اليوم- الدمام

«وداعا بابل» كتاب يتناول أصحاب المواهب الاستثنائية في تعلم اللغات

يتحدث سكان العالم اليوم 6000 لغة تمثل لغاتهم الأم، الكثير منها لغات لا يعرفها إلا القليل، أما الملايين من الناس فيتوزعون بين 273 لغة، منها 12 لغة يتحدث بها ثلاثة أرباع سكان العالم؛ «فكم لغة يستطيع الإنسان الواحد أن يتعلمها؟!»للإجابة على هذا التساؤل المهم، ندخل عالم «متعددي اللغات المفرطين». في رحلة ممتعة بين دفتي كتاب (وداعًا بابل، البحث عن متعلمي اللغة الأكثر موهبة في العالم)  لمايكل إيرارد.وترجمة بندر الحربي- والذي صدر عن الدار العربية للعلوم.   يتيح المترجمُ للقارئ - من خلال ترجمة واضحة للكتاب تجمع بين جمال الأسلوب وتسلسل الأفكار والعناية بانتقاء المفردات- التعرف على أبعاد هذا الموضوع العلمي المهم والجديد في مجاله. فنتعرف على مشاهير اللغة في تعدد اللغات، في رحلة عبر الأماكن والأزمنة بدءًا بـ جوزيبي ميزوفانتي أسطورة بولونيا، الذي ينسب إليه معرفته بأكثر من 45 لغة، وريتشارد برتون، الذي كان يتحدث 29 لغة في وقت واحد، وذلك الجد الصقلي ذي السبعين لغة، والنيوزليندي هارولد وليامز 58 لغة، والإسكوتلندي جورج كامبل الذي يستطيع التحدث والكتابة بطلاقة بـ 44 لغة على الأقل، وجورج ساوروين، الألماني الذي يستطيع القراءة والكتابة ب26 لغة. إلى جانب أسماء أخرى لامعة أشار الكتاب إلى جوانب من حياتهم.  وقد تعرض الكتاب إلى موضوعات شيقة شائكة فيما يختص بتعدد اللغات، من منظور يجمع بين العلم والفلسفة والأدب في قالب نثري رائع؛ فقد تناول: الأسس الوراثية المرتبطة بالقدرة على تعلم اللغات، خصوصًا وراثة اضطرابات اللغة، وهل هناك اختلاف في تركيبة دماغ متعدد اللغات المفرط يميزه عن غيره؟ ولماذا معظم مشاهير تعلم اللغة، ومتعددي اللغات ومهووسي اللغة من الرجال؟ وما هي العلاقة بين القدرة على تعلم اللغات واستخدام اليد اليسرى أو كلتا اليدين ، وصعوبات التعلم، والموهبة في الموسيقى، والفن، والرياضيات. كما تطرق الكتاب إلى النظرية الفطرية التي تقول إن جميع أدمغة الأطفال مجهزة بقواعد لغوية أولية شاملة قابلة لتعلم كل اللغات بشرط إتاحة الوقت الكافي لها وتنشيطها.  كما يبحث العلاقة بين الاستعداد اللغوي والطبقة الاجتماعية والاقتصادية، والعرق، والسلالة. والعلاقة بين تعلم اللغات والقومية والاعتزاز بالانتماء إلى بلد بعينه. كما أبرز الكتاب أهمية شبكة الإنترنت بما تموج به من مدونات ومواقع متخصصة ومحركات بحث، وموقع (يوتيوب)، ودورها في التواصل بين متعددي اللغات والراغبين في تعلم اللغات.