د. احمد محمد اللويمي

ناشط حقوقي

اصبح عالمنا اليوم على رغم التطور التقني فيه الألقاب تباع وتشترى بسعر التراب. فهناك في القنوات الفضائية ينقطع نفسك وانت تتابع عناوين الخبراء، فهذا اكبر خبير في الجراك واما خبراء البيع والشراء في السياسة فحدث ولا حرج. وعندنا اليوم حمى لقب الناشط الحقوقي والفضل بلا شك لمواقع الانترنت من حجم 1 ميجا واكثر. الظريف ان البنات هم الاكثر نشاطا كخبراء في الحقوق ( يا عيني على الحقوق والله يحفظ ناشطيها). وعلى اثر السائد وتقليدا للمشهور قررت ان اضيف وباصرار شديد الى عنواني الاكاديمي (ناشط حقوقي). فكلما حضرت لقاءً أتعمد توزيع كرتي الجديد (الدكتور الناشط الحقوقي والخبير الدولي...). هل أنا اقل من هؤلاء الأولاد بدبلوم بأسبوع من معهد «أبو عشرة» ويتخرج ناشط حقوقي وانا (دكتور اد الدنيا لازم اكون ناشط حقوقي)، يا عيني على هذا الذكاء. لكن المشكلة بدأت بعد توزيع الكروت، اصيب جوالي بالصرع وكاد جرسه ان يحترق، فهذا يطلب واسطة حقوقية لرفع درجاته في الجامعة وذاك متحمس لدروس في تحسين خبراته في انتقاء الهدايا لزوجته (أليست هذه حقوقا). والآخر يقول: رئيسي في العمل بعد خمس دقائق يسحب الخط في دفتر التوقيع، تكفا شوفنا حل، يا عيني على الحقوق.يا للمهزلة أناس قضوا في طلب الحقوق (كمانديلا) أعمارهم في السجون وهم بكل تواضع لا يقبلون إلا بخادم الناس وشبابنا يفرح اذا صار ناشطا حقوقيا من معهد ابو عشرةالحقيقة يا شباب بعد ما انكسر جوالي بدأت أفكر هذا أنا الخبير الدولي وهذا نشاطي الحقوقي فكيف بالشباب، عفوا، النشطاء الحقوقيون، بالتأكيد مبدعين الله يكثر من امثالهم. انا شخصيا بدأت اشعر بالتفاؤل على تحسن الحقوق وعندي نصيحة للشباب ضرورة البدء بمصنع في الصناعية الاولى قبل لا تسرق الصين الفكرة. ولتحسن الحقوق تحذير لمحرري جريدة اليوم ان تحقيقاتهم عن المشاكل ستزول. انتبهوا يا محررين من النشطاء الحقوقيين ترى ما خلو لكم شي. بالمناسبة بالامس دخلت الدوار واللافتة تقول الافضلية لليسار واذا بناشط حقوقي، يابن....اعمى ما تشوف. الجميل ان صفحات الحوادث تقلصت بفضل الناشطين الحقوقين حتى ان جرائم الاحداث تكاد تختفي (يا للمعجزة). كل هذا جعلني اشعر بالضعف امام كل هذا النشاط الحقوقي وابدل كرتي بسرعة إلى خامل حقوقي. شكرا لعالم الواتسب وغيره ما قصروا خلوا الناشط الحقوقي بعشرة. يا للمهزلة اناس قضوا في طلب الحقوق (كمانديلا) اعمارهم في السجون وهم بكل تواضع لا يقبلون الا بخادم الناس وشبابنا يفرح اذا صار ناشطا حقوقيا من معهد (ابو عشرة).