د سليمان العلويط

الصمت

"للصمت لغة لا يفهمها إلا قله" هكذا قيل، وأنا أقول: بل هو نعمة وميزة وقوة وسلاح،،، والصمت ليس جبناً بل هو قمة الشجاعة لأنك صامت أمام آخر يهاجمك لفظياً، يستفزك، يحاول جرك إلى محاكاته والرد عليه ليشعر نفسه انه الرابح ولكنك بصمتك قتلته وهو الخاسر ويعرف حجم خسارته، يريد تعويضها بربح يأتي من ردك علية. لغة الصمت هي عكس لغة الكلام وحينما تتعطل لغة الكلام تبدأ لغة الصمت تلك اللغة التي لا يعيها إلا أعقل العقلاء وأذكى الأذكياء،، فكم من الصمت جاء الفرج وتحقق المقصود،،، والصمت ليس هو السكوت والفرق هنا بسيط جداً،، فأنت تصمت ولكنك تستطيع الرد ولديك القدرة والمقدرة ولكنك آثرت عدم الرد،، أما السكوت فقد لا يكون لديك شيء تقوله أو فقدانك الحجة أو انك مقترف لخطأ ما وتعيه جيداً فأعلنت الاستسلام فالصمت ليس به استسلام والسكوت نوع من الاستسلام، وهذا تفسيري البسيط،، والصمت أقوى من السكوت.  الصمت لغة لا تحكى وهي متاحة لكل البشر وبكل الثقافات ولكن المطلوب هي مهارة القدرة على الصمت في الوقت المناسب لتكسب الجولة.... الصمت ليس عيباً، ليس هناك حرج من الصمت، سيفهمك القليل ولكن القليل هذا هم الصفوة ، هم الأخيار، هم الأذكياء، والأوسع أفقاً، هذا القليل يعرف أن بصمتك هذا ليس ضعفاً منك بل هو نوع من أسلحة الرد المدمر المهلك لمن عاداك،،، وكم من حصائد الألسن أورثت العواقب السيئة ، وكم من الصمت أوصلك لمبتغاك بأقل جهد ونفقة،،، والصمت لا يعني الاستسلام المطلق لكل شيء وتجاهل ما حولنا فهذا نوع من السلبية المقيتة وهذا ليس المطلوب، بل مقصدنا هو الصمت الحميد الذي يجنبك الضرر والمصائب.. وصمتنا عن سفاسف الأمور محمود وصمتنا عن الحق مذموم،، والصمت لا يكلفك شيء فهو فيك وبك و لك،،، وعليك البدء بتفعيله بداخلك وان لم تكن قد بدأت فابدأ الآن فهو مفيد ومفيد.