عباس الحايك

عباس الحايك

يقول المثل «الضرب في الميت حرام»، والميت هذا ينطبق على حال المسرح في المملكة، فهذا المسرح الذي قدر له أن يواجه المشكلات منذ وجوده الخجول في هذا البلد، فبعد مواجهته للرفض الاجتماعي، واجه قصور الدعم، والصورة المكرسة التي علقت على جدار المسرح العربي عنه، رغم ما يجهد بعض المسرحيين الواعين في المملكة ليفعلوه من أجل تغيير هذه الصورة المرفقة بوهم الخصوصية، ورسم صورة جديدة. كل هذا يكفي المسرح السعودي، وليس من المنتظر أن يواجه مشكلات أكبر مما واجه، فأن تلغى مهرجاناته، المهرجان السعودي أولًا، دون فهم واضح لأسباب الإلغاء، ومهرجان الجنادرية ثانياً، لأنه لم يعد نشاطًا مجديًا، فهذا مما لا يتحمله المسرح، ولكن من الغريب أن المسرحيين أنفسهم هم من يحفرون في قلبه كما تحفر السوس قلب النخلة حتى تجوفها فتصبح آيلة للسقوط والانهيار. نعم هناك ممن يمارسون المسرح وينخرون في الجسد المسرحي ويتركون المسرح إلى مآله الذي يعني الزوال، ممن دخلوا إلى هذا العالم ليس من باب الموهبة والعشق لهذا الفن الراقي، بل جاءوا من باب المصالح الشخصية والرغبات الذاتية التي يمكن أن يحققها لهم المسرح، فمن الصراع الخفي أو المعلن من أجل القبض على فرص المشاركات الخارجية التي شبهها أحد المسرحيين بالكعكة التي يبحث كل عن نصيبه منها، إلى محاولة القفز على الجميع ومحاولة تكريس شخوص معينين أو تجارب معينة على كل التجارب المسرحية في المملكة والحصول على جل الفرص للخروج من التخوم المحلية، رغم أنهم لا يملكون سوى بطاقة تعريفية وشبكة علاقات عريضة كونوها من أجل هذا الهدف ليكونوا سفراء دائمين للمسرح السعودي.هؤلاء داء جديد لن يبقي للمسرح في المملكة من باقية، وهم من يقفون إلى جانب وزارة الثقافة والإعلام في تحطيم أحلام المسرحيين، التي لم تف بكل وعودها للدفع بعجلة المسرح. قائمة مشكلات المسرح يجب أن يضاف إليها (المسرحيون السعوديون أنفسهم).