وليد الهلال

مجالس الشابات والشباب.. دفة قيادة كاملة !

تمثل فئة الشباب من الجنسين السواد الأعظم من تعداد سكان العالم العربي الذي تعد المملكة جزءاً منه، اذ تمثل الفئة العمرية الشابة التي تنحصر أعمارهم ما بين 15- 24 ما يزيد على نسبة 20% من تعداد سكان المملكة، فيما تزيد هذه النسبة إلى 50% تقريباً في الفئة العمرية التي تنحصر اعمارهم ما بين 10 – 29 عاماً، وهي نسبة عالية جداً بمعايير منظمة اليونسكو التي تؤكد مراراً على أن غالبية سكان العالم الثالث هم من فئة الشباب، وهي ميزة نوعية ذات أهمية اقتصادية وتنموية كبرى، اذ تعد فئة الشباب من أغلى وأنفس الثروات على الاطلاق متى ما تم الاعتناء بها وتوفير فرص المعيشة والنمو العصرية الأساسية لها من صحة وتعليم وفرص عمل وقنوات استيعاب وتفاعل عصرية فاعلة غير تقليدية سواء من قبل مؤسسات الدولة الرسمية أو من قبل مؤسسات القطاع الخاص.

لذا تعد خطوة تأسيس وإطلاق مجالس الشباب والشابات (الفتيات) بالمنطقة الشرقية ومحافظاتها ! التي تم الاعلان عنها مؤخراً من المبادرات الايجابية الواعدة التي من المؤمل تشكيلها واطلاقها بافضل الاساليب الإدارية والتنظيمية المتسقة مع تطلعات واهتمامات ورغبات الشباب والشابات. نرجو ان تتحول تلك المبادرة في غضون السنوات القليلة القادمة إلى حاضنة إبداع وتواصل غير تقليدية تنضح بروح الشباب والعصرية والانطلاق نحو المستقبل بفكر منفتح وحرية مسؤولة لتنفيذ مشاريع ومبادرات شبابية خلاقة وجريئة تلامس واقعهم الشبابي وتتفاعل معه بحثاً عن الحلول الابتكارية بتبني أساليب عمل ورؤى ومواقف شبابية مفعمة بحس المغامرة المحسوبة والرغبة في تحقيق الأفضل لمجتمعهم ولأنفسهم على حد سواء. تعد خطوة تأسيس وإطلاق مجالس الشباب والشابات (الفتيات) بالمنطقة الشرقية ومحافظاتها ! التي تم الاعلان عنها مؤخراً من المبادرات الايجابية الواعدة التي من المؤمل تشكيلها واطلاقها بافضل الاساليب الإدارية والتنظيمية المتسقة مع تطلعات واهتمامات ورغبات الشباب والشابات.إلا انه تجدر الاشارة إلى انه لن يكون بالامكان تحقيق تلك الأهداف المرجوة المثلى إلا من خلال أولاً الحرص مبكراً على صياغة اللوائح التنظيمية لتلك المجالس بأسلوب شبابي قح يحاكى جيل الفيسبوك والتويتر وبرامج التواصل الاجتماعي الأخرى والتقليعات الشبابية المهضومة سواء في المأكل أو المشرب او الملبس أو حتى أسلوب الحياة برمته. ثانياً لا يحبذ ان تحتوي اللوائح التنظيمية لتلك المجالس الكثير من متطلبات الموافقة والاعتماد وكأنها مجلس إدارة جهة حكومية اعتيادية. فالاسلوب الأمثل لصياغة تلك الانظمة هو إتاحة الفرصة كاملة للشباب والشابات انفسهم لصياغة الانظمة واللوائح التي ستنظم عملهم بالاستعانة بالتجارب الناجحة للمجالس والجمعيات الشبابية سواء على مستوى العالم العربي أو الدولي ما يضمن ابتعاد تلك اللوائح عن الوصاية الادارية التقليدية الهرمة كلية وتبنيها آخر الممارسات الإدارية الحديثة الشبابية المعمول بها في المؤسسات الشبابية الناجحة والمؤثرة تلك. رابعاً من المفروض اسداء دفة قيادة تلك المجالس للشباب والشابات انفسهم من القمة حتى القاعدة مع إشراف بسيط جداً من مجلس استشاري يعين ايضاً من فئة الشباب. الشباب والشابات في وقتنا الحالي في حالة حركة وتحول دائم وسريع جداً تبعاً لنمط الحياة السريع الذي يتبعونه داخل مجتمعهم الذي يمثلون جزءاً مهماً مؤثراً من مكوناته وتوجهاته الحالية والمستقبلية.  وهذا يؤشر إلى ان فرضية نجاح أو فشل تلك المجالس سيقاس بمدى اقتناع وتفاعل فئة الشباب والشابات الذين تم اختيارهم للانضمام في عضوية المجالس مع انشطة وفعاليات ومشاريع ومبادرات هذه المجالس ورغبتهم الصادقة الطوعية، في تطويرها ونشر فوائدها وتأثيراتها الايجابية لتصل إلى شريحة اكبر من شباب وشابات المجتمع سواء في المدرسة او الجامعة أو حتى في مجال العمل الرسمي او التطوعي.