محمد الوعيل

هكذا هو منهجنا

في كلمتهما الضافية إلى الشعب والأمة، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، جدد خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين، سلمان بن عبد العزيز، منهج الإسلام السمح، وأعادا التذكير بجوهر الدين الحقيقي، القائم على الدعوة إلى سبيل الله بالتي هي أحسن، وتقديم الحكمة والموعظة الحسنة، على أي مصالح دنيوية أو سلطة زائلة.تأكيد القائد، وولي العهد، على «أن المملكة العربية السعودية التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وأكرمها بذلك لن تسمح أبداً بأن يستغل الدين لباساً يتوارى خلفه المتطرفون والعابثون والطامحون لمصالحهم الخاصة، متنطعين ومغالين ومسيئين لصورة الإسلام العظيمة بممارساتهم المكشوفة وتأويلاتهم المرفوضة»، يشير ـ دون لبس ـ إلى احدى المشاكل العويصة التي تواجهها أمتنا الإسلامية في الوقت الراهن، حيث جعل البعض من الدين الحنيف، مطية لكل باحث عن عرض زائل من أعراض الدنيا، بشكل أوقع فيه ـ بجهل أو قصد ـ صورة ديننا في مطبات أهواء التفسير، وليّ أعناق النصوص، من أجل مصلحة شخصية، وتسبب في حالة من الفرقة والتشتت، كما في بعض البلدان الشقيقة.وربما جاء التأكيد مرة اخرى، في كلمات المليك وولي العهد، على استمرار نهج القيادة السعودية في «السير على منهجنا الوسطي المعتدل مستشعرين مسؤوليتنا ورسالتنا تجاه عالمنا الإسلامي والإنسانية أجمع».. بمثابة إيضاح قوي من أرض الحرمين الشريفين، التي شرفها الله بخدمة مليار ونصف المليار مسلم، بأن الإسلام الحقيقي يتجاوز المصلحة الشخصية، إلى مصلحة العباد، وأينما تكن مصالح الناس يكن شرع الله.مشكلة بعض الناس، أنهم يتجرأون على الله بالقول، وبالفعل، ويلجأون إلى التهييج والاستثارة، في وقت تكون الحكمة فيه، هي الأكثر إلحاحاً، وربما تكون بلادنا مرّت خلال عقود خلت، بمثل هذا الالتباس، الذي استغل الدين وأخرجه من تقواه المنشودة، ليلبسوه لباساً حاولوا الاختباء خلفه، لنشر أباطيلهم ومزاعمهم، ونجحوا في التغرير بالآلاف ليدفعوهم إلى التهلكة المريرة التي عادت وبالاً عبر التطرف والتضليل والعبث الخارج حتى عن أية معايير أخلاقية، ووضعوهم وقوداً في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.كلمة القائد وولي العهد.. تستحق أن تكون نبراساً للجميع، ودرساً ينبغي أن يفيق على إثره المغيبون عن الوعي، وقبل هذا وذاك، هي كلمة حق لا تبتغي سوى وجه الله، ومصلحة الدين ورفعة الأوطان. تذكر!!تذكر - ياسيدي-اننا نعجب أحياناً بمن يغسل وجهه عدة مرات في النهار ولا يغسل قلبه ولو مرة في السنة . وخزة..     اللهم هبنا رزقاً لا تعذبنا عليه.