صحيفة اليوم

الباحة وخطوة رائدة

عزيزي رئيس التحرير استقبلت منطقة الباحة أميرها الجديد صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز بعد صدور أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بتعيين سموه أميرًا لمنطقة الباحة.وبما أن منطقة الباحة تتميز بكونها من أهم المناطق السياحية التي يؤمها المصطافون خلال فصل الصيف هروبًا من حرارة المناخ ليس فقط من داخل المملكة ولكن كذلك من الدول الخليجية المجاورة ليتمتعوا مع عائلاتهم بجو منعش عليل ناهيك عما تتمتع به المنطقة من جمال جغرافي ويتمثل في سهول وأودية وجبال تلتحم مع بعضها لتشكل مواقع ومناظر خلابة جاذبة.إلا أن المنطقة مازالت بحاجة ماسة إلى كثير من الخدمات الأساسية والضرورية ويقع في مقدمتها الماء الذي هو أساس الحياة ليس فقط للبشر وإنما لكل مخلوقات الله والذي قل وجوده حتى في جوف الأرض بشهادة أصحاب الاختصاص نظرًا لندرة الأمطار في زماننا هذا بعدما كانت المصدر الوحيد للمياه في سابق الزمان أيام النوايا الحسنة والقلوب الرحيمة والمجتمع المتكاتف وحب الآخر الذي كان سائدًا بين أبناء المنطقة والمدينة والقرية كانوا رحماء فيما بينهم فرحمهم الله بالخير الكثير ونعمة المطر وبالتالي توفر المياه الجوفية وغير ذلك أما في زمان لا يسمح فيه القريب لقريبه ببضع الأمتار من تراب الدنيا لكي يوصل الطريق إلى منزله مع الغياب التام لتطبيق أنظمة البلديات التي تعطيه الحق في ذلك إن لم يكن بالطرق السلمية بين الجيران فبفرض تطبيق النظام الذي يفتقر للجدية في التطبيق. إن مثل هذا التهاون في تطبيق الأنظمة يتسبب في تأخير المصالح العامة والخاصة وإحقاقًا للحق فإن هذا ما لمسته من خلال تواجدي هذا الصيف في المنطقة وسمعته من الناس وهم الطرف الأول أما الطرف الثاني وهم أصحاب الاختصاص وتشريع وتطبيق الأنظمة والقوانين فلم أسمع وجهة نظرهم وأتمنى أن يعذروني فأنا في صف أصحاب الحقوق عندما يعطل تطبيق النظام وسرعة إيجاد الحلول وتأخيرًا للمصالح التي تنعكس بالخير على الناس والمنطقة والوطن وهذا ما تنادي به دائما وما تحث عليه قيادة هذا البلد حفظهم الله في تذليل الصعاب وتوفير احتياجات المواطنين وكل مقيم على تراب هذا الوطن الغالي.إن مشكلة المياه وإيصال الخطوط أو الطرق ليستا هما فقط ما يشغل مواطن وساكن المنطقة ولكنهما الأهم في سلم الأولويات.ولقد علمت أخيرًا باجتماع ضم سمو أمير المنطقة القادم مع بعض أساتذة الجامعات في المنطقة الشرقية من أبناء المنطقة و عدد من رجال الأعمال وذلك لمناقشة أمور واحتياجات المنطقة وهي خطوة رائدة من سموه تدل على حرصه على جعل مصالح المنطقة وأهلها من أولويات اهتمام سموه في المرحلة القادمة كما أنني أتمنى أن يساهم رجال الأعمال الذين حضروا المقابلة أو غير الحاضرين من أهالي المنطقة ومن جميع مناطق المملكة في توجيه استثماراتهم إلى داخل المنطقة وأن يكون ذلك بالتصميم والفعل والعمل الجاد الصادق وليس من خلال إبراز الوجود ودق الصدور وبعد أن ينفض المجلس تبدأ الأعذار وتعطل الخطط وتوضع العراقيل. إن من أبسط حقوق المنطقة وأهلها على رجال الأعمال بأن يوجهوا جزءاً من مشاريعهم واستثماراتهم باتجاه منطقتهم وعليهم ألا يخشوا من المردود المادي فالمعادلة واضحة فكلما توفرت المشاريع زاد الإقبال البشري وبالتالي نما العائد المادي وتحقق الربح ولكن يجب أن تكون المشاريع مدروسة وتلبي الاحتياج. وفي نفس الوقت سيزداد الدعاء لهم بأن يبارك الله لهم في أعمالهم في الدنيا والآخرة وكلي أمل أن كل رجال أعمال المنطقة المخلصين والذين يعترفون بخير هذا البلد عليهم لديهم الحب والولاء لمنطقتهم ولبلدهم وسيعملون مع همة الأمير القادم لرد الجميل وقد حان فعلاً أن تسبق الأعمال الأقوال.وأخيرًا أقول لمن بيدهم اتخاذ القرار من مسئولي الدوائر الحكومية والموظفين بالمنطقة أن عليهم دورًا كبيرًا وذلك بتغليب المصالح الوطنية على الشخصية وتذليل الصعاب أمام الجادين لرفع شأن المنطقة وتطويرها بما يتماشى مع الدعوات المتكررة لقادة هذه البلاد يحفظهم الله واستكمالاً للدور السامي الذي بدأ به صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز وفقه الله ووفق الجميع لما فيه خير وصالح هذا الوطن والله من وراء القصد.محمد أحمد هلال حبلص / جامعة الدمام