يوسف شغري – الدمام

«ظلال الصاعقة»رصد للظلال الاجتماعية و الإنسانية

من خلال عدد من الشخصيات الرئيسة، يرصد الروائي سعد أحمد ضيف الله تأثير الانهيار الكبير في سوق الأسهم في المملكة عام 2006 على الناس و الفئات الاجتماعية التي تورطت في سوق الأسهم و الرغبة في الإثراء السريع و ذلك من خلال خمس شخصيات هم أبطال روايته « ظلال الصاعقة « . و» الصاعقة « هنا هي اسم المجموعة الاقتصادية التي شكلها « عصام « . و هي مكونة بالإضافة لعصام من رمزي و دخيل و بدر و سند.

و تفتتح الرواية من نهاية الحدث، بعد حدوث الانهيار الكبير في سوق الأسهم ، في فيلا رمزي ، في يوم من تلك الأيام مع زوجته ، يسود جو من العبوس و الترقب ، و يبدأ رمزي بالتذكر في « فلاش باك «يعرض للشخصيات و حالتهم إثر الانهيار.. و تقو م الرواية أصلاً باتباع هذا الأثر المدمر على الشخصيات التي تمثل المجتمع السعودي و تأثره بما حصل.  و بلغة رهيفة  غنية ، يرسم الكاتب شخصياته حتى تكاد تلمسهم من لحم و دم و مشاعر. و لا نرى من خلال ذلك صوت الكاتب بقدر ما نسمع أصوات الشخصيات و هي تتحدث عن نفسها أو عن الشخصيات الأخرى من خلال علاقتها بها. «. ففي مقدمة الرواية، يتحدث رمزي مستعرضاً أثر الانهيار على مجموعة « الصاعقة « و عن الظلال التي تركها انهيار سوق الأسهم الكبير على أفرادها : عصام ، قائد المجموعة يصاب بالشلل الدماغي  ، و دخيل يهيم على وجهه فاقداً عقله ليجدوه مسنداً ظهره إلى جدار قرب القمامة!!، و بدر يصرع من جراء المفاجأة.. و سند يقطع علاقته بكل من يعرفهم ، بعد أن يصاب بالايدز و بعد أن يفلس، و يصيبه الصمت، فيزهد في الدنيا.« ظلال الصاعقة» ، الرواية الأولى للروائي سعد أحمد ضيف الله ، تؤكد ميلاد روائي سعودي هامّ ضمن هذه الفورة العارمة من كتاب الرواية في الساحة الأدبية السعودية.