د.أمل الطعيمي

عبد العزيز الحمدان

رأيته يقف خلف الطاولة .. شاب يبدو قوي البنية عرف بنفسه وقال وصلت إلى أمريكا منذ ثلاثة أشهر وأنا الآن رئيس لأحد نوادي الطلبة السعوديين هنا. كان واثقا من نفسه يختار عباراته جيدا وهو يعبر عن آماله العريضة وتطلعاته لمستقبل متميز.

كان ذلك خلال أحد أيام المهنة هناك. بعد قليل كنت أجلس مع الزميلات حتى تحين ساعة الانتقال للقاعة التي سيتم الاحتفال فيها بتكريم الخريجين. مر الشاب نفسه من أمامنا ولكن مشيته كانت مختلفة عن وقفته فقد كان ينقل إحدى رجليه بصعوبة رغم خفة حركته فرجله ويده تحملان بقايا شلل أضعفهما وأعاق نموهما فهو يرتدي في رجله المصابة حذاء عاليا لتتساوى مع رجله المعافاة. عندما رأيته ومن معي لاشك أن الدهشة والإعجاب والشفقة بانت في نواظرنا فاقبل نحونا مبتسما ليحدثنا عن مقاومته للمرض وعن دور أمه في حياته  وعونها الجسدي والمعنوي له حتى حفزت فيه أجمل ما في الإنسان المعافى منهم والمبتلى.

عبد العزيز الحمدان شاب أخذ الله منه شيئا وأعطاه أشياء أخرى يفتقدها كثير من الأصحاء فتلك الثقة و الإيمان  والعزيمة والإصرار على المضي قدما والذهاب إلى البعيد البعيد حتى في تخطيطه لحياته وعمله ونشاطاته الاجتماعية تجعلك لا تملك إلا أن تقدره وتحترمهعبد العزيز الحمدان شاب أخذ الله منه شيئا وأعطاه أشياء أخرى يفتقدها كثير من الأصحاء فتلك الثقة و الإيمان  والعزيمة والإصرار على المضي قدما والذهاب إلى البعيد البعيد حتى في تخطيطه لحياته وعمله ونشاطاته الاجتماعية تجعلك لا تملك إلا أن تقدره وتحترمه والمفاجأة  أن عبد العزيز هو الذي قدم حفل التخرج لم يتهيب الوقوف على منصة التقديم امام المئات في ذلك اليوم ولم يتحرج من التحرك أمام أنظارهم المندهشة بين المايكرفون والمكان الذي خصص للوقوف فيه.كنت أتابع نظرات عبد العزيز فأجدها ملونة بحب الحياة والثقة بالذات والتآلف مع الإصابة كان بإمكانه ان يركن و يستخدم الكرسي المتحرك ويعتمد على والده ماديا وأمه واخوته جسديا ولكن عزيمته الفوارة منعته من ذلك وإيمانه بالله جعله يؤمن بانه سبحانه سيولد فيه الطاقة والمقاومة بدءا من عقله وانتهاء بجسده ولهذا شاهدنا إنسانا مختلفا مميزا رغم اعاقته سيكون رمزا ومثالا يحتذى لدى الأصحاء.