «اذا كانت بعض الدول تشعر بحراجة الموقف الانساني حيال مجازر الأسد وفظائعه وتريد أن تغسل يديها منها عبر تلويث أيدينا باتفاق تسوية مذل، فإنها ستسمع منها خمس لاءات: لا تفاوض، لا صلح، لا اعتراف، لا تراجع، لا لعجز المجتمع الدولي».وأضاف «اما اذا كان المراد ايجاد مخرج لرحيل المجرم بعد تسليم السلطة ومحاكمة مجرمي الحرب من أي جهة أتوا، فأهلًا بجنيف-2».وأوضح أن الائتلاف غير قادر على القبول بغير ذلك، لأن «شعبنا لن يصدقنا ولن يمشي معنا خطوة واحدة، وسنصنف خونة للثورة ودماء الثوار».وجدد الجربا تحديد «ثوابت» المعارضة للتفاوض، مشيرًا إلى أن «لا نجاح لمؤتمر جنيف من دونها»، وهي: «إيجاد ممرات إنسانية للمناطق المحاصرة وإطلاق سراح المعتقلات والأطفال كافة قبل بدء التفاوض».وأضاف «لا يمكن أن نجلس على طاولة التفاوض وبعض المناطق يموت فيها الأطفال جوعًا ونساؤنا يعذبن في المعتقلات».كما أكد أن «لا تفاوض من جهتنا إلا من ثابتة انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل السفاح».وذكر البيان الصادر عن «أصدقاء سوريا» ان مؤتمر السلام ينبغي ان يكون فرصة «لتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة تشمل الامن والدفاع والبنى الاستخباراتية».واضاف «حين يتم تأليف الحكومة الانتقالية، فإن الأسد ومساعديه القريبين الذين تلطخت ايديهم بالدماء لن يضطلعوا بأي دور في سوريا». وفي إشارة واضحة الى استمرار العراقيل في وجه انعقاد المؤتمر في الموعد المحدد له في 23 نوفمبر، قال البيان الختامي إنه «لا بد من احراز تقدم اضافي» للتمكن من الالتزام بهذا الجدول الزمني.وكان الرئيس السوري بشار الأسد وجه بدوره ضربة إلى المؤتمر عندما قال في مقابلة تلفزيونية السبت إن شروط نجاح المفاوضات «غير متوافرة».الأسد وحليفه بوتينوعلى النقيض من كل التوجه الغربي، اعلن الاسد أنه لا مانع «شخصيًا» لديه للترشح للانتخابات الرئاسية العام المقبل، مجددًا القول ان هذا الموضوع غير مطروح على التفاوض.من جهته وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حليف الأسد التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر»جنيف-2» الخاص بسوريا بأنها نجاح للمجتمع الدولي برمته، مشددًا على ضرورة تسوية النزاع السوري بالطرق الدبلوماسية السلمية.واعتبر بوتين في تصريحات أمس الأربعاء أن «الشيء الأهم هو أن موقف روسيا الخاص بضرورة تسوية الأزمة السورية دبلوماسيًا لقي تفهمًا وتأييدًا لدى غالبية الدول».ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بوتين القول إن موسكو تنطلق من أولوية التقيد بالقوانين الدولية والدور الرائد للأمم المتحدة.وقال :»روسيا تؤيد باستمرار العمل الدبلوماسي والمفاوضات الرامية إلى البحث عن حلول مقبولة للجميع».في هذا الوقت، اعلنت الامم المتحدة ان الموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي سيعقد مطلع نوفمبر المقبل اجتماعًا جديدًا مع مسؤولين امريكي وروسي تحضيرًا لمؤتمر السلام حول سوريا.