حصة الدوسري ـ الدمام

وافدات دخلن الزناز ين بـ «جرائم مخلة» وغادرن مسلمات

«سجن النساء» بالدمام وتحديداً إصلاحية النساء، عالم مختلف يضم بين جنباته مجتمعا خاصا وحياة خاصة لسجينات دخلن «الزنازين» لارتكابهن جرائم مختلفة بحق أنفسهن أولا وبحق مجتمعهن ثانيا، وتلك الإصلاحية مؤسسة غايتها الإصلاح والتهذيب يقوم عليها كادر مؤهل بمختلف التخصصات يتفاعل مع «السجينات» أو النزيلات بهدف إصلاحهن وتهذيبهن خلال فترة محكوميتهن ومغادرته الى المجتمع الأكبر والأوسع ليكن نساء جديدات ينخرطن فيه ويقمن على خدمة أنفسهن ومجتمعهن.

 العديد من النزيلات غادرن السجن بروح ونفس جديدتين، وبعضهن وتحديدا الوافدات اللاتي دخلنه لارتكابهن جرائم مخلة بالأخلاق وغادرنه مسلمات يشهدن ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله بعدما وجدن من الكادر الذي يقوم على خدمتهن كل تعاون وسماحة واشفاق بحقهن وإرشادهن الى الخير والحق ووجدنه بالدين الإسلامي السمح، وبعضهن غادرن الى عش الزوجية لبدء حياة جديدة و «عفا الله عما سلف» .. «اليوم» انتقلت الى إصلاحية النساء في الدمام ورصدت حياة النزيلات اللاتي أتين من كل حدب وصوب. كما التقت بالعديد من المتخصصات ومسؤولي السجن والتفاصيل في سياق التحقيق التالي :البداية كانت مفاجأة سارة غير متوقعة، عندما أكدت نزيلات يقبعن خلف القضبان وزوايا الزنازين أن حياتهن «حلوة» وتعلو وجوههن ابتسامة رضا وإيمان لقربهن من الله سبحانه وتعالى في هذا المكان وحتى من لم يعتنقن الإسلام سكنت نفوسهن الطمأنينة. أما المشرفات فتحدثن في البداية عن أقسام الإصلاحية التى تضم قسم العمليات الذي يقوم بتوزيع العمل وتوجيه الطلبات وتنسيق دخول وخروج النزيلات بسيارات الشرطة وقسم الأدلة الجنائية واستقبال النزيلات وقسم شؤون النزيلات ويتم فيه تسجيل نوع القضية والاهتمام بشؤون النزيلة وقسم الأمانات وتودع فيه ممتلكات النزيلة ويتم فيه حفظ المبلغ الذي يصرف للنزيلة من قبل الدولة والقسم الصحي لمتابعة حالة النزيلات الصحية والأطفال المتواجدين مع أمهاتهم وقسم التوعية الدينية والثقافية وقسم الإرشاد النفسي وقسم التدريب الفني الذي يتم فيه تدريب وتشغيل النزيلات على الحرف اليدوية، وقد أبدى العديد من النزيلات ندمهن على ما ارتكبنه بحق أنفسهن وحق مجتمعهن من أذى، مؤكدات ان الفترة التي أمضينها خلف القضبان دفعتهن لمراجعة حياتهن السابقة وما بها من أخطاء،

 أبدى العديد من النزيلات ندمهن على ما ارتكبنه بحق أنفسهن ومجتمعهن من أذى، مؤكدات ان الفترة التي أمضينها خلف القضبان دفعتهن لمراجعة حياتهن السابقة وما بها من أخطاء، وتمنين لو يعود الزمان بهن للوراء لإصلاح ما ارتكبنه من أخطاء وعدم الوقوع فيها مرة ثانية.وتمنين لو يعود الزمان بهن للوراء لإصلاح ما ارتكبنه من أخطاء وعدم الوقوع فيها مرة ثانية، ولفتن الى انهن تعلمن من السجن الكثير من الأشياء التي لم يتعرفن عليها في الماضي، منوهات الى ان رفق إدارة ومنسوبات السجن وتنظيم الأنشطة المتنوعة والدروس والدورات التأهيلية بالعديد من المجالات خاصة المهنية فتحت أمامهن نافذة لمستقبل واعد وأنهن ينتظرن يوم خروجهن للعودة الى أسرهن ومجتمعهن للبدء من جديد ، وأشرن الى ان الرعاية التي تقدم لهن سواء في المجال الصحي أو الاجتماعي أو المهني أو التثقيفي والتوعوي دفعتهن الى عالم جديد فيه الخير والطمأنينة التي كن يفتقدنها في الخارج.

