خالد الحزيمي

«التسول» بالشعر

كثيرون يرون أن الشعر اختفى من المشهد الثقافي أو أن صورته بهتت عما كانت عليه في السابق، أعتقد أن هذا الإحساس جاءهم بسبب تقدم فنون أدبية وإبداعية أخرى واحتلالها مساحات واسعة من المشهد.هذا صحيح جزئيا أي أنه صحيح في مقدمته وليس في نتائجه، فالرواية تقدمت كثيرا، وكذلك الفنون التشكيلية، وبشكل أقل المسرح، والفنون البصرية الآخرى كالسينما، واذا استمر ذلك اللا اهتمام بالشعر فإنه سيتقهقر أكثر، وستزداد  أعباؤه الوظيفية فلن نشاهد الشاعر يشتغل على نصه بمحض الموهبة، ولن  يكون مثقلا بابداع فطري.الشعر ليس كما كان عليه في وقت مضى، وصل حاله هذه الأيام إلى أن الشاعر الشعبي لم يعد يتصدر المكان كما كان سابقا حين كان لسان القوم ومؤنسهم اثناء تسامرهم وموثق اخبارهم.اسباب عدة اخلت بالشعر وشوهت الذائقة من اهمها دخول المال (المادة) عليه فهي التي ادخلته مجال التسوق او «التسول» بالشعر. وبات غير الشعراء حريصين على التواجد في منصات الاحتفالات طمعا في الحصول على المادة اولا والجماهيرية ثانيا.اسباب عدة اخلت بالشعر وشوهت الذائقة من اهمها دخول المال (المادة) عليه فهي التي ادخلته مجال التسوق او «التسول» بالشعروبالبحث عن مسببات هذه المشكلة أجد أنها تتلخص في ثلاثة اسباب، أولا ان الجانب الآخر اعني المتذوق أو المتلقي لم يعد يستطيع الفلترة والتصنيف ببن هزل الشعر وجزله، والسبب الثاني هو الشعراء انفسهم حيث لم يعودوا يتورعون عن قول كل ما يطوق رقبة الشعر بحبل الجهل، أما السبب الثالث الذي لا يقل عن سابقيه اهمية و هو كثرة عرض الشعر في القنوات الفضائية بشكل اسرافي جدا يختصر عمر الشعر ويقلص وجهه الجميل.واخيرا :وراك ساكت والسما برق ورعودوالليل موحش والهبايب شديدهمدري حداك الصمت واصبحت محدودوالا ان صوتك فيه نبرة جديدهتنقل كلام شفاك بعيونك السودوفي كل نظرة منك جملة مفيدهلـ «سداح»