سلمان أبا حسين

ليلة سقوط «الخرسانة» في النفق ومعها الأمانة والمرور والدفاع

انتبه وأنت تدخل أحد أنفاق الدمام العظيمة حتى لا يرمي عليك أحد المارة أو السيارات العابرة كتلة خرسانية كما حدث مع المواطن خالد محفوظ منتصف ليلة الخميس الماضي في نفق طريق الملك فهد تقاطع كوبري الأمير نايف ، ولكي لا تكون هذه " الحذفة " بفعل فاعل على حد قول الأمين،وانتبه أيضا أن تبالغ في شيء يهشّم زجاج سيارتك ويخلق الهلع لديك ولدى أطفالك وأنت في منتصف ليل داخل سيارتك وداخل نفق في الدمام.

 انتبه يامواطن من المبالغة على حد سعادة اللواء محمد الغامدي الذي أكن له احترام خاص لمواقفه الدائمة والجزئية بكل ما يخص سلامة المواطنين وممتلكاتهم ، إلا من هذه المبالغة في وصفه من ارتطام" قوطي " بيبسي ربما يهشم زجاج سيارة ،ومع هذه المبالغة  التي وصفها أرسل الدفاع المدني فرقتين متخصصتين للتدخل السريع لمعرفة كيف تهشمت سيارة خالد وأنفه وسط نفق جديد صرف عليه الملايين. وانتبه يامواطن أيضا قبل دخولك في أي نفق أو شارع مفتوح في مدينة الدمام للوحة تنبيه من الأمانة مكتوبة بثلاث لغات العربية والإنجليزية والاردو،لوحة كبيرة ومضاءة مكتوب بها: إن الأمانة لم تستلم بعد النفق أو الشارع من المقاول حتى الآن لظهور عيوب فيه وإن الأمانة رفعت اعتراضا للمحكة كما صرح الأمين في الخبر الذي نشر في هذه الجريدة الجمعة الماضية،وعليك يامواطن المسؤولية.

شكراللجهات الثلاث الامانة،الدفاع المدني،والمرور، لقد قدمتم لنا روايه جميله غير مقنعه لسقوط كتله خرسانة على سيارة مواطن في منتصف الليل وسط نفق من انفاق مدينة الدمام التي لاينتهي مسلسلها ولاتسليتها

 انتبهوا يامواطنون أنتم كاذبون ومبالغون في الخدمات المقدمة لكم أو بضمان سلامتكم من أنفاق المعجزة الدائمة التي لاينتهي مسلسلها ولا تسليتها ،وانتبهوا أن تبلغوا وسائل الإعلام وإشراكها في كل ما يخص البيئة الاجتماعية والسلامة المرورية فأنتم بذلك تعاقبون أنفسكم لأن كل مسؤول يدافع عن الآخر حتى إن رئيس قسم الهندسة المرورية والناطق الإعلامي بالمرور كان شاهدا على الحادث حين صرح بأن هذه الكتلة جاءت عن طريق ارتطام حجر من إحدى السيارات المارة في اتجاه سيارة المواطن فهشّم الزجاج الأمامي . الكل يدلي بدلوه،والكل يدافع عن الآخر،والكل يحاول ايجاد تبرير وتفسير،وكل جواب متناقض مع الآخر،الأمين يقول: هناك من رمى حجرا،والمرور يقول: إن عجلة سيارة أخرى رفعت كتلة صلبة وهشمت زجاج سيارة،والدفاع المدني يقول: ضخّمتم الواقعة،شكرا للجهات الثلاث الأمانة والمرور والدفاع المدني،لقد قدّمتم لنا رواية جميلة ومقنعة لايتبقى فيها إلا أن نستقدم فيها الروائي ماركيز من كلومبيا ليصيغ لنا الكتلة الصلبة التي هشمت زجاج سيارة مواطن في منتصف ليل وسط أحد أنفاق الدمام العظيمة. في اعتقادي الخاص جداً والضيق ،إذا نحن فرطنا في قضية ربما تكون عند البعض صغيرة أو مبالغا بها، فنحن نفرّط في قضايا سلامة مرورية كبيرة ولا أعتقد أن لجنة السلامة المرورية والتي يرأسها سمو نائب أمير المنطقة ترضى بذلك،بل عليها أن تحقق فيه وهي التي تتفاني في وضع البرامج الدائمة المهتمة بأمر السلامة المرورية في المنطقة للمواطن والمقيم. نعم سقوط كتلة خرسانية بنفق تدافع عنه الأمانة، أربك المسئولين أي الأمانة والمرور والدفاع المدني،نعم إنه ارتباك واضح من تصريحات الأمين ورئيس قسم الهندسة المرورية ومدير الدفاع المدني،ارتباك غير مبرر أن يتهم فيه المواطن الذي من أجله جعلتكم الدولة أعزها الله أمانة بين أيديكم،وارتباك ودفاع غير مبرر من جهتين معنيتين بسلامة المواطن هما المرور والدفاع المدني لصالح الأمانة ومقاوليها. نعم تصريحات المسؤولين الثلاثة على سقوط الكتلة الخرسانية لا يغلق الملف بل يفتحه لتدخل إمارة المنطقة،خاصة وأن الأمانة وضعت العتب على المقاول وعدم استلام المشروع والقضية المرفوعة في المحكمة وهي قضية نسمع عنها لأول مرة عن مشروع نفق يسلكه مئات الأنفس يوميا وكلف الملايين من أموال الوطن.