د. محمد حامد الغامدي

مشاريع السـيول تؤكد إهـدارنا ميـاه الأمطـار

كالعادة.. سيقول البعض: كاتبكم يغرد خارج السرب.. سيقولون: يبحث عن شهرة.. ويكررون: خالف تُعرف.. الحقائق أثبتت عبر هذه السنين خطأ قولهم.. ومع ذلك ما زال البعض يمارس التكهُّنات.. يعتقدون أن كاتبكم يكتب خواطر.. رغم كونها حقائق علمية..الحقيقة تنبئ بأشياء لا يمكن حجبها.. الفشل يتعاظم مع استثمار مياه الأمطار النادرة في بلادنا.. فشل مُخِل ومُخجل.. فشل غير منطقي.. خاصة في مناطق الدرع العربي.. مناطق تغذية مياهنا الجوفية وتنميتها.. فبجانب السدود التي تحجز مياه الأمطار خلف جدرانها.. يأتي الآن دور مشاريع تصريف مياه السيول إلى البحر الأحمر في مدينة جدة.. كنموذج وشاهد جديد على سوء استثمار مياه الأمطار.   مشاريع زاخرة بالتناقض.. نقوم بإهدار ونقل مياه الأمطار إلى البحر.. كاتبكم يعتبر التصرّف ناتجاً عن غياب إدارة مياه الأمطار.. وشاهداً على تغييب وعي العقل بأهمية المياه.. هذه المشاريع وأمثالها تمثل ضياعاً لمياه نادرة.. يمكن توظيفها في مناطقها الجافة.. مياه الأمطار نعمة وخير وبركة.. لكننا فشلنا.. لم نفكر أصلاً في التعامل معها بطريقة رشيدة.. لممشاريع زاخرة بالتناقض.. نقوم بإهدار ونقل مياه الأمطار إلى البحر.. كاتبكم يعتبر التصرّف ناتجاً عن غياب إدارة مياه الأمطار.. وشاهداً على تغييب وعي العقل بأهمية المياه.. هذه المشاريع وأمثالها تمثل ضياعاً لمياه نادرة.. يمكن توظيفها في مناطقها الجافة.. مياه الأمطار نعمة وخير وبركة.. لكننا فشلنا.. لم نفكر أصلاً في التعامل معها بطريقة رشيدة.نستطع التعامل معها بحِكمة.. أخضعناها لسوء تصرّفنا وتجاهلنا.. وسوء فهمنا لأهمية هذه المياه.. كنتيجة، أصبحت تشكّل خطراً يهدّد الحياة.. ثم قادنا هذا الاعتبار إلى مثل هذه المشاريع الاستثنائية.. أصبحت بسبب سوء تخطيطنا ضرورة.. لم نفكّر في البدائل كحلول مفيدة حتى للمستقبل المائي لصالح الأجيال القادمة. يكتب كاتبكم اليوم بكل ثقة وقناعة.. مدافعاً عن مياه الأمطار.. جعلنا مخاطرها تتعاظم.. نجهل طرق الاستفادة منها.. لم نُعطها بالاً وأهمية.. نراها بدون قيمة.. وبالمقابل هناك مليارات الريالات تصرف لتحلية مياه البحر.. أليس هذا تناقضاً؟!.. هل مياه الأمطار ذات شأن لدى الوزارات المعنية.. ومحل عناية؟!.. الحقائق تشير إلى حاجتنا الملحّة لكل قطرة ماء.. بتعطل بصيرة العقول.. تتوه إبرة الميزان عن تلمّس فوائد مياه الأمطار وأثرها الايجابي في تنمية وتغذية مواردنا المائية الجوفية.. هل جعلنا مياه الأمطار شراً ونقمة؟!.. لماذا؟!.. هل تعاني من سوء الإدارة؟!.. لماذا؟!.. هل تعاني سوء فهمنا وتجاهلنا؟!.. لماذا؟! مياه الأمطار محصول.. لا يختلف عن بقية المحاصيل الزراعية.. مثلها مثل القمح الضروري.. مثل الأعلاف والشعير.. مثل التمر وفاكهة الشركات الزراعية التي تصدر الورد والبطاطس لأوروبا.. لماذا ينعدم الاهتمام بمياه الأمطار؟!.. لماذا نتركها تذهب إلى البحر هدراً وضياعاً؟!.. بالتأكيد تركها بهذا الشكل.. ليس بطراً كما يقولون.. لكنه الجهل الذي تعاني منه العقول.. جهل ينعكس على طرق تفكيرنا وتعاملنا.. كنتيجة، لا نفكّر بشكل ايجابي وصحيح مع مياه الأمطار.. نتبنّى حلولاً تهدر مياه الأمطار بدون خوف وخشية ومسئولية.. غاب العلم.. غاب التحليل والتفسير والاستنتاج وحسن التعامل مع المعلومات والمؤشرات. بناء مثل هذه المشاريع العملاقة للتخلص من مياه الأمطار يُثير حزمة من التساؤلات.. هذه المياه ورغم كونها نعمة.. جعلناها نقمة.. هناك وسائل يمكن بواسطتها حصد مياه الأمطار لصالح البلاد والعباد.. والأجيال القادمة.. هناك إدارة لمياه الأمطار مفقودة.. بحاجة إلى عقول تعي مسئوليتها.. تحتاج إلى من ينظر إلى المستقبل بعين الحكمة.  مشكلتنا توجيه الفكر نحو حلول لمشاكل نخلقها.. نحاول حل نتائج المشاكل بطرق تزيد الطين بلّة.. بينما تظل المشاكل قائمة.. مشاريع مياه السيول في جدة منقصة حضارية.. هل هذه المشاريع هي الحل الأمثل؟!.. كاتبكم يدّعي أنها الحل الأعمى للتخلص من مياه الأمطار النادرة الثمينة.. هذه المشاريع تُثبت أننا لا نعطي للمياه أي قيمة.. ننظر إلى يومنا ولا ننظر إلى مستقبلنا المائي.. نحاول إظهار قدراتنا على لجم قوة اندفاع هذه المياه.. ولا نحاول استثمارها بطريقة مفيدة.. هكذا ننقلها إلى البحر.. ونحتفل.. هل يتم تبنّي مثل هذه المشاريع في بقية مدن وبلدات مناطق الدرع العربي؟! السؤال الذي يجب طرحه من الجميع هو: لماذا كل هذه السيول؟!.. لماذا تزداد سنة بعد أخرى؟!.. البعض ركب موجة التغيير المناخي.. والحقيقة تقول إن هذه المياه.. التي تتعاظم بتجمعها.. وتتعاظم قوة اندفاعها بتجمّعها.. خاضعة لأسباب بيئية.. بتجاهلها تتشكل خطورتها.. هذه المياه تعطي مؤشراً على عدم فهمنا لبيئتنا.. وعدم فهمنا لأهمية الحفاظ على مواردنا المائية.. عندما يتم تجاهل الحقائق.. واللجوء إلى مشاريع تزيد من إهدار المياه.. بدلاً من الاستفادة منها.. فهذا يعني عضل العقل.. هناك تطبيقات.. تعطي حلولاً نهائية.. تحقق فوائد مستدامة للبلاد والعباد.