فهد الخالدي

الجهات الخيرية .. مساعدات أم تمكين؟

العمل الخيري في الفترة الماضية ساهم بفعالية - ولا يزال - في دعم جهود الدولة الهادفة إلى تحقيق الحياة الكريمة للمواطنين جميعاً، ولقي ذلك اهتماماً كبيراً من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ـ يحفظهم الله ـ. الذين كانت لهم مبادرات عديدة بهذا المجال في مقدمتها مشروع الملك عبدالله لوالديه للإسكان التنموي، ومشروع إسكان النازحين في منطقة جازان، وغيرهما من المبادرات تجاه الفئات المحتاجة. وفي المنطقة الشرقية يجد هذا العمل أيضاً عناية خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ، الذي يحرص شخصياً على متابعة أعمال المؤسسات والجمعيات الخيرية في المنطقة تأتي في طليعتها جمعية البر بالمنطقة الشرقية التي يرأس سموه مجلس إدارتها تأكيداً على اهتمامه بهذه الجهة وبالجهات الخيرية بشكل عام.من ضرورة التحول نحو التنمية الاجتماعية لأبناء وفتيات الأسر المحتاجة بالتدريب والتنمية المهنية التي تمكنهم من ممارسة مهن تتناسب مع قدراتهم وتفتح لهم فرص العمل والتوظيف في مؤسسات القطاعين العام والخاص، أو يصبحون من خلالها قادرين على إنشاء مشاريعهم الخاصة مهما كانت بدايتها متواضعة أو صغيرة الحجم، وقد نظمت الجمعية مؤخراً اللقاء السنوي الحادي عشر للجهات الخيرية، الذي اصدر عددا من التوصيات كان أبرزها التوجه نحو تمكين الأسر المستفيدة من مساعدات الجمعيات الخيرية من الاعتماد على الذات بدلاً من الاستمرار بانتظار المساعدات من الغير، وهذا يتفق مع ما دعوت إليه في إحدى مقالاتي السابقة - التي نشرت بتاريخ 2/2/2012، وعنوانها «وصفة عاجلة للعمل الخيري» -؛ من ضرورة التحول نحو التنمية الاجتماعية لأبناء وفتيات الأسر المحتاجة بالتدريب والتنمية المهنية التي تمكنهم من ممارسة مهن تتناسب مع قدراتهم وتفتح لهم فرص العمل والتوظيف في مؤسسات القطاعين العام والخاص، أو يصبحون من خلالها قادرين على إنشاء مشاريعهم الخاصة مهما كانت بدايتها متواضعة أو صغيرة الحجم، كما دعوت إلى تمويل هذه المشاريع الصغيرة تشجيعاً لهذه الفئة على كسب أقواتهم بعمل أيديهم، وقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم «أي الكسب أفضل؟» قال: «عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور»، كما يقول صلوات الله وسلامه عليه: «لأن يحتطب أحدكم على ظهره خير من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه». إذا كان اللقاء السنوي الحادي عشر قد أكد على هذه الثقافة وعنيت توصياته بهذا التوجه عناية خاصة فإنه يكون بذلك قد حقق فعلاً أهدافه المعلنة التي تتفق مع التوجه العالمي للمسؤولية الاجتماعية ودورها في تنمية الأسر والأفراد وتطور العمل الخيري نحو آفاق أرحب وأوسع. وبقدر سعادتنا بإقامة هذا الملتقى وبالتوصيات التي توصل إليها فإننا في الوقت نفسه نثني على جهود جمعية البر بالمنطقة الشرقية والقائمين عليها ـ أثابهم الله ـ لحرصهم على استمرار عقد هذا الملتقى الذي عودنا أن يتوصل في كل مرة إلى توصيات ومخرجات هي دائماً في صالح النهوض بالعمل الخيري وتحسينه وتطويره، آملين أن تأخذ تلك التوصيات طريقها إلى التطبيق الميداني وأن تظهر آثار ثمارها ونتائجها على أحوال الأسر المستهدفة ومستويات معيشتها.