حسين السنونة ـ الدمام

قاصون: للمفتونين بزمن الرواية.. القيمة الحقيقية للجودة لا الجنس

الإعلان عن فوز كاتبة القصة القصيرة الكندية أليس مونرو بجائزة نوبل للآداب لعام 2013م الخميس الماضي، هو إعلان عن فوز للقصة القصيرة ولكاتب هذا الفن الأدبي.فقد رأى كتاب القصة القصيرة أن الجائزة خطوة رائعة وايجابية لخدمة هذا الفن، ولعل هذا الفوز يلفت النظر إلى أن القيمة لجودة النص، فلا اعتبار لانتماء النص لجنس دون آخر، فالقصة القصيرة الرائعة تكمن روعتها في ذاتها، ولن تكون كذلك في جنس آخر.ويؤكد القاصون: إن فوز القاصة الكندية أليس مونرو بجائزة نوبل للأدب يقول للمفتونين بزمن الرواية إن القيمة الحقيقية تعود للجودة لا الجنس الأدبي.إنجازا لأصحاب فن القصةفي البداية يتحدث القاص عبدالله الشايب: إن المرحلة الآن هناك سيطرة في الأدب العالمي ومنه العربي  للسرد، ومنه بالطبع انطلقت مجموعة ابداعات تحررت من منهجية القصة الكلاسيكية إلى أبعاد أرحب.  بل إن القصة القصيرة التي تقع في منتصف الطريق بين الرواية والقصة القصيرة جدا  من حيث المنشأ والحبكة فضلا عن الدلالة وعصف المتلقي  في سياق ليس بالطويل الممل ولا القصير المخل،  أعطى للكاتب مستوى من التحدي الإبداعي، ويقينا اعطاء جائزة نوبل يبقى محفزا على ريادة الفن القصصي والتسابق الإبداعي واستدامة وجوده كفن سردي، له أثره في صياغة الذوق والمعالجات ويعد هذا الفوز انجازا لأصحاب هذا الفن.أن لكل فن عشاقه، وفكرة انقاذ فن القصة القصيرة من خلال منح هذه الجائزة، هذا يشير الى أن القصة القصيرة في طريقها للاندثار أنا ضد هذه الفكرة، ﻷنني لا أؤمن أصلا باندثار فن في مقابل فن آخرخطوة رائعةفيما قال الروائي والقاص خالد الخضري: أعتقد أن لكل فن عشاقه، وفكرة انقاذ فن القصة القصيرة من خلال منح هذه الجائزة، هذا يشير الى أن القصة القصيرة في طريقها للاندثار أنا ضد هذه الفكرة، ﻷنني لا أؤمن أصلا باندثار فن في مقابل فن آخر، وإنما أؤمن بفكرة تطور هذه الفنون المرتبطة بتطور اهتمامات القراء بها، وهو ما يعكس بقاء فن واختفاء آخر.وعندما ننظر للقصيرة بالذات نجد أنها هي التي تتناسب مع العصر؛ ولكن ما الذي جعل الرواية تظهر بشكل بارز في الفترة الأخيرة.ويضيف الخضري: يجب أن نسلم أن ظهور الاهتمام بالرواية من سبعينيات القرن الماضي لم يكن مرتبطا سوى بالكتاب والأدباء السعوديين تحديدا؛ ﻷن الاهتمام بالرواية الغربية ليس جديدا، ولدينا بالذات عندما برزت الرواية فإنها برزت بعد الحراك الفكري الذي شهدته المملكة والذي تحول الى اهتمامات النخبة خاصة بعد تراجع الاهتمام بالقراءة في ظل ظهور وسائل الاتصال المتعددة والكم الكبير من القنوات الفضائية.ويختم الخضري: وهذا لا يعني أننا كعرب كنا قبل هذا التشكل مهتمين بالقراءة، بل على العكس تماما؛ اشتهر العرب بأنهم أمة لا تقرأ، وهذا واقع حقيقي، انما لم تبرز الرواية الا من خلال النخبة واهتماماتهم بهذا اللون الأدبي العريق، وربما عدد يسير من القراء العاديين، والجائزة خطوة رائعة وايجابية لخدمة الفن القصصي.الجودة لا الجنس الأدبيفيما يرى القاص محمد البشير أن فوز القاصة الكندية بجائزة نوبل للأدب يقول للمفتونين بزمن الرواية بأن القيمة الحقيقية تعود للجودة لا الجنس الأدبي، فمن تحول من القصاص للرواية فقط لأنها رواية، لن يخرج عنه سوى قصص منفوخة روائياً ، فلا هو أخلص لقصته فخرجت كما ينبغي، ولم يدرك الرواية التي يبتغيها!!ويتابع البشير: إن كثرة المشتغلين في فن، يعطي إشارة إلى استهجانه والانتقال إلى غيره، فعمرو بن العلاء قال إن الشاعر في الجاهلية قدِّم على الخطيب لفرط حاجتهم إلى الشعر، فلما كثر الشعر والشعراء، واتخذوا الشعر مكسبة، ورحلوا إلى السوقة، وتسرعوا إلى أعراض الناس، صار الخطيب عندهم فوق الشاعر.ويرى البشير: هذا الفوز يلفت النظر إلى أن القيمة لجودة النص، فلا اعتبار لانتماء النص لجنس دون آخر، فالقصة القصيرة الرائعة تكمن روعتها في ذاتها، ولن تكون كذلك في جنس آخر، فهنيئاً للقصة هذا الاعتراف العالمي.نقطة مغموسة بذهب نوبلمن جانبه يعلق الروائي عواض شاهر على فوز القصة القصيرة بجائزة نوبل للآداب على صفحته في «الفيس بوك»: سجلت القصة القصيرة نقطة كبيرة مغموسة بذهب نوبل هذا العام على حساب الرواية والشعر، وقد دفعت بها إلى واجهة المشهد العالمي القاصة اليس مونرو بحصولها على نوبل الآداب 2103.القصة القصيرة رغم جمالها وعمقها وتعقيدها الفني، كائن صعب، والمتميزون في تشكيله قلة في العالم.نصر للقصة القصيرةمن جانبه يقول القاص والروائي والكاتب جاسم الجاسم هذا الاحتفال الذي تم بتكريم أحد رموز القصة القصيرة، يعد نصرا للقصة القصيرة وللكتاب بشكل عام في العالم، وفوز الأديبة الكندية مونرو هو فوز لكل كاتب قصة مبدع .. ونحن بالعالم العربي عندنا مبدعون يستحقون التكريم .. لهم بصمة قوية وأتمنى أن تقوم وزارات الإعلام العربي بدور اتجاه الأدب والأدباء، في احتفاليه إبداعية تتناسب مع الحياة، لكي يكرم الأديب في حياته وليس بعد مماته.