محمد الوعيل

توسعة الحرمين.. والتأييد الإسلامي

لم يكن غريبًا هذا التأييد الإسلامي واسع النطاق للقرار السعودي المنطقي والواقعي، بخفض أعداد الحجيج والمعتمرين مؤقتًا، بسبب أعمال التوسعة الجارية على قدمٍ وساق في الحرمين الشريفين، ضمن خطةٍ مستقبليةٍ هائلةٍ تسعى لاستيعاب الزيادة المطردة في أعداد ضيوف الرحمن عامًا بعد عام. هذا التأييد الكبير، من كبار علماء الأمة، في أنحاء المعمورة، يعكس حجم التفهّم والثقة، في كل ما تقوم به المملكة بقيادة رائد نهضتها، عبدالله بن عبدالعزيز، من أجل صالح الدين والأمة، ويجعل من هذه الثقة الإسلامية تاجًا على رأس كل مواطن غيور على بلده ووطنه، كما أنه أيضًا إشارة واضحة، لا تقبل شكًا أو جدلًا، إلى المصداقية السعودية التي أصبحت سمةً وعلامة مهمة، تزيد من رصيد المملكة عربيًا وإقليميًا ودوليًا.. بحيث أصبح أي إجراءٍ سعودي محل اطمئنان الجميع، دون مزايدة ودون سعي لمصلحةٍ خاصةٍ أو ضيقة. أي مسلم من شتى بقاع الأرض يشهد بما تمّ إنجازه على أرض الحرمين الشريفين، وكل زائر أو معتمر أو حاج، يُقرُّ بأن هذه البلاد ـ حفظها الله من كل سوء ـ هي أرض الإسلام الأولى التي وهبها الله ـ عزّ وجل ـ هذا الشرف الكبير، وجعل من قيادتها وأبنائها وقود الخدمة والتفاني للبقاع المقدسة، والأمينين على أن تليق بالشرف الأعظم.. عبر التاريخ، إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها. ما نقوم به جميعًا لخدمة بيوت الله، وضيوف الرحمن، إنما هو جزء من الواجب الديني، والمهمة الأخلاقية التي نضطلع بها، عبر العصور، وهذا ما يشهد به التاريخ بكل أمانةٍ واستحقاق، لسنا في حاجةٍ لدعاية، ولسنا في حاجة لتبرير من أي نوع، لكنها وحدها الحقائق التي تنطق وتؤكد لكل أشقائنا وإخواننا في الدين والعقيدة والإنسانية، إننا فقط نحاول أن نكون على قدر التشريف الإلهي العظيم. كل ما نسعى إليه، هو إرضاء رب العباد عنا، والتفاني لخدمة من عانوا المشقة، في رحلة البحث عن المغفرة الكبرى، والطمأنينة في المناسك، والتيسير في الأداء، راجين فقط أن يتقبَّلنا الله، ويتقبّل صالح أعمالنا، دون أن ننتظر من أحد جزاءً ولا شكورًا. تذكر !!تذكر ـ يا سيِّدي ـ عندما تتظاهر كثيرًا بالكبرياء تبدو صغيرًا.وخزة ..قال لي أحدهم: أملك ذاكرة عظيمة للنسيان فما رأيك؟