زينب الخضيري

الشقيري مَع وَقفِ التَنفيِذ..!!

يقول بيتر دراكر: " الناجحون لا يدورون حول المشكلات بل حول الفرص".مازلنا نعاني من داء الحديث عن المشاكل، ومازلنا لم نستطع التوصل لحلول لها، ومازلنا أيضا نتباكى على حالنا من خلال مقارنة وضعنا العربي بوضع وحال الدول المتقدمة، يقول المفكر مالك بن نبي: إن نهضة أي امة من الأمم مرهونة باجتماع مجموعة من العوامل منها: الإنسان، الموارد، والوقت.فمع التراجع الاقتصادي العالمي والذي أدى إلى اضطرابات هائلة في جميع أنحاء العالم، ما زال هناك فرص لتحديد هوية أي عمل نقوم به فالأوقات غير العادية هي التي تصنع التغيير، وهي فرصة للقفز لمستويات من التغيير لا نحلم بها. يقول جورج برنارد شو: "الرجل الوحيد الذي أراه يتصرف تصرفا منطقيا هو خيّاطي، إنه يأخذ قياساتي كلّما أراد أن يصنع لي بزة جديدة، بقية الناس يتمسكون بقياساتهم القديمة وينتظرون مني أن أناسبها". إن هوية أي عمل نقوم به نحن من يحدده، ونحن المورد الحقيقي في الحياة، وهذا ما يحاول نقله لنا الشاب احمد الشقيري في برنامجه "خواطر" هذه السنة، يحاول أن ينقل لنا رسالة مفادها أن الإنسان هو الأعلى قيمة بين الموجودات على ظهر هذه الأرض لذلك نحن نستحق أن نحيا حياة كريمة مُسخر لنا كل ما حولنا من تكنولوجيا وعلوم وطب متقدم ورفاهية، ألا تستحق أيها المواطن تعليما ذا جودة عالية لأبنائك، ألا تستحق طعاما جيدا خاليا من الملوثات، ألا تتمنى أن تشتري منزلا يتناسب مع دخلك، ألا يستحق بدنك عند الضعف والمرض عناية طبية سريعة بتكنولوجيا متقدمة، ألا تتمنى حديقة لأطفالك في الحي الذي تسكن به ويكون متوفر بها كل أسباب الراحة، ألا تطمح أن تذهب لدائرة حكومية وتنهي معاملتك بنفس اليوم، ألا تحلم عند هروب خادمتك أو سائقك بأن تعوض فورا بخادمة أو سائق أو مبلغ مادي يعوض عليك خسارتك، ألا تتمنى عندما تشتري جهاز إنذار للسرقة في البيت أن يكون هذا الجهاز مربوطا بالشرطة في حال حصول اقتحام للمنزل أو سرقة فتجد الشرطة أمام منزلك لحمايتك، ألا تحن لمكتبة عامة تذهب لتقرأ بها أنت وأطفالك، ألا تحلمين أيتها المواطنة بحضانة لطفلك في مقر عملك يغنيك عن الخادمة وعن التغيب المستمر عن العمل، ألا تتمنين معلمات جيدات في المدارس يغنينك عن إعادة مذاكرة كل ما تعلمه طفلك اليوم بسبب ضعف أغلبية المعلمات وضيق أفق البعض منهن، ألا تتفقين معي عزيزتي المواطنة أن زمن الخادمات ولىّ ويجب أن نعتمد ثقافة الاستقلالية لنا ولأبنائنا فالأم هي مصدر ثقافة البيت. لماذا لا نعترف باحتياجاتنا، ولماذا كل هذا الهجوم على الشقيري في التويتر والفيسبوك، عزيزي المواطن والمواطنة ألا تلاحظون أنكم هاجمتم شخص "احمد الشقيري" ونسيتم ماذا يحاول تقديمه لنا، لماذا نتدخل في حياته الخاصة كعادتنا عندما ننتقد، قليلا من العقلانية والتروي أيها المواطنون، فهو فقط وضع إصبعه على الجرح وواجهنا بمرآته الكبيرة.