حمد الباهلي

تمكين المرأة أم تمكين الجهل

في المجتمعات الدينية، وهي تلك المجتمعات التي تمثل المرجعية الدينية حيزاً يزيد عن المجتمعات الأخرى المشابهة له من حيث درجة التقدم يجري استدعاء الدين كشاهد على صحة أو خطأ هذا المشروع الاجتماعي او ذاك. اسبانيا تعتبر في رأي حلفائها الأوروبيين دولة كاثوليكية مقارنةً بفرنسا أو المانيا. مع ذلك، ولأن اسبانيا دولة ديمقراطية وعضو في الإتحاد الأوروبي، تتقدم الحرية على المشاعر فيحدث أن تكون قضية الإجهاض مثلا مكروهة في اسبانيا وجدانياً لكنها قانوناً وممارسة متقدمة على فرنسا والمانيا. المرأة في هذه البلدان المسيحية دفعت اثمانا باهظة للوصول إلى ما وصلت إليه اليوم من حقوق لا تزال ناقصة لكنها لا تقارن بالأوضاع البائسة التي لا تزال تعيشها المرأة في البلدان النامية. بعد إفلاس الكنيسة في فرض التفرقة بين الجنسين بناءً على المرجعية المسيحية التقليدية، انتقل المدافعون عن التفرقة العنصرية إلى اللجوء إلى العلوم الطبيعية ومحاولة الاستناد إلى الفوارق الواضحة بين الرجل والمرأة بيولوجيا ونفسياً للوصول إلى القول بأنه مادامت هذه الفروق معترفا بها من الجميع ليس فقط كخلق إلهي بل كحقائق علمية، فإذا المساواة بين الرجل والمرأة افتراء على الله وعلى العلم بل وعلى الواقع. يبدو اننا في البلدانديننا الإسلامي جاء ليحقق المعادله بين العقل والإيمان بما يسعد الإنسان في الدنيا والآخرة.  أما من يبغونها عوجا تحت أي ذريعة، فقد جاء القرآن الكريم والأحاديث الشريفة الصحيحة وبلغة يفهمها المسلم الصادق البسيط مفادها أن الإسلام خير وسلام للإنسان رجلاً كان أو امرأة بغض النظر عن (ميزاته) الخلقية.النامية لا نزال في هذه المرحلة المنقرضة في العالم المتقدم. تقول الداعية والأكاديمية السعودية المرموقة في مقالها الأخير (المساواة التي تنادي بإلغاء كل الفوارق (لاحظ كل) بين الرجل والمرأة غير مقبولة علمياً ولا عملياً. العلم والواقع يؤكدان أن المرأة تختلف عن الرجل في كل (لاحظ كل) من الصورة والسمة والأعضاء الخارجية إلى خلايا الجسم البروتينية ويختلفان في الوظائف العضوية والنواحي النفسية، فكيف (وهذا هو المهم) يساوى بينهما في الحقوق والواجبات؟) هذا يعني ببساطة أن من يطالبون بالمساواة بين الرجل والمرأة لا يعترفون بوجود فرق بيولوجي بين الرجل والمرأة؟ من هو الإنسان العاقل الذي يقول ذلك؟ ليس مهماً ذلك في خطاب التضليل ،المهم تمكين الجهل بالقول ، ما دامت المرأة مختلفة بيولوجيا عن الرجل فهي مختلفة في مجال الحقوق والواجبات وهذا هو مربط الفرس لأن الدليل (علمي) الخلق - بتسكين اللام مختلف إذاً الحقوق والواجبات مختلفة. هذا الخطاب البائس والقائم على بناء صورة لخصم ضعيف الحجة ومن ثم (هزيمته) خطاب تجاوزته المسيحية المعاصرة واستبدلته بخطاب لا ينكر العقل ولا يضحي بالدين. اليوم يجري الحديث عن علماء لاهوتيين (ملحدين) في نظر كنائس القرون الوسطى وبعض الكنائس المتشددة. الأكثرية الساحقة من الأوربيين يقولون انهم مسيحيون لكنهم لا يذهبون للكنائس ولا يعملون ضدها. ديننا الإسلامي جاء ليحقق المعادله بين العقل والإيمان بما يسعد الإنسان في الدنيا والآخرة. أما من يبغونها عوجا تحت أي ذريعة، فقد جاء القرآن الكريم والأحاديث الشريفة الصحيحة وبلغة يفهمها المسلم الصادق البسيط مفادها أن الإسلام خير وسلام للإنسان رجلاً كان أو امرأة بغض النظر عن (ميزاته) الخلقية.