رويترز -لندن

لندن تستضيف ثالث دورة أولمبية في ظل كواليس حافلة بالمشكلات

تستضيف لندن وهي مدينة عريقة تفاخر بمسارحها ومهرجاناتها ثالث دورة اولمبية صيفية في ظل كواليس حافلة بالمشكلات، مما ادى للتقليل من حجم الإثارة والتوقعات قبل انطلاق اكبر حدث رياضي في العالم. وعقب 24 ساعة من حالة النشوة التي سادت البلاد حين ضمنت لندن شرف استضافة دورة الالعاب الاولمبية في عام 2005 خلال تصويت في سنغافورة خيم الذعر والرعب على العاصمة البريطانية عندما قتل 52 راكبا في اربع تفجيرات انتحارية.وبالتالي فإن النسخة الثلاثين من الاولمبياد الحديثة والتي ستفتتح في الاستاد الاولمبي في شرق لندن  بعد غد  الجمعة   ستشهد اكبر عملية امنية لبريطانيا في وقت السلم والتي أدت للضغط بشدة على ميزانية البلاد في ظل ظروف اقتصادية صعبة. كما يشكل نظام النقل المتداعي في لندن والذي انتقده مفتشون تابعون للجنة الاولمبية الدولية باعتباره «عتيقا في اغلبه» عقب إدراج اسم المدينة في قائمة مختصرة للمدن المرشحة للمنافسة على استضافة الدورة الاولمبية مشكلة اخرى تواجه المدينة.«الرياضة باتت اشبه بمشهد عالمي مربح تتلاشى فيه حواجز الزمن والمسافات مع كثرة القنوات والمواقع الرياضية الناقلة»كما يعد المناخ البريطاني غير المتوقع خلال فصل الصيف والذي يحفل بالغيوم الرتيبة والامطار الغزيرة مشكلة اخرى.وفيما يتعلق بالجانب الايجابي اشار تقرير مؤسسة ايشيا-باسيفيك، إلى ان بريطانيا «تمتلك سجلا ناجحا للغاية» في استضافة الاحداث الرياضية الكبرى وهي النقطة التي اكد عليها سيباستيان كو رئيس اللجنة المنظمة لاولمبياد لندن. واقامت لندن دورة الالعاب الاولمبية عام 1908 في ذروة العصر الذهبي للملك ادوارد عندما كانت بريطانيا تحكم اغلب مناطق العالم. وفي عام 1948 استضافت لندن الاولمبياد وهي عبارة عن مدينة دمرها القصف إبان فترة الحرب وذلك في اطار دولة منهكة على الصعيدين النفسي والبدني وعلى كاهلها عبء دين قياسي.وفيما يعد اشبه بالاتصال بالماضي تم وضع المجمع الاولمبي في منطقة من لندن عانت بشدة من قصف عنيف خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك كجزء من برنامج اعادة الإحياء الاقتصادي.وتمتلك بريطانيا تاريخا رياضيا فريدا ينبع من فترة مذهلة خلال العصر الفيكتوري الذي عاشته بريطانيا، حيث تم بالفعل صياغة او تصنيف اغلب قواعد الرياضات التي تمارس الآن على مستوى العالم. وتبدو لندن في السنوات الاولى من القرن العشرين مدينة متعددة الثقافات ذات مذاق عالمي كما ان الرياضة باتت اشبه بمشهد عالمي مربح تتلاشى فيه حواجز الزمن والمسافات مع كثرة القنوات والمواقع الرياضية الناقلة. وقد ينجم عن هذا المزيج بداية رائعة للاولمبياد مع حفل الافتتاح الذي سيقام  بعد غد  الجمعة  عندما تتركز انظار العالم على العاصمة البريطانية.