محمد البكر

سواليف

يبدو أن من قال إن كلام الليل يمحوه النهار ، لم يكن دقيقا فيما قاله ، أو أنه كان يقصد بلدا غير بلدنا ومسئولين غير مسئولينا. الكلام عندنا لا يحتاج إلى ليل كي يمحوه ، فالمسئول يمكنه لحس كلامه من لحظة خروجه من القاعة التي أطلق فيها وعوده. ثم إن الناس قد تعودوا على ذلك ، فلم يعودوا مقتنعين بالوعود أو التصريحات التي تخرج من أفواه المسئولين . ولعلنا نتذكر كلام العديد من مسئولي الجهات الحكومية المعنية بعد حادث انفجار شاحنة الوقود بالرياض والتسرب الغازي في الصناعية الأولى بالدمام . حينها خرج أكثر من مسئول ليقول إن شركة الغاز ستنقل محطتها خلال ستة أشهر ، وأن عددا من المصانع التي تشكل خطورة على الناس في الدمام والخبر ، سوف تغلق أو تنقل لمناطق بعيدة خارج النطاق العمراني . بعد تلك التصاريح التقيت بعدد من رجال الأعمال ممن لهم علاقة بتلك المصانع وقد تفاجأت بأنهم  متأكدون وواثقون آنذاك بأن تلك الوعود ليست إلا لتهدئة الرأي العام بعد تلك الضجة ، وأن المصانع لن تنقل ولن يتغير منها شيء . وبالطبع أنتم تعلمون نهاية الحكاية فلن تنقل شركة الغاز ولن تغلق المصانع أبوابها . الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحدث هو تشكيل لجنة لا تهش ولا تنش .ولكم تحياتي