د. أمل عبدالله الطعيمي

شهادات للبيع

كتبت ( عائشة عمر فلاته) في أحد المواقع الإلكترونية مقالاً تدافع فيه بحماس شديد عن حاملي الشهادات الوهمية التي كشفت مؤخرا عن مجموعة من السيدات والسادة الذين حصلوا على تلك الشهادات وهم في قواهم العقلية ومع سبق الإصرار على نيل شهادة يزينون بها أوراق السير الذاتية لهم والتي يتقدمون بها لكل من يريد أن يتعامل معهم. بعض أولئك اعترف بذلك وأقر وأبدى ندمه وأعرض عنها وبعضهم مازال يدافع وهناك من يدافع عنه أيضاً بأسلوب غريب فيه  من الخلط شيء كثير كأسلوب السيدة عائشة فلاته التي راحت تتحدث عن التعليم الإلكتروني وشهاداته وكأنها لا تعرف الفرق بين التعلم الإلكتروني المعترف والموثق والذي يقضي فيه طالب العلم سنوات دراسية كاملة وبمناهج علمية متعددة تؤهله في التخصص الذي يرغب به. والتعلم الإلكتروني منه ما تطبقه جامعاتنا حالياً للطلبة المنتسبين لها داخل المملكة وخارجها ومنه التعلم الإلكتروني الذي أطلقته الجامعة الإلكترونية السعودية وهي مؤسسة علمية قائمة بذاتها لها ما للجامعات الأخرى وعليها ما عليهم ويتخرج طلابها مثل طلبة الانتظام.هنا حق لنا أن نستنكر ما حدث من النوعين ونستنكر جرأة بعضنا في الدفاع عنهم وتفسير فعل من شهروا بهم بأنهم من الحاقدين المغرضين. واعيباه ألهذا المستوى وصل بنا الحال في الدفاع عن الباطل. بقي أن تفعل الدولة دورها في متابعة هؤلاء ومصادر شهاداتهم الوهمية.أما تلك الشهادات الإلكترونية التي تشير إليها فكثير منها وهمي بمعنى أنها تمنح الطالب تلك الشهادة بناء على ما يشبه (لعب العيال). دخلت إحداهن إلى مركز من المراكز التدريبية لغرض ما وفوجئت بالموظف يعرض عليها فكرة اكمال دراستها للماجستير والدكتوراة فقالت كيف قال: انت تحملين البكالوريوس ولديك شهادات دورات تدريبية متعددة إدارية وعلمية فلم يتبق لك سوى بضعة برامج تنهينها معنا وتحصلين على الماجستير. تلك البرامج التي عرضها ليست لها صلة بالتخصص الذي عرضه عليها ولن تجهد بإعداد بحث ولا حتى دراسة تخصصية مكثفة تؤهلها للحصول على تلك الشهادة. فرفضت لأنها بخبرتها وكفاءتها كانت تدير مقر عمل متميز وأدارت قبله كثيرا من الأعمال. رفضتها لأنها لا تريد اسماً تزين به جهودها التي يظهرها العمل وليس الشهادة. رفضتها لأنها تثق بذاتها وقدراتها وليست بحاجه لمجرد صفة حاملة ماجستير أو دكتوراة.وهنا يكمن السبب الذي من أجله تدافع بعضهم للحصول على ذلك الغلاف العلمي الذي كشف مؤخراً وأظهر عورات فكرية وقناعات سلبية عند من وافقوا على ذلك الإغراء وصار لديهم شهادة علمية استلموها دون استحقاق لها. والذين فعلوا ذلك بناء على الأسماء التي انتشرت نوعين. بعضهم أصحاب مكانة عالية ومميزة ثقافياً وعملياً وليسوا بحاجة لتلك الشهادة ولكنهم وقعوا في الفخ لأنهم ممن يؤمنون بالتباهي وقيمته في مجتمعنا فأرادوا أن يضيفوا لقدراتهم ما يؤهلهم لذلك التباهي وهذه نقطة ضعف قوية في شخصياتهم. والنوع الثاني هم الذين لا يملكون شيئاً في الأصل فهم كالطبول الجوفاء ولكنهم أوتوا قدرات لسانية غريبة جعلتهم يؤثرون كثيراً ويبرزون بطريقة مخجلة في حقهم وحق المجتمع الذي ساندهم رغم ضعف امكانياتهم الظاهرة وهؤلاء يعتبرون حصولهم على تلك الشهادات فوزاً عظيماً يساند قدراتهم اللسانية ويفتح لهم الأبواب المغلقة.. دون خجل منهم أو دراية ممن يتعامل منهم.. وهنا حق لنا أن نستنكر ما حدث من النوعين ونستنكر جرأة بعضنا في الدفاع عنهم وتفسير فعل من شهروا بهم بأنهم من الحاقدين المغرضين. واعيباه ألهذا المستوى وصل بنا الحال في الدفاع عن الباطل. بقي أن تفعل الدولة دورها في متابعة هؤلاء ومصادر شهاداتهم الوهمية.