حسين شيخ – جدة

فلمبان: تكريمي في «معرض الفن المعاصر» خطوة تاريخية

تكرم وزارة الثقافة والإعلام، الفنان التشكيلي أحمد فلمبان، عن مسيرة عطائه التي امتدت لسنوات طويلة، خلال تنظيمها معرض الفن السعودي المعاصر 21 بالرياض في وقت لاحق، وذلك في مبادرة تعد الأولى من نوعها في هذا المحفل.وعبر الفنان فلمبان عن سعادته بهذا التكريم، وقال: «أنا سعيد بهذا التكريم، وأشكر الله أولاً، ثم وزارة الثقافة والإعلام المتمثلة في إدارة الفنون التشكيلية بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية على هذا المبادرة الرائدة في هذا المحفل الرسمي، الذي أعتبره خطوة رائعة وتاريخي, وفي تاريخ الفن التشكيلي السعودي، والذي يحدث لأول مرة بعد عشرين عاماً من عمر مهرجان الفن السعودي المعاصر، الذي يعد من أهم المعارض التشكيلية في المملكة، وهذا دليل قاطع على وجود خطط جادة وبرامج طموحة لتشجيع ودعم المبدعين في سبيل تفعيل الفن التشكيلي السعودي الذي أخذ حيزا مهما وفاعلا في خارطة الثقافة السعودية، التي أصبحت الثقافة والفنون مواكبةً لذلك التطور الذي تعيشه البلاد في مختلف المرافق الأخرى، وأصبح بناء العقل والفكر وبث الوعي الثقافي سمة من السمات التي يتحلى نهجنا القويم في رؤيا ثابتة ومتوثبة نحو تقديم هذه العطاءات إلى مستوى التوجهات والتطلعات العامة».وأضاف: «لدي شعور صادق بالاعتزاز والفخر بهذا التكريم الذي أعتز به، وأعتبره أيضا تكريم لجميع زملائي الفنانين المخلصين الجادين في هذا الوطن الغالي».وذكر إن «هذا التكريم أصبح بالنسبة لي مسؤولية كبيرة لإثبات الوجود ومواصلة العطاء وحافزا للزملاء الفنانين للعمل بجدية نحو الإبداع والعمل الجاد للوصول بهذا الفن إلى مستوى الحراك التشكيلي بمفهومه العلمي الصحيح القائم على التوجهات الفكرية الواضحة والفلسفة الجلية».وتابع فلمبان قوله: «هدفنا جميعا تمهيد الطريق للأجيال القادمة ووضع الأسس الصحيحة والقواعد القوية لفن محلي مميز بمفهومه الشامل.. خاصة إذا ما عرفنا أن أمجاد هذا الوطن تستهوي المؤرخين وتشد الكتاب والباحثين والمنصفين للتحدث عنها والإشادة بها».وأوضح أن «هذه مناسبة لإعادة ترتيب الأوراق.. وأن نسعى إلى الرقي والنقاء ليواكب الفن التشكيلي ما حققته الثقافة السعودية ويعكس حضارة ورقي هذا الوطن الغالي».وقال: «لا يخفى على الجميع أن الفن التشكيلي في المملكة يكتب، بفخر في تاريخ الفن السعودي المعاصر، صحائف مجد وفخر لوزارة المعارف، التي وضعت اللبنة الأولى لهذا الفن قبل نصف قرن، والجهات الأخرى التي تولت زمام هذا الفن (الرئاسة العامة لرعاية الشباب والجمعية العربية للثقافة والفنون ووزارة الثقافة والإعلام والجمعية السعودية للفنون التشكيلية) وغيرها من المؤسسات الرسمية والخاصة التي دعمت وساهمت في تعزيز هذا الفن وتأصيله وتطوره وانتشاره، وجهود الرعيل الأول من الفنانين الذين تحملوا البدايات وأقاموا بجهودهم الذاتية معارضهم الشخصية تحت وطأة التهميش والسخرية وضعف الإمكانيات لإيمانهم العميق بعبء الرسالة وحبهم لهذا الفن الجميل، وقدموا إنتاجهم الفني للتعبير عن ذواتهم وما صاحب ذلك من إخفاقات وإحباطات ونجاحات كانت من العوامل الهامة في بروز الشكل المعاصر للفن التشكيلي السعودي، وساعدت على اجتذاب الكثير من الفنانين الشباب ومهدت الطريق للأجيال اللاحقة، الذين ظهروا فيما بعد، وساهموا جميعاً في بناء هذا الفن ويسيرون بخطى واثقة لخلق نهضة فنية تنشأ على اتصال بالتراث الثقافي في الفن». يذكر أن الفنان أحمد فلمبان ولد في مكة المكرمة عام 1951، وحصل على شهادة البكالوريوس من أكاديمية الفنون الجميلة في روما عام 1971، ونال جائزة «منيرفا» كأحسن طالب في قسم الرسم للعام الأكاديمي (70/1971)، ومنحه رئيس الجمهورية الإيطالية وسام الدولة- لقب «فارس» عام 2007.وسبق أن أقام فلمبان 12 معرضاً شخصياً في جدة وإيطاليا، وشارك في أكثر من 98 معرضا مشتركا ومهرجانات وفعاليات فنية داخل المملكة وخارجها منذ عام 1967، وحاز على العديد من الجوائز العالمية والمحلية وشهادات التقدير. وله كتاب بعنوان «التشكيليون السعوديون»، وهو أول موسوعة للفن التشكيلي السعودي.