د. جاسم الياقـوت

إعلامنا . . والعنف الأسري

من خلال تصفحي للعديد من الصحف المحلية ، لفت انتباهي تزايد عناوين العنف الأسري في المملكة ، وعلى سبيل المثال أن المنطقة الشرقية رصدت 294 قضية عنف أسري خلال عشرة أشهر . وفـي الريـاض ذكرت إحدى الصحف أن كل نصف ساعة حالة طلاق نتاج التفكك من جراء العنف الأسري .هذا ما جعلنا نتساءل كثيراً من المتسبب في ظاهرة العنف الأسري ؟ وما هو السبب الرئيسي في تفشي هذه الظاهرة ؟ ومـن المتسبب فيه الزوج أم الزوجة ؟ أم البيئة المحيطة ؟ أم المغروس في النفوس منذ الطفولة ؟ . والعنف الأسري هو نمط من أنماط السلوك العدواني والذي يظهر فيه القوي سلطته وقوته على الضعيف لتسخيره في تحقيق أهدافه وأغراضه الخاصة مستخدماً بذلك كل وسائل العنف سواءً كان جسدياً أم لفظياً أو معنوياً .لقد تبين من جميع الدراسات التي أجرتها بعض الدول العربية على ظاهرة العنف الأسري في مجتمعاتها أن الزوجة هي الضحية الأولى وأن الزوج بالتالي هو المعتدي الأول ، يأتي بعد ذلك في الترتيب الأبناء والبنات كضحايا إما للأب أو للأم أو الأخ أو العم ، أي نسبة  99 % يكون مصدر العنف الأسري الرجل .لقد تبين من جميع الدراسات التي أجرتها بعض الدول العربية على ظاهرة العنف الأسري في مجتمعاتها أن الزوجة هي الضحية الأولى وأن الزوج بالتالي هو المعتدي الأول ، يأتي بعد ذلك في الترتيب الأبناء والبنات كضحايا إما للأب أو للأم أو الأخ أو العم.كما أثبتت الدراسات على مستوى العالم الغربي والعربي  أن أبرز المسببات وأكثرها انتشاراً هو تعاطي المسكر  والمخدرات ، ويأتي بعده في الترتيب الأمراض النفسية والاجتماعية لدى أحد الزوجين أو كليهما ، ثم اضطراب العلاقة الأسرية بين الزوجين .ومن خلال الإستراتيجية الإعلامية التربوية يمكن أن نجد للعنف الأسري بعض الحلول ، منها الوعظ والإرشاد الديني المهم لحياة المجتمع من مشاكل العنف ، إذ أن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف توضح أهمية التراحم والترابط بين أفراد الأسرة ، وتقديم استشارات نفسية واجتماعية وأسرية للأفراد الذين ينتمون إلى الأسر التي ينتشر فيها العنف ، ووجوب التدخل في أمر نزع الولاية من الشخص المكلف بها في الأسرة إذا ثبت عدم كفاءته للقيام بذلك وإعطائها إلى قريب آخر مع إلزامه بدفع النفقة ، وإذا تعذر ذلك يمكن إيجاد ما يسمى بالأسر البديلة التي تتولى رعاية الأطفال الذين يقعون ضحايا العنف ، ثم إيجاد صلة بين الضحايا وبين الجهات الاستشارية المتاحة وذلك عن طريق إيجاد خطوط ساخنة لهذه الجهات يمكنها تقديم الاستشارات والمساعدات إذا لزم الأمر . ونناشد كافة وسائل إعلامنا المختلفة بالتقليل قدر الإمكان من إذاعة أو نشر الأخبار التي تحث على العنف ، والتي تتضمن مفاهيم ذات علاقة بالعنف أو تشجع عليه ، وأن تعمل على تصميم برامج إعلامية توضح فيها حقوق المرأة وحقوق الطفل ، وأن تقوم بتدريب الصحفيين في مجال المسائل المتعلقة بالمرأة والأطفال وكبار السن ، مع تدعيم البرامج التي تعالج محتوياتها مسائل وموضوعات تتعلق بالمساواة والعدل بين الجنسين . ونرى في خلاصة الأمر إننا عندما نريد أن نربي ونثقف أبناءنا ونربيهم على أساس أن كلا من الرجل والمرأة يكملان بعضهما البعض ، فالمرأة بأنوثتها وعاطفتها وحنانها ، والرجل بإرادته وصلابته وقدرته على مواجهة الأحداث حيث يعاني من نقص العاطفة والحنان والرقة ، والمرأة لديها فائض من ذلك هي التي تعطيه العاطفة والحنان والرقة ، ولهذا كانت الزوجة سكناً لقوله تعالى (لتسكنوا إليها) ، فيما المرأة تعاني من نقص الإرادة والحزم والصلابة، ولهذا كان الزوج قواماً على الزوجة لقوله تعالى (الرجال قوامون على النساء) ، إذاً فالتربية تكون على أساس أن المرأة والرجل يكمل أحدهما الآخر .