صباح مبارك - مكة المكرمة

شادية غزالي : رحلتي مع الطوافة بدأت بـ «حراسة الأحذية »

بدأ إدراك المطوفة «شادية بنت غزالي جنبي» لمهنة الطوافة بمتابعتها ومرافقتها لوالدها حيث كانت مهنته الطوافة في الأصل وبدأ تعليمها وأخوتها هذه المهنة عمليا على قدر مقدرتهم العمرية حينها فكانت شقاوة الأطفال مغروسة فيهم بحب المفاجآت والأمور الجديدة عليهم فلقد كان يأخذهم برفقته وهي ابنة التسعة أعوام إلى مدينة جدة حيث يمكثون هناك مدة ثلاثة أيام تقريباً يستقبل والدها الحجاج القادمين بالسفن ويبقون برفقتهم حتى ينتهوا من الإجراءات الرسمية للقدوم ومن ثم يعود بهم إلى مكة المكرمة ويكون حينها قد قامت كل من والدتها وخالاتها بإعداد الطعام المناسب للضيوف من الحجاج وبعد أن يسكن كل منهم في المكان المخصص لهم تقوم المطوفات من العائلة بزيارة النساء والتعرف عليهن وعرض خدماتهن ومساعدتهن في أي أمر هن في حاجة إليهن فيه .وتتذكر الغزالي أول عمل لها كمطوفة مع والدها قائلة : بمجرد أن يدخل الحجاج إلى بيت الله الحرام ولكون منزلنا كان يبعد خطوات عن بيت الله الحرام فكان الخدم يقومون بجمع كل أحذية الحجاج في أكياس كبيرة وأقوم أنا وأخوتي بحراستها من السرقة أو الإختلاط بالأخرى وكنت أشعر بأنها مهمة ممتعة بل كنت حريصة على أن أقوم بها على أكمل وجه وأظل أحرسها مع أخوتي حتى يعود الحجاج إلى مساكنهم وتضيف : بعد أن تعلمت القراءة والكتابة بدخولي إلى المدرسة استغل والدي ذلك بأن جعل لي مهمة متابعة جوازات السفر للحجاج ومعرفة من غاب منهم ومن حضر والبحث عن المفقودين وإعادتهم إلى مجموعتهم .تقود الباصات وتضيف غزالي بأنها كانت تراقب تحركات الأتوبيسات المخصصة لتوصيل الحجاج إلى المشاعر المقدسة , حتى اضطرت لتعلم قيادة السيارة لإدارة بعض الأمور التنظيمية للباصات فلم تفرق في عملها بين كونها سيدة أو رجلا .ومن هنا ظهرت في قوتها وهمتها العالية في أن تؤدي دورها كمطوفة على أكمل وجه .موقف طريف من أطرف المواقف التي مرت بها المطوفة شادية أنها في يوم عرفة كان هناك من يقوم بذبح الأبقار وكانت تراقب الأعمال فوقعت على بقرة مذبوحة ومن وقتها أصبحت لا تفضل اللحوم في أكلاتها .دور المطوفة وتشير غزالي إلى أن دور المطوفة في الماضي كان مفعلا وبقوة فكانت ترحب بالحاجات من النساء وتقوم بإعداد الوجبات لهن ومن ثم تقوم بإرشادهن وتوضيح بعض الأمور الفقهية التي يجهلنها والتقرب منهن بألفة ومحبة حتى يشعرن بالراحة والطمأنينة ويؤدين الحج بكل راحة وتفرغ دون الاهتمام بأمور الحياة من طبخ وتنظيف وغيره , ولكن في وقتنا الحالي أصبح دور المطوفة مغيبا سوى في بعض الأعمال البسيطة والتي لا تقارن بمهمتها الأساسية من قبل .وتعرف المطوفة شادية بسيرتها الذاتية ودورها الكبير في خدمة المجتمع وبسيرتها الوظيفية في خدمة الوطن ولها الكثير من الأعمال التطوعية التي تخدم بها شرائح المجتمع إذ تعتبر مستشارةوباحثة اجتماعية واقتصادية وأسرية وعضوة مؤسسة في لجنة إصلاح ذات البين التابعة للغرفة التجارية بمكة وعضوةمؤسسة بلجنة الحرفيات المكية تحت مظلة الغرفة التجارية بمكة , كما حصلت على أكثر من 40 شهادة شكر وتقدير من العديد من المؤسسات واللجان ، واستحقت مؤخراً وبعد مسيرة عمل مشرفة لمدة 40 عاماً ترقيتها وتكليفها بعمل طوافي أكثر أهمية ومهام آخرها رئيسة اللجنة النسائية لحجاج جنوب شرق آسيا.