 

إصلاح مجتمعي وتأهيل نفسي للسجيناتتوضح الإخصائي النفسي في إصلاحية الدمام أمل الصافي أن دورها يبدأ فور دخول النزيلة وذلك من خلال طمأنتها ومساعدتها على التكيف مع السجن وأنها تقوم بشرح الواجبات والحقوق للنزيلة خلال فترة محكوميتها مؤكدة بأنها  تقوم بمساعدتهن في الاتصال والتواصل مع الأشخاص المقربين لهن خارج السجن خاصة أنه يحق لكل نزيلة إجراء اتصال تطمئن فيه أهلها عن وضعها وذلك وفق آلية معينة يتم من خلالها تخصيص يوم محدد تتحدث فيه النزيلة عبر الهاتف مع أسرتها وذويها ، وتضيف بأن المسؤولية الأكبر التي تقع على عاتقها هي كسب ثقة وود النزيلة لتبدأ رحلة العلاج معها من خلال الحديث عن مشاكلها الخاصة مع أسرتها والمشاكل التي تواجهها في العنبر مع النزيلات إضافة إلى سعيها إلى تعديل سلوكها للأفضل ، كما أسعى دائما إلى سماع الأسباب التي دفعتها للإقدام على جريمتها . وتبين «أمل» أن الإرشاد جزء مهم وأساسي من العلاج ومن الأمور المهمة أيضا في رحلة العلاج أو تعديل السلوك إتاحة الفرصة للنزيلة حرية التعبير عما يخالجها من شعور حتى ولو كان بالتفريغ الانفعالي وأعرض لها حلولا عديدة وأترك لمخيلتها السفر بين نفسها لتختار هي الحل الأفضل لها ولحياتها المستقبلية وأيضا التشجيع أمر إيجابي يعود بالنفع أولا لي قبل أن يعود لها ولكي أستطيع اكتسابها يجب أن أنفق من وقتي ساعات حتى أستطيع مجاراة ما يجول في داخلها والتعمق في ذاتها منوهة إلى الحفاظ على خصوصية النزيلة لبناء الثقة بينهما.

 

إصابة «ايدز» واحدة وفحص شهري للحوامل  تؤكد إحدى الممرضات لـ «اليوم» قيامها بعمل فحص دوري شهري للنزيلات الحوامل يتم التركيز فيه على ارتفاع البطن وعمقه ونبض الجنين وصحته الجسدية وتزويدها بفيتامينات خاصة بالحمل، وفور دخولها الشهر التاسع يتم تحويلها لمستشفى النساء والولادة لمتابعتها لحين ولادتها. وأشارت الى تزويدها بتقرير مفصل عن حالتها الصحية بعد الولادة وحالة الطفل لمتابعتهما في الإصلاحية، منوهة الى تنظيم متابعة يومية لحالة الأم والطفل، منوهة الى قيامها بإجراء فحوصات طبية للنزيلات وإن كان بعض الحالات تحتاج الى علاج وحسب حالتها يتم تحويلها الى مستوصف الإصلاحية لفحصها من قبل الطبيب أو تحويلها الى مستشفى النساء والولادة أو مجمع الدمام الطبي، وتقوم بمرافقتها ملاحظة عسكرية وأحد رجال الشرطة وتتم بعد ذلك متابعة صحتها أولا بأول ولحين الشفاء. ولفتت الى مشكلة واجهتها مع احدى النزيلات الذي كان طفلها الذي برفقتها وعمره 45 يوما في حالة بكاء دائم، وصعوبة تعامل الأم معه وقيامها بمعاينة الطفل الذي كان بحالة طبيعية وأن المشكلة كانت باختلاف وقت النوم بين الأم ورضيعها ما يجعلها دائما في حالة صحو، منوهة الى قيامها بتنظيم موعد نوم الأم نهارا ليتوافق مع موعد نوم الطفل وتصحو ليلا معه وحلت المشكلة بذلك.ونوهت الى تنظيم محاضرات عن الصحة وأهمية النظافة ونظافة الطفل والمكان الذي يوضع فيه أو ينتقل فيه والأدوات التي يتم استعمالها للطفل، بالاضافة الى نظافة الام ونوعية الاطعمة التي تتناولها للمحافظة على لياقتها الصحية والتركيز على مشكلة استخدام بعض الأمهات أدوية تعتقد أنها مسكنة للطفل دون استشارة طبيب ما يؤدي الى اصابة الطفل بأمراض أخرى. وعن الأمراض الوبائية داخل الإصلاحية أكدت ان نسبتها ضئيلة، منوهة الى وجود حالة واحدة مصابة بمرض الايدز وهي في مرحلة متقدمة وعزلت في سجن انفرادي بعيدا عن عنابر النزيلات، لانها معرضة للضرر لفقدها المناعة.

