يوسف هاشم – القاهرة

البشر: كتب الرواية تتفوق في سوق النشر السعودي

أكدت الروائية د. بدرية البشر أن كتب الرواية أصبحت الأكثر مبيعاً واستهلاكاً في سوق الكتاب السعودي، موضحة أن مبيعاتها وصلت الآن إلى نحو ستين بالمائة في هذا السوق.وأشارت البشر إلى أن أي محاولات للتصدي للرواية في المملكة، يزيد من شعبيتها ويكسبها تعاطف الجمهور.وقالت إن تقدم الرواية السعودية يحتاج إلى أن يستنير بضوء نقدي ليتطور ولينتهي من مرحلة الكتابة المزاجية إلى الاحترافية، كما يحتاج إلى إضاءات نقدية لا يستطيع النقاد تقديمها ما لم يخلصوا النية والجهد لصالح وجودهم النوعي في الوسط النقدي ويقوموا بمهامهم الجادة والمنتظرة منهم.جاء ذلك في ورقة بحث بعنوان «من يهتم بالرواية السعودية.. القراء أم فقط الناشرون»، قدمتها د. بدرية البشر في ملتقى القاهرة الدولي الخامس للإبداع الروائي العربي، الذي اختتم أمس في العاصمة المصرية وحمل هذا العام عنوان «الرواية العربية.. إلى أين؟»، بمشاركة أكثر من مائتي مشارك ومشاركة من 17 دولة.وأقيمت في الملتقى نحو أربعين جلسة بحثية ونقدية منها: «قضايا التجريب الروائي» و «الرواية ووسائط الاتصال» و «الشكل الروائي المفتوح وأسئلة المستقبل» و «الرواية وثقافة الصورة» و «الرواية ومشكلات التلقي والنشر».وعن مشاركتها في الملتقى، قالت د. بدرية البشر لـ (اليوم): شاركت في الملتقى الخامس للإبداع الروائي بدعوة من المجلس الأعلى للثقافة المصري، «لتقديم ورقة بحثية عن الرواية السعودية، فهي رواية لم تحظ بتاريخ كلاسيكى يؤصل لتجارب جديدة يستطيع المبدع أن ينظر إلى تاريخه من خلالها، فظلت الرواية خارج طموحات السعوديين، الذين يفتش معظمهم عن عذر كي لا يكتب».وأوضحت أن «الرواية السعودية تعيش حالياً فترة ازدهار لبروز أسماء على الساحة الثقافية»، لافتة إلى أنه «بعد أحداث 11 سبتمبر ووجود الإنترنت والصالونات الإلكترونية، ظهرت 25 رواية سعودية في ستة أشهر، كتب معظمها شباب الإنترنت ونشرتها دور نشر عربية شهيرة، بعد أن كان رصيدنا لا يتجاوز خمس روايات في ثلاثة عقود.من جانبه، قدم الروائي يوسف المحيميد، ورقة بعنوان «كتابة الرواية ونشرها بين عالمين متناقضين»، وتحدث فيها عن الوكالات الأدبية التي يوكل لها الكاتب كل ما يتعلق بعمله الإبداعي.وقال: إن تلك الوكالات تقوم بدعم الكاتب حتى بمجرد شعوره بضرورة سفره بحثاً عن معلومة معينة تنقص عمله الإبداعي أو احتياجه لرصد حالة أو مكان أو شخصيات في بلد ما، فإن ناشره يتولى كل تكاليف ذلك من سفر وإقامة وغيرها، فيجد مشروع الكاتب الإبداعي شروط نجاحه وتفوقه.وأضاف: ليس في مفهوم الغرب حالة الكاتب الذي يقوم بطباعة أعماله بنفسه، أو يقوم بتمويلها، فكثير من تجارب الكتاب المشاهير تعرضت لنكسات وفشل متتال على مستوى النشر حتى وجدوا أخيراً من يهتم بعملهم الأول، بينما في العالم العربي يتآمر الكاتب والناشر العربي على إفساد العلاقة بينهما، مشيراً إلى أن صناعة الكتاب في مفهوم النشر العربي أن يشارك المؤلف في تكاليف النشر، ويشارك كذلك في تصحيح مخطوطة الكتاب، وفي توفير فنان لتصميم الغلاف، أما في الغرب فتقوم صناعة الكتاب على أن يسلم الناشر المخطوطة إلى المحرر في الدار، وهو الذي يقوم بتحرير الكتاب وصناعته من جديد.وتساءل المحيميد عن إمكانية توفير وكيل أدبي في العالم العربي كما توفر فيها وكلاء أعمال المغنيين ولاعبي الكرة. وقال: «قبل عشر سنوات قد لا يمكن أن يفكر الكاتب بوجود وكيل أدبي عربي، ربما بسبب ضعف المبيعات عموماً، وعدم وجود محفزات على تبني أعمال بعض الروائيين العرب، لكن ظاهرة الطبعات المتتالية لبعض الروايات كرواية «عمارة يعقوبيان» للكاتب المصري علاء الأسواني، والتي طبعت أكثر من 15 طبعة، ورواية «ذاكرة الجسد» للروائية اللبنانية علوية صبح، والتي وصلت إلى الطبعة العشرين، وتحويل كل منهما إلى مسلسل تليفزيوني، إضافة إلى الترجمات إلى مختلف اللغات الحية، كل ذلك قد يغري السوق الاقتصادية مستقبلاً بدخول مستثمرين جدد في مجال الوكالات الأدبية».وفي تصريح خاص لـ(اليوم) قال المحيميد: أنا ضيف لمتلقي الرواية العربية في القاهرة منذ الدورة الثانية، وأشرف باستمرار في كل دورة على مستوى الموضوع الرئيسي أو عناوين الندوات، بالإضافة إلى أسماء الكتاب المدعوين.وأضاف: أجزم أن ملتقى القاهرة الدولي للإبداع الروائي العربي هو أهم ملتقى عربي يناقش هذا الجزء من الإبداع.وعن الإجابة على تساؤل عنوان الملتقى «الرواية العربية إلى أين؟»، رد المحيميد: «أعتقد أنا وجيلي من كتاب الرواية العرب محظوظون لأننا استطعنا قطف ثمرة الرواية العربية باكراً في الستينيات والسبعينيات الميلادية، في حين لم يترجم نجيب محفوظ إلى لغات العالم، إلا بعد كدح وتعب في الكتابة والانضباط.. أما نحن فوجدنا فرصة كبيرة في التعاقد مع كبريات دور النشر في العالم منذ الرواية الأولى أو الثانية، وهذا يدل على أن الرواية العربية أصبحت جزءاً مهماً في مشهد أدب العالم».وعن الرواية السعودية، فأكد أنها استطاعت خلال العشر سنوات الماضية أن تكون حاضرة بقوة في المشهد الروائي العربي، كما استطاعت أن تنتزع اعتراف الأدباء العرب والمؤسسات الثقافية العربية وذلك بحضورها في العالم العربي والأجنبي عبر النشر والترجمة».