محمد عبدالواحد

على البحرين !!

** أهل البحرين.. أناس طيبون.. وادعون.. مسالمون.. قلوبهم صافية لا تكره أحداً ولا تعادي أحداً..** المرة الاولى التي زرت فيها البحرين كانت في دورة الخليج الاولى لكرة القدم.. والمرة الثانية كانت مع الملك الصالح تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته الملك خالد بن عبدالعزيز الذي كان أبا رحيما لكل شعوب الخليج.. وملاذا آمنا لكل الشعوب العربية والاسلامية كعادة ملوك هذه البلاد.** أما في المرة الثالثة والأخيرة.. فكانت قبل ثلاث سنوات مع أخي الصديق محمد الوعيل الذي عبر بي الجسر بلا روتين ولا قيود ولا حدود.. وكانت زيارة لمهمة عمل في اتحاد الصحافة الخليجية لمدة ساعات.

بقي ما اود ان اقوله عن اهلنا الاحباء في البحرين الذين غنى لهم الموسيقار السعودي غازي علي قبل خمسين عاما اغنيته الشهيرة على البحرين.. انهم اكثر شعوب الارض ثقافة ومودة ورحمة.. وخلقا.. وليس من طبيعة اهل البحرين الفرقة والفتنة.

** ولكني أود أن أعود بذاكرتي الى ما قبل اكثر من خمسة وثلاثين عاما عندما رأيت اول بحريني في مدينة اكسفورد.. كان هو يدرس الطب وكنت انا احاول ان ادرس لغة قوم لا احبهم ولكي أأمن شرهم.. وفي كلتا الحالتين لم اتعلم شيئا.. وقد عدت ادراجي بعد عام لأعود بعدها مباشرة الى بلاد الانجليز موظفا في الملحقية الثقافية..** المهم ان «جاسم» طالب الطب البحريني.. كان من اكثر الشباب العرب ثقافة.. واطلاعا ووعيا.. وكان مسالما ولا يحب الحديث في السياسة وكان العديد من القوميين العرب يمارسون فحولتهم اللغوية في «الها يد بارك» في ايام الاحد.واذكر ان جاسم قد استلقى على الارض من فرط الضحك.. عندما القيت خطابي الشهير والوحيد باللغة العربية في الها يد بارك.. والذي لم يفهمه الانجليز.. وعندما سألوا جاسم – ماذا يقول رفيقك هذا  قال لهم انه يلقي خطابا عن قضية فلسطين.. فهزوا رؤوسهم ساخرين وانصرفوا.. وبقيت – أرعد وأزبد – وأرفع صوتي لكي يسمعني اولئك الذين هربوا.. المهم انني لم اخيب حدس ووعي المفكر والكاتب السعودي عبدالله القصيمي.. الذي الف كتابا بعنوان: (العرب ظاهرة صوتية) وقد كان محقاً -.** اما المرة الثانية التي تعرفت فيها على شيخ بحريني فكانت في مدينة «شنقماي» في تايلند وقريبا من الحدود مع «بورما» وهي ليست شنقهاي الصينية وكانت غرفة الشيخ صديق – الذي لا تفارق عمامته السوداء رأسه قريبا من غرفتي.. وقد ارتبت فيه في البدء وتحاشيت التحدث اليه او الاقتراب منه.. فأنا لا افقه في تلك الامور التي يتحدث مشايخ الشيعة عنها.. ولكن عمنا صديق استمر يدعوني لشرب القهوة العربية في جناحه الذي لا تنقطع منه رائحة البخور – العود – والقهوة.. وعندما لبيت دعوته – رأيت رجلا كريما في تعامله وأخلاقة وثقافته ولا يحب الحديث في الناس أو الطائفية.** بقي ما اود ان اقوله عن اهلنا الاحباء في البحرين الذين غنى لهم الموسيقار السعودي غازي علي قبل خمسين عاما اغنيته الشهيرة على البحرين.. انهم اكثر شعوب الارض ثقافة ومودة ورحمة.. وخلقا.. وليس من طبيعة اهل البحرين الفرقة والفتنة وقد عاشت البحرين وعلى مدى العصور متصالحة مع نفسها ومع غيرها وهذا الشعب الطيب المسالم الذي تقام على ارضه دورة الخليج 21 – لن تختلف حبا وترحابا وإخاء عن تلك الدورة الاولى التي اقيمت على ارضه قبل اكثر من ثلاثين عاما.. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجنب اهلنا واحبابنا في البحرين شر الفتن انه سميع مجيب..