اليوم

يد مملكة الخير تغيث ضحايا الطغاة

تواصل المملكة مد يدها الخيرة وتسيير الجسور الجوية والبرية المحملة بالمساعدات الإغاثية لأشقائنا السوريين الذين لجأوا إلى الأردن وتركيا هربا من شرور الطغاة وجحيمهم، إذ ابتلي السوريون الكرام، سكان شام الخير والعطاء، بحكام بغي وميلشيات موت وحقد خيرتهم بين أن تهدم بيوتهم عليهم بفعل الصواريخ وقاذفات القنابل والمدافع أو تشريدهم من منازلهم ومدنهم وأرضهم، وتحويلهم إلى لاجئين يطلبون القوت والعون والمساعدة من الآخرين، فلبت مملكة الخير والشهامة، النداء وسيرت قوافل الإغاثة براً وجواً إلى مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا ولبنان، وفاء بواجب الاخوة والتزاماً بروابط العروبة والإسلام، وتنفيذا لتعليمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي آلمه أن تلتهم آلة البغي الغشومة سوريا وأن يتشرد السوريون في منافي الأرض.

 وكانت سوريا وشعبها يحظيان برعاية خاصة من مليك العروبة والنخوة، وحينما بدأت الأحداث والاحتجاجات وقسوة النظام تتصاعد في سوريا، توقع خادم الحرمين الشريفين اتجاه الأحداث وعواقب آلة القتل التي أطلق عنانها النظام ضد مواطنين عزل. وخادم الحرمين الشريفين هو أول زعيم عربي توقع ما ستفعله آلة القتل الأسدية بسوريا وبادر بمناشدة حكام سوريا أن يجنحوا إلى السلم وأن يبدأوا برامج الاصلاحات وأن يستمعوا إلى أصوات السوريين ويستجيبوا لآمالهم بوقف الهجمة الدموية، وبدء اجراءات من شأنها أن تقدم لحكم رشيد في سوريا. وحذر خادم الحرمين الشريفين آنذاك، مما وصلت له الأزمة في سوريا اليوم، إن استمر النظام السوري بحلوله الدموية، أو تلكوئه بشأن تنفيذ وعوده بالإصلاح.ولكن النظام في سوريا، أرهف السمع للقوى الخارجية، التي لا يعنيها دمار سوريا بشيء، ولا مصير السوريين ولا مصير النظام السوري نفسه، لو لم يكن يخدم مصالحها واستراتيجياتها، فزينت له سوء العمل وشجعته على المضي قدماً بالحلول الدموية والمقامرة بمصير سوريا، فأصبحت سوريا الآن دار حرب ودمار وموتى ومصابين ولاجئين، كما أصبحت لعبة في طاولات المقامرات السياسية، وكرة يتقاذفها اللاعبون والمستفيدون والحاقدون والانتهازيون. وأصبح النظام السوري نفسه ورقة في ايدي اللاعبين وتحول من مصدر للقرارات إلى منفذ للتعليمات التي تأتيه من موسكو وطهران اللتين تستخدمان سوريا لتمرير مواقفهما ومصالحهما الخاصة، وفي صراعهما مع القوى الأخرى، في ملفات أخرى لا علاقة لسوريا بها، مثل الملف النووي الإيراني والعقوبات الاقتصادية الدولية ضد إيران والخلافات على مظلات الصواريخ في أوروبا وخلافات أخرى بين موسكو وواشنطن. وأصبح لزاما على البلدان العربية أن تساعد الشعب السوري على الصبر على البلاء إلى أن يبزغ الفجر الجديد، لهذا تقدم المملكة كل ما يمكنها لتعزيز الشعب السوري وإغاثة اللاجئين وتقديم الخدمات الضرورية لهم حتى عودتهم إلى بلادهم أحراراً مكرمين بعد أن ينتصر الحق ويحقق الشعب السوري جائزة البسالة والبطولات التي حققها، والصمود الذي أبداه.