د. احمد اللويمي

تجربة معلمة في الخرخير

بدعوة كريمة من الأستاذة منال الصالح للاطلاع على تجربتها الانسانية والمهنية خلال عملها في الخرخير (جنوب شرق المملكة والمتاخمة للحدود اليمنية والعمانية)حيث دونت تجربتها في كراس بعنوان (معلمة من الصحراء) وهي ترصد رحلتها الأولى الى هذا المكان النائي جدا.

لابد من الاشادة بشجاعة وإقدام هذه الاحسائية التي استقامت في مهمتها العسيرة في منطقة نائية بكل رباطة جأش.وهو انموذج للانسان الوطني الذي يضغط على مشاعره وخوفه ليعيش الغربة في أداء وظيفته ويؤكد على أهمية التعايش الوطني و أهمية توثيق التجارب الانسانية لكل من عاش كهذه التجربة .

ان القيمة العلمية لهذا الكراس لا تكمن في محتواه المتواضع بل في الإشارة إلى أهمية تمازج سكان المملكة وهو العنصر المهم في التأكيد على الوحدة الوطنية، كما أكد على التنوع الانسي وعراقته لمجتمعات المملكة. هذا التنوع الذي يشير إلى العمق الحضاري الذي يدفع بقوة لتأسيس المراكز البحثية المتخصصة لحراسته وتأصيله.

الكراس من نشر دار الفكر العربي وهو عبارة عن مزيج من أدب الرحلات و المذكرات. جانب منه يرصد المعاناة في السفر لشابة احسائية تبتعد عن اسرتها لأول مرة للمجهول في أعماق الصحراء والجانب الآخر الاختراق الذي تسجله المعلمة للمجتمع المحلي وماترصده من مشاهداتها البسيطة للعادات والتقاليد والفلكلور. والأهم فيه توثيقها لبقاءاللغة الحميرية حية و الذي يؤكد أهمية التنوع المدني لمجتمع المملكة. بقاءها حية يلقي بالمسؤولية الثقيلة على وزارة التربية والتعليم والجهات العلمية في المملكة لصونها من الانقراض. بالرغم من حماس الكاتبة يعاني الجزء الأهم من الكراس نقصا لو تم الالتفات له لاصبح كتابا مهما. فالخارطة التي تحدد الموقع من خارطة المملكة مفقودة، و فقدان معنى الخرخير ولماذا هذا الاسم الذي قد يكون لموقعه العميق في الصحراء كما يقال خرخر عند البدو أو لكثرة آباره المالحة (الخور) وجمعها خيران أو لخرير الماء. كما يعاني الكراس من الاختصار عن التركيبة السكانية والتي تم الاشارة لها بمقال ضاف في موقع جسد الثقافة. اما الصور ففقيرة قياسا بالصور والافلام في المواقع. الكراس ايضا فيه خلط بين ادب المذكرات الشخصية والرحلات و علم الاجتماع مما ادى لعجز الجانب الانساني والاجتماعي للخرخير. ليس الكراس اول رصد للخرخير بل الأول في تجربة شخصية و الذي جاء به الكراس ليس جديدا بل حداثته في كونها تدورعلى لسان انسان امتزج مع اهلها. ان القيمة العلمية لهذا الكراس لا يكمن في محتواه المتواضع بل في الإشارة إلى اهمية تمازج سكان المملكة وهو العنصر المهم في التأكيد على الوحدة الوطنية، كما أكد على التنوع الانساني وعراقته لمجتمعات المملكة. هذا التنوع الذي يشير الى العمق الحضاري الذي يدفع بقوة لتأسيس المراكز البحثية المتخصصة لحراسته وتأصيله.