د. أحمد محمد اللويمي

حديث الحرية في الأسرة

القوامة في الأسرة في العرف الاجتماعي السائد لا تخرج عمّا يتعاطاه الوالد من الذكورية المتسلطة. الذكورية المفرطة تمتد حتى للمرأة المتجبرة بالعبارة المشهورة (بنت رجال). إدارة الأسرة كما يبدو لا مهرب لها من منطق السلطة المستبدة للأبوين. فالطاعة في منطق التربية السائدة أن الأب يصدر الأوامر و الباقي يطيع بلا نقاش. أسلوب يشطر الأسرة لمصدر أوامر بحجة القوامة و أفراد منفذين لها أو حد الأدنى صامتين عن التمرد عليها. حديث الحرية في الأسرة يعني أن الأسرة لها طريق آخر يجعل من الطاعة منهجا تلقائيا بين أفرادها. إن قدرة الوالدين على الإنصات و الأبناء على التعبير عن الذات في فضاء يجعل الأسرة وحدة لا طبقات و جماعة تتقاسم المصالح و المنافع لا مجموعة فيها الآمر و الآخرون منفذون. حديث الحرية في الأسرة هو سلوك فيه الآباء طائعون للأبناء عليهم منهم حقوق كما هي على الأبناء. حديث الحرية في الأسرة لا تعني في ذاتها القضاء على هذه الهرمية التقليدية.إن العلاقة التي يمارسها الآباء في إدارة شؤون الأسرة هي بحد ذاتها تربية. فلا يوجد شيء أسمه إدارة الأسرة و آخر اسمه تربية .حديث الحرية في الأسرة حركة تربوية هادئة ولكن فاعلة تدفع افراد الأسرة نحو التداخل على نقيض التسلط الذي يجعل من علاقات افرادها مفككه مريبة. إن منهج الأوامر المستبدة التي تجعل من البيت ثكنة عسكرية، فيها الوالدان قيادة الأركان، و الأبناء جنود ينم عن حالة مأزومة في ذات الآباء .الفعل الأبوي في الأسرة هو تربية يطبع في إثره وجدان الأبناء و يفعل فعله في تشكل عقلهم. بناء علاقات الأسرة بنسيج الحديث الحر المسؤول و إشاعة الفضاء المفتوح هو منهج فيه الآباء و الأبناء على حد سواء من التعلم و التعليم كل يكسب من الآخر بقدر عطائه. حديث الحرية في الأسرة حركة تربوية هادئة ،ولكن فاعلة تدفع أفراد الأسرة نحو التداخل على نقيض التسلط الذي يجعل من علاقات افرادها مفككه مريبة. إن منهج الأوامر المستبدة التي تجعل من البيت ثكنة عسكرية فيها الوالدان قيادة الأركان و الأبناء جنود ينمّ عن حالة مأزومة في ذات الآباء. إنه حب بناء الشخصية الخارقة في ذهن الأبناء. الشخصية التي لا يشوبها العيوب. و يتأسس على هذا الوهم عند الأبوين تشديد الأوامر خوفا من انكشاف حقيقتهم امام أبنائهم. يا حسرتي على هؤلاء الآباء فهم في عناء و تعب و أبناؤهم في بؤس و كبت. الطاغوتية المفرطة في الأسرة لا تنجب للمجتمع إلا أفرادا في الاستبداد متمرسين. و مجتمعا يسود في أسره الاستبداد لا ضمان لسلامة أفراده في تعاونهم. فلا مكان في هذا المجتمع لمدّعي الحرية، في بيته يزاول الاستبداد و في المجتمع يطالب بحق التعبير.