رويترز-لندن

كاميرون يفشل في انتزاع موافقة البرلمان لضرب سوريا

باءت بالفشل الليلة قبل الماضية مساعي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الانضمام الى ضربة عسكرية محتملة على سوريا بعدما اعترض البرلمان البريطاني من حيث المبدأ على طلب من الحكومة يجيز اتخاذ مثل هذه الخطوة.وفي هزيمة مخزية للزعيم البريطاني ربما تبدد آماله في اعادة انتخابه عام 2015 وتضر بالعلاقات الوطيدة مع الولايات المتحدة , فشل كاميرون وحكومته الائتلافية في الحصول على موافقة البرلمان على إقتراح كان من شأنه ان يجيز من حيث المبدأ عملا عسكريا ضد سوريا وجاءت نتيجة الاقتراع 285 ضد 272 صوتا.وقال معلقون ان هذه هي المرة الاولى التي يخسر فيها رئيس للحكومة البريطانية اقتراعا بشأن المشاركة في الحرب منذ عام 1782 .وقال كاميرون متحدثا لاعضاء البرلمان عقب الاقتراع انه لا يسعى الى تجاوز ارادة البرلمان «من الواضح لي ان البرلمان البريطاني الذي يعكس اراء الشعب البريطاني لا يريد ان يرى عملا عسكريا بريطانيا.. انا ادرك ذلك والحكومة ستتصرف تبعا لذلك.»واضاف قائلا «استطيع ان اعطي ذلك التأكيد. انا اؤمن بقوة بالحاجة الى رد صارم على استخدام الاسلحة الكيماوية لكنني اؤمن ايضا باحترام إرادة مجلس العموم.»تشكك هزيمة كاميرون امام البرلمان في مكانة بريطانيا التقليدية بوصفها الحليف العسكري الموثوق به للولايات المتحدة وهو الدور الذي سعى كاميرون جاهدا لترسيخه كما تبرز مدى مرارة التركة التي تحملها بريطانيا على كاهلها جراء تورطها في حرب العراق عام 2003 رغم مرور عقد عليها.خيبة امريكيةوقال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند إن الولايات المتحدة - وهي حليف رئيسي - ستشعر بخيبة أمل ان بريطانيا «لن تشارك».واضاف قائلا «لا أتوقع ان عدم مشاركة بريطانيا سيوقف أي عمل.»الا انه قال لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية «يقينا سوف يضفي ذلك قدرا من التوتر على العلاقات الخاصة» في اشارة الى العلاقات مع واشنطن.وتشكك هزيمة كاميرون امام البرلمان في مكانة بريطانيا التقليدية بوصفها الحليف العسكري الموثوق به للولايات المتحدة وهو الدور الذي سعى كاميرون جاهدا لترسيخه كما تبرز مدى مرارة التركة التي تحملها بريطانيا على كاهلها جراء تورطها في حرب العراق عام 2003 رغم مرور عقد عليها.وقال كاميرون في هذا السياق «انني اتفهم بعمق الدروس المستفادة من الصراعات السابقة لاسيما القلق العميق في البلاد الناشئ عن الخطأ الذي ارتكب في حرب العراق عام 2003.»وامس ايضا نشرت الحكومة البريطانية رأيا قانونيا تلقته وقالت إنه يظهر أن من حقها قانونا القيام بعمل عسكري ضد سوريا حتى اذا عرقل مجلس الأمن الدولي هذا الإجراء.وجاء في نسخة من تقرير عن الموقف القانوني للحكومة البريطانية «إذا جرت عرقلة التحرك في مجلس الأمن فسيظل مسموحا لبريطانيا بموجب القانون الدولي اتخاذ إجراءات استثنائية لتخفيف حجم الكارثة الإنسانية الجسيمة في سوريا.»وأضاف التقرير أنه في ظروف كهذه فإن «التدخل العسكري لضرب أهداف محددة بغرض الردع وتعطيل أي هجمات أخرى مماثلة سيكون ضروريا ومتناسبا ومن ثم سيكون مبررا من الناحية القانونية.»وجاء في خطاب من رئيس اللجنة المشتركة للمخابرات البريطانية أنه «لا توجد سيناريوهات بديلة معقولة» غير سيناريو أن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد هي التي شنت الهجوم بأسلحة كيماوية في ريف دمشق.بحث عن الذات من جهته , قال وزير المالية البريطاني جورج اوزبورن امس الجمعة إن هزيمة الحكومة البريطانية في اقتراع أجراه البرلمان بشأن المشاركة في ضربة عسكرية على سوريا ستثير جدلا بشأن ما اذا كانت لندن لاتزال تسعى كي تلعب دورا محوريا في العالم.وقال اوزبون لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) «ستجري عملية بحث عن الذات على المستوى القومي بشأن دورنا في العالم وما اذا كانت بريطانيا تريد ان تلعب دورا كبيرا في تعزيز النظام الدولي.»وقال ردا على سؤال ان كانت هزيمة حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في الاقتراع البرلماني الذي جرى امس ستلحق الضرر بتحالف لندن مع الولايات المتحدة «هناك قدر من المبالغة في هذا الامر خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية. العلاقة مع الولايات المتحدة قديمة وعميقة للغاية وتعمل على عدة اصعدة.»