كلمة اليوم

حزب الله.. ترويج بضاعة خاسرة

لا يزال حسن نصرالله أمين حزب الله اللبناني يستمر في تسويق بضاعة المقاومة المعطوبة الخاسرة على الرغم من علمه الأكيد أن الناس في العالمين العربي والإسلامي لم تعد تؤمن بهذه الوصفة الخادعة التي ظل حزب الله يروجها طوال سنين ويبني عليها قصوراً من رمال.وكان أمين حزب الله، طوال خطابه يوم أمس، يحاول أن يوحي بأن قرار القتال في القصير السورية هو قرار للحزب، وهذا يعني أن أمين حزب الله يستمر في إهانة ذكاء الناس في كل مكان، لأن الواقع الذي يراه ويعيشه الناس هو أن أمين حزب الله ليس بيده أي قرار لإعلان الحرب أو السلام، لأن قراره، ببساطة، بيد طهران. فهي التي تقرر متى يحارب حزب الله، وأين تتوجه بنادقه، ومتى يسالم ومن يسالم. والدليل أن أمين الحزب ضحى بكل شعبيته اللبنانية والعربية ونجوميته وهيبته وانصاع لأوامر طهران ليخوض في الأحوال الإيرانية وفتنها في العالمين العربي والاسلامي.والمفارقة أن أمين حزب الله يسخر من البلدان التي لا توجد بها انتخابات ولا ديمقراطية، على الرغم من أن حزب الله لم يأبه بمجلس النواب اللبناني ولا بالحكومة اللبنانية ولا بالدولة اللبنانية ورئيسها واتخذ قرارا فردياً بالقتال إلى جانب الأسد، وتوريط لبنان في مأزق لم يسع له اللبنانيون بما في ذلك كثير من حلفاء حزب الله أنفسهم، ولا تريده أغلبية اللبنانيين، إلى درجة أن لبنانيين شيعة وعرباً هاجموا حزب الله وأدانوا خطواته الانفرادية لخطف القرار اللبناني وإعلان الحرب باسم لبنان.وحزب الله قدر مشؤوم وبال على لبنان، فهو يعمل ويعامل باسم لبنان، ولكنه يتصرف بقرار إيراني. واللبنانيون هم الذين يدفعون ثمن النزوات الإيرانية في بلادهم، ففي عام 2006 ولأن إيران تود توجيه رسالة إلى الغرب شنت مجموعات حزب الله هجوماً على إسرائيل، فاصبح لبنان هو الضحية، وبذلت الحكومة اللبنانية والحكومات العربية جهوداً مضنية لإيقاف دمار لبنان، بينما كانت إيران تتفرج وحزب الله كان يحتفل ببطولات وهمية على جثث اللبنانيين ودمار بلادهم.وها هو الحزب ذاته يعيد الكرة مرة أخرى ويدخل لبنان في جحيم الحرب الأهلية في سوريا بقرار إيراني وبمهمة إيرانية هي إنقاذ الأسد حليف إيران ووكيلها. ثم يأتي أمين الحزب ويتحدث عن مقاومة إسرائيل في القصير. بينما جبهة الجولان على بعد عشرات الكيلومترات من القصير، ولم يجرؤ الحزب على التوجه إليها، لأن معركة طهران كانت في القصير وليست في الجولان. ولم يكن في الجولان أي معركة لا لإيران ولا لوكيلها نظام الأسد طوال 40 عاماً. لهذا السبب من المنطقي ألا يكون للحزب المقاوم أي معركة في الجولان.ومهما تمادى حزب الله في خداعه للأمة، فإن حقيقته مكشوفة حتى أمام أكثر الناس تعاطفا معه، وهو أنه ليس حزباً شيعياً بل حزباً إيرانياً يستعد لتصفية حسابات مع العرب بما فيهم الشيعة حينما يتجرأون على معارضة مؤامرات إيران وأهدافها. ويحتفي الحزب بمحبة كل من يوالي طهران ويبارك نهجها.