 

 القضايا الأخلاقية في المرتبة الأولى يليها الحق الخاص

 

 85 بالمائة من القضايا «أخلاقية» والحق الخاص بالمرتبة الثانية  تشير رئيس قسم بصمات النساء "هـ . م" الى انه يجري استقبال النزيلات عند حضورهن بمعاملة حسنة ونقوم بالإجراءات بشكل سلس ورفع أوراقهن للضابط المختص بقضيتها، منوهة الى ان القسم يحرص على رفع معنويات النزيلات وطمأنتهن، وبينت مسئولة شؤون النزيلات "س . ل"  ان 85 بالمائة من القضايا التي تفد للإصلاحية أخلاقية تليها في المرتبة الثانية قضايا الحق الخاص التي تندرج تحت مسميات الديون أو المسروقات التي تقوم بها خادمات، وهناك قضايا القتل وهناك الاجتماعية التي منها العنف الأسري، منوهة الى التفاعل مع النزيلات ومحاولة مساعدتهن حتى بعد انتهاء محكومياتهن بتسليمهن لذويهن أو تسفيرهن الى بلدانهن، ولفتت "ز. ح" أمينة قسم الأمانات ان كل ما يخص النزيلة من حاجيات أو مبالغ ومجوهرات وهواتف يتم تسجيلها في سجل الأمانات بموجب محضر لحين انتهاء محكوميتها، وفي حال احتاجت النزيلة الى الاقتراض من نقودها الخاصة تتم مساعدتها في ذلك، منوهة الى ان هناك مبلغا للنزيلة يتم صرفه من قبل الدولة على شكل كوبونات تساعدها على إكمال ما تحتاجه، وفي حال كانت النزيلة أما ولديها طفل يقضي معها فترة سجنها، فالدولة تقوم بتوفير جميع مستلزماته الأساسية.

 

 

 

«مارلين» تحولت إلى «حصة» وكتبت معاني القرآن بالفلبينية

 تؤكد المرشد الديني المنتدب في إصلاحية الدمام من قبل جمعية البر الخيرية «ف. ت» ان التوجيه والإرشاد لا يأتيان بالالزام ونضع اختلاف الديانات ووضع السجينة التي تفد الينا نصب أعيننا ونستقبلهن بروح متفانية، مدركات حجم الألم الذي يعانينه، منوهة الى قيامها بعقد حوارات مع النزيلات يتحدثن فيه عن مختلف القضايا وعن دينهن وحين نبدأ بالحديث عن الإسلام لا نلزمهن به ونعلمها طهارة المسلم كيف تكون خاصة ان الاصلاحية تضم نزيلات من الجنسية الشرق آسيوية وبعضهن غير مسلمات ونزودهن بالمنشورات والمطويات التي تساعدهن على فهم الإسلام بمختلف اللغات وتوزيع المصاحف المفسرة بجميع اللغات وتشغيل «dvd « ليشاهدن الندوات والمحاضرات الدينية، ونوهت الى ان أكبر نسبة اعتناق للإسلام من الجنسية الفلبينية وأشهرت 11 سجينة إسلامهن. ومن النزيلات اللاتي تحدثت اليهن  انيتا بوكو التي غيرت اسمها الى «عهود» بعد إسلامها، حيث قالت: إنها كانت تعمل في بيت رجل مسلم وكان كفيلها ملتزما دائما وأهل بيته يقرؤون كتابا لم تدرك ما يحويه فحاولت معرفة مضمونه دون جدوى وحين قدر الله لها ان يكون السجن نصيبها وجدت ذات الكتاب في الاصلاحية فشدها الفضول لمعرفة هذا الكتاب، وأضافت أنها ومن خلال المرشدة تعرفت على القرآن الكريم ومحتواه وبمساعدة صديقات مسلمات في العنبر كن يتسابقن في حفظ القرآن الكريم وتأثيره القوي على نفوسهن بالراحة التي كنت المحها في وجوههن ما دفعني لاعتناق الإسلام بقناعة، وقالت «مارلين» التي أطلقت على نفسها اسم «حصة» بعد إشهار إسلامها  : أحب سماع القرآن الكريم لانه يبعث في نفسي شعورا غريبا لم أكن أدركه وانها كانت تسمعه وتكتبه بلغتها الفلبينية لتعود لقراءته الى ـ ان شاء الله تعالى ـ ان تدخل في الإسلام وتكون واحدة من العضوات النشيطات في العنبر لمساعدة النزيلات وتعريفهن الإسلام. كما تحدثت «حصة» عن زوجها الذي يعيش ايضا في الاصلاحية وقد توفر لهما كل الاساسيات التي قد يحتاجونها، مؤكدة ان المال والطعام والمعيشة الطيبة متوافرة.